الوضع المظلم
الخميس 18 / أبريل / 2024
ألمانيا واقع المهاجرات في سوق العمل الألماني
1F875297-96A5-4EF1-813A-3CA600530B4B
المهاجرون الآن-خاص -نجوى الشيخ سعيد المهاجرون الآن

تعتبر ألمانيا من أكثر الدول تقدماً في مجال الصناعة، فهي دولة صناعية بإمتياز ، ففيها 44،3 مليون إنسان يعملون وفق إحصائيات تمت عام 2017 وهذا يعني أن أكثر من نصف عدد السكان يعملون، وتستمر هذه النسبة في الارتفاع بسبب الهجرة الوافدة إليها. سوق العمل الألماني

أكثر المهن شيوعاً هنا في ألمانيا، هي الحرف اليدوية، فهناك أكثر من خمسة ملايين شركة حرفية ويعمل فيها أكثر من 5،5 مليون إنسان وبالتالي تعمل ألمانيا جاهدةً لإيجاد حلول لمشكلة البطالة وتوفير فرص عمل للجميع.
أما فيما يخص عدد النساء العاملات في ألمانيا فهن أكثر من 18،5 مليون إمرأة وهذا يعادل 75‎%‎ من إجمالي عدد النساء اللواتي في سن العمل و ثلاث أرباع النساء يعملن في قطاع الخدمات.
أما النساء المهاجرات فيشكلن 40‎%‎ تقريباً من العدد الكلي للمهاجرين ولكن هؤلاء النسوة يجدن صعوبات كثيرة تحول دون إنخراطهن في سوق العمل، و وفقاً لدراسة إستقصائية أجراها معهد بحوث التوظيف التابع للمكتب الاتحادي للهجرة واللاجئين واللجنة الاجتماعية والاقتصادية في ألمانيا لعام 2018 فإن مشاركة اللاجئات في سوق العمل أقل بكثير من معدل الذكور ، حيث بلغت نسبة النساء المهاجرات العاملات 6‎%‎ فقط مقابل 27‎%‎ من الذكور ، وأوضحت الدراسة أن سبب تراجع نسبة النساء العاملات هي كبح المهاجرات بسبب المعايير الأسرية التي تترتب عليهن من جهة تربية عدد كبير من الأطفال ، وأضافت الدراسة أيضاً أن مشاركة المرأة في العمل دون أن يكون لديها أطفال أعمق بكثير من تلك التي لديها أطفال ، لافتاً أن أحد العوامل أن اللاجئات السوريات تحديداً، لديهن خبرة عمل أقل في بلادهن الأصلية وأنهن بحاجة للتسجيل في دورات اللغة الألمانية. سوق العمل الألماني
ورغم أن ألمانيا أقرّت حسب تصريح مؤسسة برتلسمان في شهر شباط لعام 2019 بأنها بحاجة إلى ضمّ الآلاف من المهاجرين من العمالة سنوياً حتى عام 2060 وهذا يتيح للكثير من المهاجرين الالتحاق بوظائف مناسبة ، ورغم أن دخول قانون هجرة العمالة المتخصصة والماهرة قد دخل حيز التنفيذ منذُ عام 2020 لتسهيل العمل في ألمانيا ، إلا أن هذا كله لم يُعطي حلولاً للنساء المهاجرات اللواتي يجدن صعوبة في إيحاد عمل.
هناك الكثيرات من العاملات المهاجرات اللواتي يحملن شهادات جامعية ومعاهد متوسطة من البلد الأم، أو خبرات معينة ويعملن في غير تخصصهن بسبب عدم الاعتراف بشهادتهن لدى صاحب العمل أو عدم إيجاد فرصة عمل في نفس التخصص ، وهذه المعاناة تواجه معظم المهاجرات اللواتي أنهين المرحلة المطلوبة من تعلم اللغة الألمانية ليواجهن إلحاح مكتب العمل (الجوب سنتر) لإيجاد عمل وغالباً ما يقوم المكتب بإرسال طلب من اللاجئين (ذكور وإناث) للألتحاق بعمل غير مناسب لمدة ثلاث ساعات يومياً مقابل يورو واحد لكل ساعة كعملية ضغط من أجل أن يبحث المهاجرون على عمل بوقت كامل من أجل التخلص من ضغط مكتب العمل ، وهنا يضطررن الكثيرات من المهاجرات القبول بعمل -إن وجدن-لا يتناسب مع إمكانياتهن أو خبرتهن أو شهادتهن .
ومن المشكلات الكبيرة التي تواجه النساء المهاجرات مشكلة الحجاب لأنه يُعتبر سبباً في تقليل فرص العمل والتقدم لطلب التوظيف ، وعلى الرغم من أن القانون الألماني يمنع التميز ضد أيّ شخص بسبب الدين والمعتقد ، إلا أن المهاجرات المحجبات فرصهن في العمل أقل من غيرهن على الرغم من وجود مؤهلات جيدة لديهن . سوق العمل الألماني
