-
انتحار اللاجئين في ألمانيا
ميرڤت شحاده - نقلاً عن مجلة سندباد - immigrants now - المهاجرون الآن
06 - 11 - 2020
بين عام 2014 و عام 2016 أتت أعداد هائلة من طالبي اللجوء الى جميع أوربا ، وكان معظمهم من سوريا والعراق ، وبعد أن لاقى هؤلاء معاناة كبيرة في رحلة الوصول الشاقة الى أوربا والتي تعرض فيها الهاربين من الحروب والنزاعات للخطر وللموت في مرات كثيرة ، دخلوا بعد وصولهم في معاناة من نوع آخر أدت في حالات عديدة الى انتحار البعض ومحاولة الكثير لذلك .
أرقام و وقائع :
وصل عدد اللاجئين الذين قاموا بمحاولة الأنتحار الى أربعمئة وثلاث وثلاثين لاجئ حسب موقع - تاغس شاو الالماني - وهذه الأرقام ليست كاملة لأن هذه أرقام الحالات التي تم تسجيلها رسمياً ، وهناك حالات كثيرة لم يتم تسجيلها تعادل تلك التي وُثقت ضمن الأحصائيات .
وحسب منظمة العفو الدولية ومنظمة الصحة العالمية فإن أعداد الأشخاص الذين يقدمون على الأنتحار في تزايد خاصةً من اللاجئين السوريين المتوزعين حول العالم .
أسباب ودوافع :
أعربت الرابطة الاتحادية للمراكز النفسية والاجتماعية للاجئين وضحايا التعذيب أن نسبة ثلاثين الى أربعين بالمئة من الوافدين الى ألمانيا يعانون بما يسمى ب" اضطرابات الصدمة " فبعد وصول الهاربين من ويلات الحرب و دمارها لا تنتهي معاناة هؤلاء بمجرد وصولهم لبلاد الأمان -على الأقل- بل يتعرض عدد كبير منهم لأضطرابات نفسية لها أسباب كثيرة مثل الأختلاف الكبير بين مااعتاده الأشخاص من عادات وتقاليد وطريقة حياة وبين ما وجده هنا في أوربا من حضارة وانفتاح وعادات تبدو غريبة أو حتى غير مقبولة بالنسبة لهم ، وهناك أسباب تتعلق بعدم الاستقرار مثل الاضطرار للعيش بكامبات والهايمات مع أشخاص آخرين و غياب رؤية واضحة للمستقبل ، ومخاوف أخرى تتعلق بإجراءات اللجؤ الطويلة والمليئة بالبيرورقراطية والتي تتطلب الكثير من المعاملات والأوراق وبالتالي الكثير من الوقت ، وهذا صعب على اللاجئين الذين ينتظرون قرار لجؤهم من أجل البدء بإجراءات لم الشمل لعائلاتهم التي تنظر إما في بلاد اللجوء المجاورة ، أو في أماكن خطرة فيها النزاعات والحروب .
حلول غير كافية :
ان الرابطة الاتحادية للمراكز النفسية والأجتماعية للاجئين أعربت عن قلقها لأن الوافدين الى ألمانيا والذين يعانون من اضطرابات نفسية لا يلقون رعاية صحية نفسية كافية ، وهذا الأمر يتعلق بالموافقة على تقديم العلاج النفسي اللازم ، ويتعلق أيضاً بالدوائر الأجتماعية وتقديرها ( المتفاوت) ضمن معايير غير واضحة أو ثابتة، و في كثير من الحالات التي يتوجب فيها العلاج النفسي مع العلم أن الكثير من هذه الطلبات بل ومعظمها يتم رفضها يُترك اللاجئين الذين يُعانون من اضطرابت نفسية ومشاكل ومخاوف معقدة دون علاج أو اهتمام وهذا يؤدي في النهاية لأقدام عدد كبير منهم للأنتحار . وكأن اللاجئ الذي هرب من الموت وجد فيه الحل الوحيد للخروج من حالته النفسية الميؤس منها بعد أن تُرك لمخاوفه ويأسه والذي لم يلقى سببلاً لمواجهتا .
اجراءات لا بدّ منها :
وفق منظمة الصحة العالمية فإن كل أربعين ثانية يموت شخص قام بالانتحار وهذا الرقم مرعب جداً في عالم من المفروض أنه يتقدم سريعاً وفي جميع المجالات من أجل أسعاد وراحة البشرية .
وربما أصبحت الوقاية من الانتحار ضرورة عالمية ملحة بشكل عام ، وخاصة فيما يخص اللاجئين وهذه الضرورة لابد أن تجد طريقاً لحلول جذرية تحدّ من الانتحار وذلك من خلال تعاون بين قطاعات المجتمع ومؤسساته العامة والخاصة والتنسيق فيما بينها بالتواصل مع قطاعات الصحة البدنية والنفسية مع غيرها من قطاعات العمل والتعليم ، هذا بالأضافة على وضع قيود صارمة على وسائل الانتحار مثل المبيدات الحشرية والأسلحة النارية والدواء وغيرها من الوسائل .
وأيضاً العمل على مواكبة انخاذ استراتيجيات ايجابية تُحيط اللاجئ الذي يعاني من اضطرابات نفسية ومخاوف تدفعه للتفكير بالانتحار ، وهذه الاستراتيجية تتلخص بالنظرة الايجابية للذات وتقديرها واحترامها وتعزيز التفاؤل في كل ما يواجه اللاجئ من صعوبات سبتخطاها ، ولا ننسى المقدرة على طلب المساعدة وهذه خطوة ضرورية من أجل التخفيف من حدة الضغوط والمخاوف أو الهاوجس التي يتعرض لها اللاجئ والتي تُضعف من ارادته وتعمل على تدهور حالته النفسية والتي تمضي به لطريق الانتحار .
ربما أول طريق لحل أي مشكلة هو الأعتراف بها ولذلك قامت منظمة الصحة العالمية بتخصيص يوم 10 سبتمر من كل عام باليوم العالمي لمنع الانتحار ، وفي هذا اليوم من كل عام تُطلق العديد من الحملات التوعوية للوقاية من الانتحار والحدّ منه ، لأن الانتحار أصبح من المشكلات العالمية المُلحة والتي تطلب حلول ناجعة و جذرية .
قد تحب أيضاe
الأكثر قراءة
النشرة الإخبارية
اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!