-
الولايات المتحدة: برنامج حكومي يستعين بالأمريكيين للمساعدة في توطين اللاجئين والمهاجرين
-
يسهل عمليات التوطين
واشنطن – متابعات وترجمات
في محاولة كبيرة لفتح الباب أمام المزيد من إعادة توطين اللاجئين والمهاجرين، ستبدأ إدارة بايدن في دعوة الأمريكيين العاديين للرعاية المباشرة لوصول آلاف اللاجئين والمهاجرين من جميع أنحاء العالم إلى الولايات المتحدة وذلك بحسب صحيفة نيويورك تايمز الأميركية.
وتمثل السياسة الجديدة التي تسمح بمشاركة المواطنين العاديين في إعادة توطين الأسر الضعيفة، من أهم برامج توطين اللاجئين والمهاجرين في الولايات المتحدة منذ انشائه قبل أكثر من 40 عاماً.
ومنذ عام 1980، تم تكليف 9 منظمات غير ربحية ممولة اتحادياً، مثل لجنة الإنقاذ الدولية the International Rescue Committee، وجمعية مساعدة المهاجرين العبرية (Hebrew Immigrant Aid Society) ، بإدارة إعادة التوطين في جميع الولايات المتحدة، بما في ذلك العثور على سكن وعمل للعائلات الوافدة، وكذلك تسجيلهم في فصول اللغة الإنجليزية ومساعدتهم على تأمين المواعيد الطبية وتعلم طرق الحافلات.
وبموجب البرنامج الجديد، المسمى "سلك الترحيب"، سيتولى المواطنون العاديون الآن المسؤولية اللوجستية والمالية لمساعدة آلاف اللاجئين على الانتقال إلى الحياة في الولايات المتحدة بالإضافة للمنظمات غير الربحية.
ويعتبر هذا البرنامج مشابهاً للنموذج المستخدم في حوالي 15 دولة، بما في ذلك كندا، حيث تم تطبيقه لسنوات عديدة واعتبره خبراء إعادة التوطين ناجحاً على نطاق واسع.
وبهذه المبادرة التي استعانت بها الحكومة الأميركية بالمواطنين، ستساهم في زيادة توطين اللاجئين والمهاجرين الذين أعيد توطينهم من إفريقيا والشرق الأوسط ومناطق مضطربة أخرى، حيث انخفض عدد اللاجئين والمهاجرين الذين في الولايات المتحدة خلال إدارة ترامب، والتي اعتبرها خبراء أنها التي دمرت البنية التحتية لقبول اللاجئين والمهاجرين في داخل الولايات المتحدة وخارجها.
وقال مسؤولون كبار في الخارجية الأميركية، إن هذه المبادرة جزء من أجندة أوسع للإدارة لتعزيز وتحديث وتوسيع الولايات المتحدة، وهو أمر مهم للنهوض بالولايات المتحدة.
وقالت جوليتا فالس نويز، مساعدة وزيرة الخارجية لمكتب السكان واللاجئين والهجرة في وزارة الخارجية، قبل بدء البرنامج: "نعتقد أنه من خلال إشراك المزيد من الأمريكيين في هذا الجهد، سنعيد بناء دعم عام واسع لبرنامج إعادة توطين اللاجئين"، بحسب الصحيفة.
وعانت المنظمات غير الربحية التي تعاقدت معها وزارة الخارجية لإدارة إعادة توطين اللاجئين منذ أن قضت إدارة ترامب على البرنامج، وخفضت عدد الوافدين سنوياً من 70 ألف إلى حوالي 11 ألف فقط، مما أجبر المنظمات غير الربحية على تسريح الموظفين وإغلاق العمليات في العديد من الأماكن.
وتهدف مبادرة الرعاية الخاصة الجديدة إلى توسيع قدرة البرنامج وتسريع وصوله، ويجب على المجموعات المكونة من 5 أشخاص على الأقل ممن يرغبون في رعاية عائلة لاجئة جمع ما لا يقل عن 2,275 دولاراً أميركياً لكل لاجئ للمشاركة في البرنامج.
وفي العام الأول لسلك الترحيب، كان الهدف هو حشد ما لا يقل عن 10 ألاف أمريكي لمساعدة ما لا يقل عن 5 ألاف لاجئ ومهاجر، ثم توسيع نطاق البرنامج لجعل البرنامج سمة دائمة لنظام اللجوء والهجرة.
ويتوقع أن تصل أول دفعة من اللاجئين والمهاجرين الأوائل حسب البرنامج الجديد في شهر شهر نيسان ابريل المقبل.
وأصدر بايدن أمراً تنفيذياً في شباط فبراير من عام 2021، دعا فيه إلى إنشاء شراكة بين القطاعين العام والخاص للمساعدة في تحقيق هدفه المتمثل في قبول المزيد من اللاجئين والمهاجرين، وعملت ادارته منذ ذلك الحين لإحياء البرنامج.
وقالت ساشا تشانوف، الرئيسة التنفيذية لمؤسسة ريفيوجبوينت، وهي منظمة غير ربحية تحدد اللاجئين في جميع أنحاء العالم لإعادة توطينهم في الولايات المتحدة: "ان البرنامج ليس حلاً سحرياً، لكن وضع الرعاية في أيدي الأمريكيين بشكل مباشر يمكن أن يزيد بشكل كبير من قدرة أمريكا على الترحيب باللاجئين".
وتم بالفعل اختبار نموذج الرعاية الخاصة على أساس تجريبي على مدار العامين الماضيين مع لاجئين من أفغانستان وأوكرانيا.
وفي تلك الحالات ، تمت دعوة الكفلاء من القطاع الخاص للتقدم لزيادة قدرة وكالات إعادة التوطين المثقلة بالأعباء.
وقالت سارة كراوس، المديرة التنفيذية والمؤسِّسة المشاركة لمركز رعاية المجتمع: "وجدنا أن الأمريكيين متحمسون ومستعدون للترحيب عندما تُمنح لهم الفرصة للقيام بذلك".
الشروط والاجراءات
سيقوم مركز رعاية المجتمع بفحص واعتماد الرعاة الخاصين الذين سيتقدمون عبر الإنترنت على موقع https://welcomecorps.org ، بعدها ستتم عمليات التحقق من الخلفية وإثبات القدرة المالية، حيث يشترط أن يكون هناك 5 كفلاء يحملون الجنسية الأميريكية ويجمعوا بشكل مستقل مبلغ 2،275 دولاراً عن كل شخص يريدون إعادة توطينه، وهو نفس المبلغ الذي تقدمه الحكومة حالياً للمنظمات غير الربحية التي تعيد توطين اللاجئين والمهاجرين، ولن يحصل الرعاة الخاصون على أموال حكومية، لكن الأموال الخيرية قد تصبح متاحة في المستقبل للمواطنين العاديين الذين يرغبون في المشاركة ولكن ليس لديهم المال للقيام بذلك.
وسيكون الرعاة الأمريكيون مسؤولين عن تقديم المساعدة الأساسية للاجئين بشكل مباشر خلال أول 90 يوماً في مجتمعاتهم، ويشمل ذلك مساعدة اللاجئين والمهاجرين في العثور على سكن وعمل، وتسجيل الأطفال في المدارس، وربط اللاجئين والمهاجرين بالخدمات الأساسية في المجتمع.