-
كيف أتعامل مع طفلي الذي يضربني ويضرب إخوته؟
إذا كنت تتعرض للضرب من قبل طفلك الصغير، سنقدم لك في هذا المقال العديد من النصائح التي تم استخلاصها من عدة دراسات حول الموضوع. لكن قبل ذلك، نرغب في تقديم شرح مبسط حول بعض الأسباب التي قد تدفع الأطفال إلى ضرب والديهم أو أخوتهم.
- يقوم الأطفال الصغار بالضرب والصراخ عندما يشعرون بالإحباط بسبب نوع من القيود المفروضة عليهم، وذلك لأنهم لا يزالون يفتقرون إلى مهارات ضبط النفس ولا يمتلكون الكلمات الكافية للتعبير عن مشاعرهم بشكل فعّال. مع مرور الوقت وتقدمهم في العمر، سيتعلمون تدريجياً كيفية التحكم في أنفسهم بشكل أفضل. يرجع ذلك إلى أن جزءاً من الدماغ الذي يُمكنهم من التفكير قبل التصرف لا يزال في طور التطور قبل سن الثالثة.
- يقلد الأطفال عادة ما يفعله آباؤهم، فإذا قمت بضرب طفلك، فمن المحتمل أن يقلد سلوكك نفسه ويقوم بضربك، نظراً لاعتباره هذا السلوك شيئاً طبيعياً.
- إذا شاهد الطفل والده يضرب والدته أو العكس، قد يتخذ الطفل هذا السلوك على أنه مقبول ويقلده.
- قد يكون الطفل بحاجة إلى الحركة واستهلاك طاقته "العدوانية"، ولكنه قد لا يعرف كيفية التعبير عن ذلك بطريقة صحيحة.
- قد يشعر الطفل بالغيرة من الاهتمام الذي يحظى به أخ أصغر أو شخص آخر، أو قد ينشأ الضرب نتيجة للخوف أو التهديد، أو حتى إذا شعر الطفل بأن طفلاً آخر يقتحم مساحته الشخصية.
- بعض الأطفال يستخدمون أعمال العنف أحياناً كوسيلة لاختبار الحدود، إذ يعتقدون أن والديهم سوف يستسلمون لرغباتهم إذا قاموا بالضرب.
إليك بعض النصائح التي سوف تساعدك في التخلص من ضرب طفلك لك:
- عندما تتحدث مع طفلك إنزل إليه، استند على ركبتيك، كن على مستوى طوله ولا ترفع إصبع السبابة في وجهه وتشير إليه عند الغضب. على الأقل حاول أن تتجنب ذلك.
- لا تضرب طفلك. تعامل معه بحب واحترام. حتى لو كنت تظن أنه صغير ولا يفهم ما يحدث حوله، إلا أنه يشعر بحبك واحترامك له.
- لا تقل لطفلك أنك تضربه أو تشتمه لأنك تحبه. الحب والعنف لا يمكن أن يلتقيا. تخيل أن يقوم شريكك بضربك ويقول لك بعد ذلك أنه يضربك لأنه يحبك.
- عندما يقوم طفلك بضربك، أمسك يده برفق وقل له بوضوح: "نحن في هذا البيت لا نضرب". في كل مرة يحاول ضربك، أعد له نفس العبارة حتى تترسخ الفكرة في ذهنه ويتوقف عن الضرب.
- أخبر طفلك أنك تستطيع أن تفهم من خلال الكلام فقط ولا تقبل أن يقوم أحد بضربك.
- ساعد الطفل على تعلم الكلمات التي يعبر فيها عن مشاعره. علمه أن يقول أنا غاضب، أنا حزين، أنا محبط. ارسم معه وجوه وعلمه الفرق بين هذه المشاعر المختلفة وكيف يمكن أن يعبر عنها. وأخبره أن هذه كلها مشاعر طبيعية لكن المهم أن يتعلم التعامل معها.
- عندما يبدأ الطفل بالصراخ والضرب، لا تقلل من قيمة مشاعره ولا تتجاهله. يمكن أن تقترب منه وتجلس على مستوى طوله وتقول له أنك تشعر به، وتشعر أنه غاضب.
- حاول إيجاد أنشطة بدنية للطفل مثل القفز أو الكاراتيه أو كرة القدم مثلاً.
- حاول إيجاد وقت ولو قصير تقضيه مع طفلك. تحدث معه حتى لو كان لا يتقن الكلام بعد، العب معه قَبِله، ولا تفوت يوماً إلا وتقول فيه لابنك أكثر من مرة أنك تحبه. بدون مناسبة وبأي وقت. حتى لو كنت تمر سريعاً من جانبه، انظر في عينيه واخبره أنك تحبه.
- لا تربط حبك لابنك وفخرك به بإنجازات معينة أو بتصرفات معينة. أخبره دائماً انك تحبه وفخور به لأنه ابنك، لأنه هو (استخدم اسمه)، لا لأي سبب آخر.
في مقال لها بعنوان (الحوار والحبّ والاحترام ما يجعل طفلك قادراً على مواجهة الحياة) تقول علياء أحمد وهي كاتبة وأم: "من يريد أن يربي طفلاً متوازناً ومستقراً وقادراً على مواجهة الحياة وملّماتها عليه أن يكون رحيماً بأطفاله ويحترمهم كما يحترم الكبار، ومن يعرف كيف يحب، يدرك جيداً أن للحب ثماراً يتلذذ بطعمها الجميع، وأولهم مانح الحب".
نتمنى لكم التوفيق في رعاية أطفالكم في عائلات يملؤها الحب والاحترام والصحة.