-
الموت يغيب الأكاديمية السورية المهاجرة بسمة قضماني...والرئيس الفرنسي ينعيها
-
نعتها أوساط عربية ودولية
باريس
توفيت الأكاديمية السورية والأستاذة بمعهد العلاقات الدولية الفرنسية، الدكتورة بسمة قضماني، بعد صراع مع مرض عضال، يوم أمس الخميس 02 أذار مارس 2023 في باريس، ونعتها أوساط عربية ودولية معربة عن حزنها بفقدان قضماني.
كما نعاها الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون: "بسمة قضماني تركتنا اليوم، أشيد بها وأفكر في عائلتها والعديد من أصدقائها وطلابها، ورفاقها في الكفاح من أجل الديمقراطية، هي سورية حرة وشجاعة، سنفتقد صوتها.
من هي بسمة؟
ولدت بسمة قضماني بتاريخ 29 أبريل 1958 في العاصمة السورية دمشق، وهي ابنة ناظم قضماني، السفير السوري الأسبق في فرنسا ، ويعتبر مهندس إعادة العلاقات الدبلوماسية بين فرنسا وسوريا بعد أزمة قناة السويس، والدبلوماسي المسؤول عن قسم أوروبا الغربية بوزارة الخارجية السورية، وحكمن عليه السلطات السورية بالسجن لمدة 6 أشهر عند عودته إلى دمشق بسبب انتقاده وزير الخارجية السورية آنذاك بعد نكسة حزيران 1967، فغادر إلى بيروت، ولندن ، ثم التحق باليونسكو، وخاله السياسي السوري جميل مردم بك من حقبة ما بعد الاستقلال من الانتداب الفرنسي.
وشقيقتها الصحفية الفرنسية السورية هالة قضماني التي تكتب في جريدة الليبراسيون الفرنسية.
الحياة المهنية
حصلت بسمة قضماني على درجة الدكتوراه في العلوم السياسية من معهد الدراسات السياسية في باريس، وقد قامت بتأليف العديد من الكتب والأوراق الأكاديمية والمقالات باللغتين الفرنسية والإنكليزية عن التحول الديمقراطي في العالم العربي، والشتات الفلسطيني، والصراع الإسرائيلي الفلسطيني، واستراتيجيات الدول العربية تجاه الحركات الإسلامية، والتغيير السياسي في شمال أفريقيا، والأمن الإقليمي.
أنشأت وأصدرت برنامج الشرق الأوسط في المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية (إفري) في باريس، ما بين عام 1981 إلى عام 1998، وكانت أستاذا مشاركا للعلاقات الدولية في جامعة باريس - 1 بانثون - السوربون وجامعة باريس - مارن -لا-فالي.
قادت العديد من البرامج الحكومية الفرنسية والدولية ، ثم أصبحت مستشارا كبيرا في مجال التعاون الدولي في المركز الوطني الفرنسي للبحث العلمي.
وفي عام 2005، أنشأت قضماني مبادرة الإصلاح العربي (أرى)، وهي مجموعة من معاهد البحوث والسياسات العربية المستقلة، مع شركاء دوليين، بهدف تعزيز الإصلاح وإرساء الديمقراطية في العالم العربي.
كما أنها حصلت على جائزة ريموند جورج لعام 2011 من أجل العمل الخيري المبتكر الذي أنشأه صندوق ميركاتور "جائزة تكريم المساهمات البارزة في العمل الخيري الأوروبي" لدور منظمتها مبادرة الإصلاح العربي في تعزيز الديمقراطية في سياق الربيع العربي، كما حصلت قضماني على وسام الشرف الفرنسي عام 2012
قضماني سياسياً
بعد بداية 2011–2012 الثورة السورية، لعبت بسمة قضماني دوراً بارزاً في المعارضة السورية ضد حكومة بشار الأسد، وكتبت بانتظام مقالات ترحب بدعوة المتظاهرين إلى الديمقراطية في سوريا، وتدين القمع الشرس لبشار الأسد واستخدامه لاستراتيجية طائفية لتقويض مطالب الشعب السوري.
كما كانت متحدثة سابقة في المجلس الوطني السوري التي تشكل في 15 سبتمبر 2011، كما كانت عضو في اللجنة التنفيذية مع أعضاء آخرين من المعارضة السورية، مثل برهان غليون، عبد الباسط سعيدة، عبد الأحد اسطيفو وأخرون، وكانت تمثل الكتلة الوطنية في المجلس.
في شباط فبراير 2012 تعرضت للكثير من الانتقادات والتشهير من خصومها السياسيين الذين حرفوا واجتزأوا تصريحات لها اثناء برنامج تلفزيوني فرنسي يضم الكتاب الإسرائيليين عام 2008، ويظهر الفيديو على موقع يوتيوب مقتطفات مختارة من البرنامج ويتهم بسما قضماني بالدفاع عن إسرائيل قائلا "نحن بحاجة الي إسرائيل في المنطقة"، مع حذف بقية الجملة التي تقول "شريطة أن تحدد حدودها وتحدد شروط علاقاتها مع جيرانها".
وردا على هذه الاتهامات، نشرت بسما قضماني ردا يشرح أن الفيديو ملفق من أجل إيذاء سمعتها وتم أخذ إجاباتها خارج السياق.
توفيت الدكتور بسمة قضماني في باريس إثر مرض عضال مخلفة ورائها ارث كبير من العمل المدني والسياسي والاجتماعي وتعتبر أحدى أبرز المهاجرات العربيات في أوروبا.
العلامات
قد تحب أيضاe
الأكثر قراءة
النشرة الإخبارية
اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!