-
خمس سنوات على غياب المهاجرة المبدعة زها حديد
المهاجرون الآن - ابتسام العرنجي المهاجرون الآن
مرت بالأمس الذكرى الخامسة لوفاة المهندسة العراقية "زها حديد" التي رحلت عن عالمنا بعد أن تركت إرثاً لا يستهان به من الإبداع المعماري حول العالم، فمن هي هذه المهاجرة العربية التي سطع اسمها طويلاً في عالم الإعمار؟ زها حديد
هي زها محمد حسين حديد اللهيبي, المعروفة أيضاً باسم زها حديد هي مهندسة معمارية عراقية بريطانية, ولدت في بغداد يوم 31 أكتوبر1950 وتوفيت في ميامي يوم 31مارس2016.
والدها محمد حديد, كان أحد قادة الحزب الوطني الديمقراطي العراقي والوزير الأسبق للمالية العراقية.
تلقت زها حديد تعليمها الابتدائي والثانوي بمدرسة الراهبات الأهلية, والتي قالت عنها في حوار مسجل لها:" التحقت بمدرسة الراهبات في بغداد, كنت مسلمة في الدير, وهناك فتيات يهوديات,, كنا ملتزمات بالذهاب إلى الكنيسة, والصلاة بها" وأشارت حديد إلى أنها تلقت تربية عصرية في العراق, واستفادت من تربية والديها المستنيرة لها ولدعمهما غير المشروط, وأنهما كانا الملهمين الكبيرين لها. زها حديد
إضافة إلى أن حماسهما وتشجيعهما لها هو ما خلق لديها الطموح وأعطاها ثقة كبيرة بنفسها. وفي سن السادسة من عمرها اصطحبها والدها إلى معرض خاص "بفرانك لويد رايت " في دار الأوبرا ببغداد, ووقتها كانت قد انبهرت كثيراً بالأشكال التي شاهدتها.
في سن الحادية عشر, حددت زها اهتماماتها لتصبح معمارية, فقامت بتصميم ديكور غرفتها, وكانت تراقب التصاميم المعمارية للمباني. تعلمت الرياضيات في الجامعة الأمريكية ببيروت وحصلت على الليسانس في الفترة من1968حتى 1971.تخرجت عام 1977 من الجامعة المعمارية بلندن, وعملت كعميدة في كلية العمارة1987, وانتظمت كأستاذة زائرة في عدة جامعات في دول أوربا وأمريكا منها هافرد وشيكاغو وهامبورغ وأوهايو وكولومبيا ونيويورك وييل.
وعندما سئلت عن أي نصب تذكاري بغدادي تفضل أن يكون" رمزا إعلاميا لبغداد" لم تتردد إنها ترى نصب" كهرمانة" الأفضل لأنه يرمز لعصر الرشيد الذهبي لبغداد وقصص ألف ليلة وليلة وهذا مرتبط أساسا بالمخيال الجمعي العالمي لبغداد.
التزمت زها بالمدرسة التفكيكية التي تهتم بالنمط والأسلوب الحديث في التصميم, ونفذت950 مشروعاً في44 دولة.
تميزت أعمالها بالخيال, حيث إنها تضع تصميماتها في خطوط حرة سائبة لا تحددها خطوط أفقية أو رأسية، كما تميزت أيضاً بالمتانة, حيث كانت تستخدم الحديد في تصميمها. زها حديد
وتعد مشاريع إطفاء الحريق في ألمانيا المنفذ عام 1993, ومبنى متحف الفن الإيطالي في روما عام 2009 و الأمريكي في سينسياتي, جسر أبو ظبي, ومركز لندن للرياضيات البحرية, والذي تم تخصيصه للألعاب الأولمبية التي أقيمت عام2012, محطة الأنفاق في ستراسبورج, المركز الثقافي في أذربيجان, ومركز للتزحلق على الجليد في إنسبروك, ومركز حيدر علييف الثقافي في باكو عام2013، من أبرز المشاريع التي أوصلت حديد بجدارة إلى ساحة العالمية.
نالت العديد من الجوائز الرفيعة والميداليات والألقاب الشرفية في فنون العمارة, وكانت من أوائل النساء اللواتي حصلن على جائزة بريتزكر في الهندسة المعمارية عام2004, وهي تعادل جائزة نوبل في الهندسة, وجائزة ستيرلينج في مناسبتين, وحازت وسام الإمبراطورية البريطانية والوسام الإمبراطوري الياباني عام2012, وحازت على الميدالية الذهبية الملكية ضمن جائزة ريبا للفنون الهندسية عام2016, لتصبح أول امرأة تحظى بها. وقد وصفت بأنها أقوى مهندسة في العالم, وكانت ترى أن مجال الهندسة المعمارية ليس حكرا على الرجال فحسب, فقد حققت إنجازات عربية وعالمية, ولم تكتف بالتصاميم المعمارية فحسب بل صممت أيضا الأثاث وصولاً بالأحذية, وحرصت أسماء عالمية مرموقة على التعاون مع حديد, ما جعل منتقديها يطلقون عليها لقب ليدي جاجا بعالم الهندسة, وقد اختيرت كرابع أقوى امرأة في العالم عام2012.
ومن أشهر ما قالت زها حديد وأجملها( إن العمارة صعبة بشكل غير ضروري. إنها صعبة جداً)و (أنا أؤمن حقا بفكرة المستقبل)و (أنا أجد المدن الصناعية مثيرة, أحب صلابتها) و(حاربني الغرب لأنني عربية وحاربني العرب لأنني امرأة) توفيت زها في مهجرها في31مارس عام2016عن عمر ناهز 65 عاماً إثر إصابتها بأزمة قلبية في إحدى مستشفيات ميامي بالولايات المتحدة. زها حديد
العلامات
قد تحب أيضاe
الأكثر قراءة
النشرة الإخبارية
اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!