وقد صرحت مدّرسة تأهيل وتدريب المهاجرات السيدة ڤيل ترود ماير أن طالباتها تعرضن للتميز والمضايقات بسبب أرتدائهن الحجاب ، وفي دراسة لمعهد شتاوفن بيلس أجرتها الباحثة السورية ألاء محرز حول المحجبات وسوق العمل خلُصت إلى أن من بين 9،5 طلب مقابلة عمل تتقدم لها سيدة محجبة يُقبل طلب واحد فقط ، وعندما سألت عن السبب كانت 15‎%‎ من الأجابات بسبب الحجاب و 25‎%‎ لسنا متأكدات ، وسجلت محرز في دراستها أن هناك ردود فعل من بعض شرائح المجتمع الألماني يرفض التعامل مع المحجبات ، مثل رفض بعض المرضى بتلقي العلاج أو المساعدة من طبيبات أو ممرضات محبات ، ورفض بعض الأطفال في الروضات الأمهات المحجبات اللواتي يحضرن أطفالهن إلى الروضة بسبب النظرة النمطية المأخوذة عن الأسلام بشكل عام.
وعند السؤال عن آثار رفض المحجبات في سوق للعمل لنفس الدراسة كان الجواب هو الخوف الشديد من تزايد العنصرية وكراهية الأسلام وهذا كله يعني أن هناك نقص في عملية إندماج المهاجرات مما زاد في نسبة العاطلات عن العمل بين المهاجرات والتي وصلت لعام 2019 إلى 35‎%‎ من المحجبات بينما هي 12‎%‎ بين المهاجرين عموماً. سوق العمل الألماني
وذكرت الكثيرات من اللاجئات السوريات المحجبات تجاربهن المحبطة في البحث عن عمل، وتحدثن عن مواقف عنصرية تعرضن لها بسبب إرتدائهن الحجاب دون أن يجدن سبيل لتغيير هذه الصورة المعادية للحجاب عند البعض وهذا البعض ليس بالقليل في المجتمع الألماني.
وقال كريس ميلزر المتحدث بإسم مكتب المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة في برلين،(إن المواقف الألمانية تجاه الحجاب لا تنبع بالضرورة من الخوف من الأسلام) وأضاف.. (يعتقد الكثيرون في ألمانيا أن الحجاب يُظهر عدم المساواة بين الجنسين، ومساواة المرأة مهمة للغاية في ألمانيا).
وفي وجهة نظر آخرى لبعض المثقفين الألمان يروا أن الحجاب هو رمز للأضهاد، وتقليد يعبر عن كره النساء ، وأما الباحث الألماني "هربرت بروكر" قال (أنه من الصعب الحصول على معظم الوظائف إذا كانت المرأة ترتدي الحجاب، هنا تكون الصور النمطية الثقافية قيد العمل) و أضاف أيضاً (يحدث هذا أكثر مع الإناث لأنهن يرتدين علامات واضحة على الأختلافات الدينية أو الثقافية، هذا هو السبب في أنه يؤثر على مشاركة الإناث في سوق العمل أكثر من الذكور، هذا شعوري). سوق العمل الألماني
هذا الخلاف حول الحجاب مازال يشغل القضاء الألماني منذُ سنين وقد وصل الأمر لطرح تعديل الدستور ولكن إلى الآن لم يُبت بالأمر.
وفيما يخص النساء وشفافية الرواتب فإن الفارق بين دخل الرجل والمرأة بشكل عام مازال موجوداً في ألمانيا ولكنه في تقلص بعد مطالبات الحكومة الألمانية بضرورة مشاركة المرأة في مجالس الأشراف في الشركات وحددت نسبة 30‎%‎ للنساء وهذه النسبة أرتفعت تلقائياً حتى وصلت إلى 34‎%‎ في كبرى الشركات وأصبحت المرأة لديها للحق في طلب معلومات عن مسألة المساواة في الرواتب من رب العمل ، وهكذا تقلص الفارق بين دخل الرجل والمرأة من 17‎%‎ إلى 6،6‎%‎ ، ولكن مايزال هناك فارق في الرواتب بين الألمان والمهاجرين بشكل عام وتأتي الحصة الأكبر في هذه الفوارق من نصيب النساء المهاجرات وهذا يشكل عائقاً آخر أمام إنخراط النساء المهاجرات في سوق العمل.
وأخيراً لابد من القول أن هناك الكثير من المنظمات التي تدعم النساء المهاجرات وتقدم لهن المساعدة وتطالب بحقوقهن ومازال العمل مستمر للوصول لأفضل النتائج فيما يخص اللاجئات من أجل إندماجهن بشكل يعود بالفائدة لهن وللمجتمع الألماني. سوق العمل الألماني

تصويت / تصويت

هل الهجرة واللجوء إلى دول الغرب

عرض النتائج
الحصول على الجنسية
0%
حياة افضل
50%
كلاهما
50%

ابق على اتصال

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!