الوضع المظلم
الأربعاء 04 / ديسمبر / 2024
  • الإعلامية ديما شلاّر من تغطية القصف إلى الاحتراف

  • من عنا برنامج يجمع الخفة مع العمق في أربع دقائق
الإعلامية ديما شلاّر من تغطية القصف إلى الاحتراف
ديما شلار

المهاجرون الآن - خاص- نيرمين ظاظا

الإعلام رسالة يحملها شخص، ويحاول إيصالها لتكون في متناول الجميع، ومهما كان نوعها فهي جسر العبور إلى الحقيقة، إلى المعرفة، إلى النور.

من أخبار القصف كانت البداية

بداية الثورة السورية، وعندما بدأ قصف حمص، شعرت ابنة حمص ديما شلّار بالمسؤولية تجاه أبناء وطنها، لم تستطيع الجلوس مكتوفة الأيدي، أرادت تقديم المساعدة لهم بأيّ طريقة، سواءاً بالإسعاف أو بالأخبار أو بأي وسيلة تستطيع تقديم الخدمة من خلالها، فكانت الفرصة أمامها بتقديم الأخبار للسوريين والعالم أجمع، لتغطية أخبار القصف وإيصال حقيقة ما يحصل في حمص للعالم خاصة مع منع وصول الصحفيين إلى مناطق القصف، واقتصار التغطيات على القنوات الرسمية التي كانت آنذاك – وماتزال - تلتزم برواية المندسين، والعصابات الإرهابية المسلحة، فوجدت ديما أن من واجبها أن تخبر الحقيقة عن منطقتها والمناطق المجاورة لها أثناء القصف على الأحياء الحمصية أواخر العام ٢٠١١ وذلك قبل نزوحها إلى العاصمة دمشق، ومن ثم إلى تركيا.

 ديما شلّار، حاصلة على شهادة الليسانس بالأدب الإنجليزي، عملت بشكل تطوعي في مجموعات إخبارية على مواقع التواصل الاجتماعي، كناشطة إعلامية في منطقتها، ومن هنا كانت معرفتها الأولى بالإعلام كرسالة وكمهنة فيما بعد، استمرت بها واحترفتها بعد أن وصلت إلى تركيا.

في الشهور الأولى من عام 2012 وصلت ديمة إلى تركيا، وكلها حماس وشغف أن تنقل حقيقة ما يحصل في بلادها إلى العالم، وأن تقدم المساعدة لأبناء جلدتها كلما استطاعت ذلك، فلم تدخر جهداّ في تعليم الأطفال في اول مدرسة تم افتتاحها لتعليم اللاجئين السوريين في أضنة، لكنها لم تتوقف عن تقديم الأخبار، على الرغم من بُعدها المكاني.

لكن ديما وجدت نفسها بالإعلام، وشعرت أن بإمكانها أن تقدم شيئاً من خلاله، فلم الأمر في البداية سهلاً على الاطلاق، لذلك عملت على تطوير نفسها، وصقل مهاراتها، فتدربت مع صحافيين وإعلاميين سوريين في تركيا، وتطوعت في راديو " بلدنا" لتكون أول تجربة إعلامية لها، وفي ذات الوقت عملت مع راديو "ألوان" في تقديم الاخبار مع استمرارها في تعليم الأطفال بمدرسة أضنة، قبل أن تحترف الاعلام بشكل نهائي وتنتفل للعمل مع تلفزيون أورينت من إسطنبول.

تطور عمل ديما شلّار من الإعلام الإذاعي إلى الصحافة المكتوبة، حيث عملت في مجال الإنتاج والأبحاث وإعداد برامج تلفزيونية في عدة وسائل إعلامية، وتدربت على New Media او ما يسمى بالإعلام البديل.

من عنا تجربة أخرى في إعلام بديل

من عنا برنامج تنتجه مؤسسة أورينت الإعلامية ويبث بشكل أسبوعبي على وسائل الإعلام البديل مثل وسائل التواصل الاجتماعي من فيسبوك الى اليوتيوب والتيكتوك وأنستاغرام وهذا ما يجعله مُشاهد بشكل متكرر ومتابع من قبل جمهور أعرض بكثير من جمهور التلفزيون لكثير من الأسباب لسنا بصدد الحديث عنها الآن.

فكرة البرنامج هي فكرة ديما من ألفه إلى يائه.

 بدأت ديمة عملها مع راديو أورينت منذ ثلاث سنوات في برامج حوارية متنوعة، ومؤخراً انطلقت بإعلام من نوع آخر من خلال إعداد  وتقديم برنامج "من عنا"

وفي تصريح لها لموقع "المهاجرون الآن"  قالت : " بدايةً كنت متخوفة من العمل، لعدة أسباب أهمها بأنني رغم اعتيادي على الوقوف أمام الكاميرا ولا رهبة عندي منها، إلا أنني معتادة عليها بالبرامج الحية أي ينتهي العمل مع نهاية البث وتنتهي مسؤوليتي عن العمل مع عرض شارة الخاتمة، أما في برنامج من عنا فأنا سأقف أمام الكاميرا يومياً للتسجيل، وسأكون مرافقة للمونتير أثناء المونتاج، لأختار كل ثانية في برنامجي، وأي خطأ أو إعادة أثناء التصوير تعني تعب إضافي ووقت إضافي في المونتاج، وهذا الجهد كله مترافق مع عملي الأساسي في البث المباشر على شاشة المحطة، فهو بمثابة عمل إضافي مرهق يضاف لعملي المرهق أصلاً."

وعن برنامج "من عنا" قالت شلّار: "فكرة خطرت لي بشكل مفاجئ كنوع لبث الأمل عند السوريين، مثلتها بقصة مسلية ولطيفة وخفيفة في الوقت ذاته، تُعطي معلومة مفيدة بأربع دقائق عن تراث مادي معنوي، مصدره بلاد الشام وسوريا تحديداً، دون أن تثير ضجر المشاهدين، وذلك بشكل مختلف متميز وغير تقليدي".

ولم تُخفِ الانتقادات الموجهة لها ولبرنامجها، لكنها تعتبر أن لكل شخص رأي، وهو حُر في ما يعجبه وما لا يعجبه.

وفي سؤالها حول العنصرية في تركيا، أشارت شلّار إلى أنها شخصياً لم تواجه مواقف عنصرية، لكنها قالت: "شعور العنصرية فُرض عليّ من خلال الأخبار المؤسفة التي أقدمها عن العنصرية الممارسة على السوريين".

وختمت الإعلامية والصحفية السوريّة ديما شلّار حديثها مع المهاجرون الآن عن الصحافة التي لم تتوقع يوماً أن تكون مهنتها، معتبرة أن الصحافة ليست بعملٍ عادي، بل يجب على الصحافي تطوير نفسه بها بشكل مستمر، خاصةً مع التطور السريع الحاصل على صعيد الصحافة والإعلام. وأضافت: "لا أعلم مدى قدرتنا على مواكبة هذا التطور لنطور أنفسنا معه في الوقت ذاته وبما تقتضيه المهنة".

تصويت / تصويت

هل العنصرية ضد المهاجرين ممنهجة أم حالات لاتعبر عن المجتمعات الجديدة؟

عرض النتائج
نعم
4%
لا
0%
لا أعرف
1%

ابق على اتصال

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!