-
أحد الفائزين بجائزة القادمين الجدد في هولندا.. النجاح ليس منتجاً يمكن شراؤه.. وأوروبا ليست مصباح علاء الدين
-
الأفكار كثيرة لا تنضب ومعها تكثر الفرص، وكل ما علينا هو البحث عن هذه الأفكار ودراستها خارج الصندوق، وأن ننظر للأمور بإيجابية ويكون لدينا المرونة والقابلية للتغيُّر
المهاجرون الآن- خاص
"الأفكار كثيرة لا تنضب ومعها تكثر الفرص، وكل ما علينا هو البحث عن هذه الأفكار ودراستها خارج الصندوق، وعلى المدى البعيد. يجب أن ننظر للأمور بإيجابية وأن يكون لدينا المرونة والقابلية للتغيُّر" بهذا الجملة افتتح إسلام ريشي اللاجئ السوري، في هولندا حديثه لـ المهاجرون الآن، خصوصاً وأن إسلام هو أحد الأربعة السوريين الذين فازوا مؤخراً بجائزة أفضل القادمين الجدد عن فئة ريادة الأعمال.
أفضل القادمين الجدد
وكانت النسخة الثانية من المسابقة قد أقيمت مؤخراً في العاصمة أمستردام وطغت أخبار الزلزال الذي شهدته سوريا وتركيا على برنامج الحفل حيث دعا المشاركون فيه للتبرع لمنظمات الإغاثة النشطة في سوريا.
هذه المسابقة التي تهدف لتحفيز المهاجرين، والإضاءة على نجاحاتهم، ترشح لها 26 لاجئاً، وفاز بها ستة، أربعة منهم سوريون.
إسلام ريشي كان من أوائل دفعته في كلية الاقتصاد بجامعة حلب، يقول إنه عندما وصل إلى هولندا نهاية عام 2015، بدأ بإشعال نفسه بأعمال تطوعية في صناعة الطعام الشرقي، وغيرها، " إشغال الجسد في عمل مفيد أفضل من اشغال النفس والروح في التفكير في معادلات مستحيلة الحل والخوف على المستقبل والأهل والعيلة".
أعمال تطوعية
بعد سنة حصل إسلام ريشي على الإقامة، وبدأت حياته بالعودة إلى طبيعتها، فحاول تكملة الدراسات العليا في مجال الاقتصاد، ولكنه لم يستطع كونه كان قد تجاوز الثلاثين من العمر، فوجد فرصة عمل كمحاسب في شركة صناعة سفن ومن ثم شركة يخوت فاخرة، ومع هذا كان منخرطاً في أعمال تطوعية وأخرى اجتماعية، حيث ألقى عام 2017 مايقارب الـ 250 محاضرة في الجامعات والمدارس والمنظمات والشركات، أثناء تطوعه مع مشروع ضد العنصرية.
من المحاسبة إلى عالم الطعام
عام 2018 أقيم مهرجان خاص بالطعام في مدينة فرانيكير التي يقيم فيها إسلام، حيث يتنافس فيه ملاك المطاعم والفنادق وشركات الولائم في صناعة المقبلات، يقول ريشي "أردت خوض هذه التجربة بدون حسابات مستقبلية كثيرة، وأن أشارك الطعام السوري الشهي ونشر ثقافة جديدة على الشعب الهولندي" فشارك فيها عبر مقبلات " نقرشات" واستطاع ان يبيع الف قطعة وهذا أكثر من كل المشاركين الآخرين، ومن هنا ولدت لديه فكرة إنشاء مطبخ، فقدم مباشرة استقالته من وظيفته كمحاسب، وبدأ هو وزوجته العمل في هذا المشروع الذي أسمياه (مطبخ أريج)، " وبدأ مشواري في عالم الضيافة والطعام، وتحول كل شيء كانت من المفترض أن يكون ليوم واحد إلى برنامج حياتنا وشغفنا ونجاحنا"، يقوم إسلام وزوجته بإعداد وجبات الطعام وبيعها عبر الانترنت، كما يحضرون الولائم للمناسبات من افراح وأتراح.. وقد حقق هذا المطبخ نجاحاً لفت انتباه السلطات الهولندية، بل جعلها تقدم له جائزة (أفضل القادمين الجدد).
الجائزة تعني التقدير
وعن هذه الجائزة يقول الشيف السوري: إنه ليس هناك إنسان لا يحب التكريم، " نحن قادمون من بلاد من بلاد فساد ووسائط، ولا يتم فيها تكريم إلا أبناء المسؤولين". مضيفاً أن الجائزة شعور معنوي بإن ما تفعله يؤخذ بعين الاعتبار ويتم تقديره، وهذا يعطيك القوة للتغلب على كل الصعوبات والعقبات وتشجيع المهاجرين الآخرين ودفعهم للنجاح، ليشير إلى أن الجائزة معها تدريب مجاني اون لاين لمدة ستة أشهر بالاختصاص الذي يريده الفائز.
صابون حلب
كما أنشأ ريشي متجراً إلكترونيا لبيع صابون الغار، الذي لديه شعبية في هولندا، ومعروف باسم صابون حلب، وبالإضافة لذلك يبيع الكثير من أصناف صابون الغار والزيوت الطبيعية للعناية بالجمال والجسم والشعر.
ويقف بين الحين والآخر في الاسواق والمهرجانات ليس لبيع الطعام، فهذا تخصص له أيام أخرى، ولكن لبيع الصابون والزيوت.
فئات المهاجرين
يرى السوري المهاجر أن هناك فئتين من القادمين الجدد، الأولى تعتبر أن القدوم إلى أوروبا هي مكافأة تنتهي عندما تطأ أقدامك أرض هذه البلاد، مكافأة على ما بذلته من جهد ومخاطر حتى الوصول لبر الأمان، وهو يرى أن هذه الفئة "للأسف من الصعب تحفيزها".
أما الفئة الثانية فهي تعتبر القدوم إلى أوروبا فرصة وتحدي يبدآن من أول لحظة لك في هذه البلاد الغريبة، "وانا كنت أحاول أن أكون من الفئة الثانية بلا شك".
أوروبا ومصباح علاء الدين
وفي نهاية حديثه لموقع المهاجرون الآن يقول ريشي " النجاح ليس منتجاً يمكن شراؤه، لا يوجد في أوروبا مصباح علاء الدين.. نجاحك، حياتك، مستقبلك انت وعائلتك، متعلق بسرعة تعلمك وفهمك للأمور ومثابرتك واجتهادك وعدم استسلامك للأمر الواقع".