الوضع المظلم
الأربعاء 04 / ديسمبر / 2024
  • منار الدقس: لاجئة من سوريا ومستشارة مالية في ألمانيا...قصة نجاح

منار الدقس: لاجئة من سوريا ومستشارة مالية في ألمانيا...قصة نجاح
منار الدقس

مصطفى علوش

أنا منار الدقس، عمري 23 عاماً أتابع دراستي في الإستشارات المالية، في شركة خاصة في بريمن، بعد أن حصلت على البكالوريا مؤخراً ونجحت بعلامات جيدة.

الدراسة هنا نظرية وعملية بالوقت نفسه، ومن يعيش في ألمانيا يعرف مدى الترابط بين الدراسة النظرية والعملية.

إستشارات مالية، ماذا يعني ذلك؟

أي تقديم استشارات للزبائن في عدة مجالات، مثلاً: الذين يريدون شراء بيت، عقار، وأولئلك الذين يرغبون بالحصول على تامين صحي مناسب.. فعلى سبيل المثال، بعض الناس تسافر إلى تركيا من أجل إصلاح أسنانها، فتدفع تكاليف كبيرة للسفر والإقامة. وبعد حصولهم على العلاج قد يصيبهم إلتهاب أو مشاكل مرضية. وبغياب التأمين الصحي المناسب، لا أحد مسؤول عنهم، بينما نحن نؤمن لهم تاميناً مناسباً.

كما نهتم أيضاً بتأمين استشارات مالية للعديد من المهاجرين العرب، خاصة أن قسماً منهم قد حصل على تأمين صحي دون التدقيق بالفوائد الفعلية لهم، ومدى وجود سلبيات في هذه العقود.

شهادة منار الدقس

لماذا اخترت هذا المجال؟

أنا أحبّ مجال الإقتصاد، ومن يحبّ عمله، اختصاصه سينجح به، في مجال الإستشارات المالية يعتمد الأمر على مدى تأثير شخصية الموظف على الزبائن، فنحن نتعامل بشكل مباشر مع زبائننا، وبشكل غير مباشر عبر التواصل الافتراضي معهم، حالياً لديّ مثلاً زبائن في بريمن وفي فرانكفورت وفي برلين وأسعى لتوسيع حلقة الزبائن لتشمل معظم المقاطعات الألمانية.

كيف كان وضعك الدراسي خلال السنوات الأولى بعد وصولكم لبريمن؟

لا أخفي عليك، عشت سنوات في صراع داخلي، لاسيما أني كنت رافضة لفكرة اللجوء والهروب من سوريا، أمضيت ثلاث أو أربع سنوات من حياتي هنا في حالة قلق، كنتُ أتابع دراستي في المدرسة، وبالوقت نفسه كان هناك الكثير من الأسئلة والأفكار في رأسي، التي تتعلق بتحديات الحياة هنا.

اقرأ هذا الخبر: صبحي الدقس...طالب مهاجر يروى حكاية تفوقه باللغة الإنكليزية في ألمانيا

لكني أعتبر نفسي محظوظة، ليس فقط بسبب وصولنا لألمانيا التي وفرت لنا فرصة للحياة الجديدة إنما بسبب دعم وتفهم والديّ لي، حيث وفّرا لي ولإخوتي دائماً مناخاً هادئاً لمتابعة الدراسة، وأظهرا تفهماً لكل الأسئلة التي كانت تشغلني.

لديك تفاؤلاً وطموحاً رغم أنك في بداية دراساتك الجامعية، كيف حصلت على هذا التفاؤل؟

مصدر تفاؤلي هو قناعتي أنّ الإنسان يستطيع الوصول لأهدافه إذا كانت رؤيته لنفسه ومقدراته واقعية ومنطقية، فأنا بدأت هنا كدراسة ولكن سأتابع أيضاً دراستي الجامعية لاحقاً في قسم العلاقات العامة. هذا البلد كما قلت فتح أبوابه لنا وعاملنا كأبنائه، وحصلنا جميعاً منذ حوالي العام على الجنسية الألمانية، وأشعر هنا بالأمان ومابقي عليّ هو أن أتابع دراستي، وطموحي مفتوح فربما أصل في المستقبل لوضع ربما أكون قادرة على تأسيس شركة خاصة بي.

هل من نصيحة لأبناء جيلك تقدميها لهم، لهنّ؟

أنصحهم بالدراسة والعمل ومتابعة التأهيل المهني والإبتعاد عن كل ما يضرهم ويضرّ بدراساتهم، فهنا بلد مفتوح ومثلما هناك أبواب علمية مفتوحة للجميع، هناك أيضاً أبواب كثيرة لتضييع الوقت والعمر.

إذا كان هناك جملة، تلخص مسار حياة هذه الإنسانة فهو التفاؤل والطموح، والثقة بالجهد المستمر، فقد عبرت بنجاح من موقع اللاجئة إلى ضفة الأمان كمواطنة ألمانية جديدة، واستبدلت الإنتظار بالتعب والسهر والمثابرة العلمية.

لها ولكل إنسان مهاجر كان أم غير مهاجر نقول: أنتم صرتم جزءاً من مسار الحياة العامة هنا.

تصويت / تصويت

هل العنصرية ضد المهاجرين ممنهجة أم حالات لاتعبر عن المجتمعات الجديدة؟

عرض النتائج
نعم
4%
لا
0%
لا أعرف
1%

ابق على اتصال

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!