-
"نعم، هناك لاجئون سعداء في فرنسا".. كتاب يرصد بعض نجاحات المهاجرين السوريين
-
كتاب تأتي أهميته من كون الظروف الاقتصادية والاجتماعية والسياسية في فرنسا ليست على مايرام بالنسبة للفرنسيين أنفسهم، فما بالك باللاجئين،
باريس- خاص
"نعم، هناك لاجئون سعداء في فرنسا" هذا هو عنوان كتاب أصدره الباحث في العلوم الإنسانية واللاجئ في فرنسا ماهر اختيار بالتعاون مع نيكولاس ديليكورت، الكاتب الفرنسي الذي يرغب بتغيير الصورة المسبقة والنمطية حول اللاجئين، فالعنوان لا شك أنه سيثير انتباه وفضول الكثير من الفرنسيين، سيما وأنه قد كُتب باللغة الفرنسية، وصدر عن دار النشر (لو روشيه).
فكرة الكتاب
كتاب تأتي أهميته من كون الظروف الاقتصادية والاجتماعية والسياسية في فرنسا ليست على مايرام بالنسبة للفرنسيين أنفسهم، فما بالك باللاجئين، الذين هم الحلقة الأضعف في هذه السلسلة، بل قد يكونون شماعة لتعليق تدهور الأوضاع عليها، كما يفعل اليمين المتطرف، هذه الأيام
فكرة الكتاب جاءت من المناشير التي كان ماهر اختيار ينشرها على صفحة " منتدى السوريين في فرنسا" في موقع الفيسبوك، عن نجاحات بعض السوريين في هذه البلاد، حيث اقترح صديقه الفرنسي نيكولاس ديلكورت كتابة هذه القصص باللغة الفرنسية وتحويلها لكتاب يقرؤه الفرنسيون، بدلاً من اقتصارها على اللغة العربية.
تجارب ليست نخبوية
ماهر اختيار الحائز على شهادة دكتوراه من جامعة باريس ديدرو يقول في حديث لموقع "المهاجرون الآن" إنه لم يعتمد معياراً جامداً في اختيار الأشخاص وتجاربهم، وإنما حاول أن ينقل تجارب متنوعة، ليست نخبوية، سواء في الصيدلة أوالفن أو التدريس أو الدراسة في الجامعة والعمل في المطاعم والمطابخ والمحلات التجارية، بل حتى هنالك من لا يزال في مرحلة بحثه عن عمل ولا يجده.
أربع عشرة قصة نجاح سوري سلط الكتاب الضوء عليها، بدءً من ذكريات أصحاب هذه التجارب في سوريا، وكيف كانت أوضاعهم هناك. ثم، كيف تغيرت أحوالهم خلال الثورة وما نتج عنها من حرب. بعد ذلك الأسباب التي دفعتهم للتفكير في مغادرة سوريا.
استثمار الممكن
ثم ينتقل الكتاب للحديث عن رحلة الانتقال إلى بلد آخر وكيف عبروا الحدود، وما هي الصعوبات وكيف اختاروا فرنسا، وكيف وصلوا إليها.
في فرنسا، كيف تعلموا اللغة وما هي الإجراءات الإدارية التي قاموا بها. ما هي الصعوبات التي اعترضتهم في البداية وما هي الممكنات المتاحة أمامهم وكيف قاموا باستثمارها في أي ميدان، وكيف تطوروا هذا الميدان وما هي آفاقه في فرنسا. ينتهي الكتاب، بفصل يعرض رأي كل من قدم شهادته وتجاربه وأفكاره محاولاً الإجابة على سؤال: هل أنتم سعداء في فرنسا؟
لا شيء مستحيل
أما الهدف من نقل هذه التجارب فهي حسبما يشرح المؤلف لموقعنا "أن هناك أبواباً يمكن طرقها، وأن هذه الأفكار والتجارب يمكن أن تكون بمثابة ضوء لمن يصل حديثاً إلى هذه الدولة. تجارب تقدم للآخرين جانباً من الممكنات المتاحة في فرنسا، والتي يمكن استثمارها. في كل قصة وضمن كل حكاية، نتحدث عن الظروف التي سمحت وتسمح في استثمار هذه الممكنات وفي تحقيق ما يتمناه الشخص سوءاً في ميدان العمل أو الدراسة. وهكذا، يمكن للقارئ أن يمتلك افكاراً حول ذلك، ويتجدد لديه الأمل، ويقول في نفسه، لا شيء مستحيل طالما توجد محاولات.
صورة ليست ناصعة
اختيار يرى أن لدى غالبية الفرنسيين صورة نمطية حول لاجئ ترك بلده بسبب الحرب، وغالباً تحيط باللاجئ صور البؤس والعجز وربما هو من يأتي إلى فرنسا لكي يعتمد على مساعدات الدولة ومؤسساتها. من هنا، "الفكرة بأن يساهم هذا الكتاب في تغيير هذه الصورة النمطية/الجامدة حول اللاجئين، ويقول: إن اللاجئ لم يختَر ترك بلده، ومع ذلك، وصل فرنسا، وتعلم لغتها، وبحث ووجد عملاً، وهناك من يبحث عن عمل ولا يجده، وهناك من يتابع دراسته. هناك من يشارك في انقاذ حياة فرنسيين في مراكز طبية في فرنسا، وهناك من يبذل جهود جبارة في تعلم لغتكم على الرغم من كل التقصير الموجودة من جانب مؤسسات الدولة".
كيفية قياس السعادة؟
يختم اختيار حديثه لموقعنا بالقول "فرنسا ليست جنة، وسعادة من قدم شهادته مشروطة بالعديد من الظروف والأمور المحيطة بهم أو حتى بالبعيدة منهم. وعلى الرغم من أن العنوان يقدم ربما فكرة محددة حول فرنسا، لكن هناك فصل كامل يتحدث عما يجب تطويره وتحسينه في فرنسا على المستوى المؤسسي. وهناك انتقادات واضحة لبطء العديد من المعاملات الإدارية. هم سعداء، لكن، هل من السهل قياس درجة سعادة إنسان؟ لذلك أترك لمن سيقرأ الكتاب اكتشاف ذلك".