-
بعد فوز أردوغان.. هل يتنفس اللاجئون السوريون في تركيا الصعداء؟
-
أيام عصيبة عاشها اللاجئون السوريون في تركيا، عقب الحملات الإعلامية التي جعلت منهم شماعة لكسب الأصوات، مع ما يتضمنه ذلك من تهديد بالترحيل
المهاجرون الآن- خاص
ربما يستطيع اللاجئون السوريون في تركيا تنفس الصعداء بعد أسابيع من الشد العصبي المرافق للانتخابات التي أسدلت الستارة البارحة على الجولة الثانية فيها، وانتهت بفوز الرئيس الحالي رجب طيب أردوغان بـ52,14 بالمئة مقابل 47,84 بالمئة لصالح منافسه من المعارضة كمال كليتشيدار أوغلو وفق النتائج النهائية التي أعلنتها الهيئة العليا للانتخابات مساء الأحد في أنقرة.
إنسانوي ولكن ضد السوريين!
كلتشدار أوغلو الذي كان قبل الانتخابات يقدم نفسه كسياسي " إنسانوي"، متسامح هادئ مبتسم يرسم إشارة القلب، قبل أن يتحول إلى شاحب الوجه يستخدم لهجة حادة ولغة الكراهية والتضليل، ليصعد كثيراً خلال التحضير للجولة الثانية من الانتخابات ضد اللاجئين السوريين، قائلاً إنه سيعيدهم إلى بلدهم فور فوزه بالانتخابات، وذلك كله عكس ماكان يقوله أثناء التحضير للانتخابات من أنه سيعيد اللاجئين السوريين خلال سنتين، في تصريحات رأى فيها الكثير من المراقبين، أنها إعلامية لكسب أصوات اليمين التركي المتطرف، والاستفادة من النقمة الشعبية على الواقع الاقتصادي المتردي، وتعليق كل ذلك على شماعة السوريين.
سوريون بدأ العديد منهم بحزم حقائب السفر والبحث عن بلد لجوء جديد، خصوصاً بعد الحملات الإعلامية واستطلاعات الرأي التي كانت ترجح فوز كلتشدار أوغلو، ولكنهم بعد هزيمة الأخير يبدو أنهم يستطيعون أن يلتقطوا أنفاسهم.
تحالفات الانتخابات
في الانتخابات كان هناك ثلاثة تحالفات انتخابية، تحالف الجمهور الذي يضم حزب العدالة والتنمية، حزب الحركة القومية، حزب الاتحاد الكبير، حزب الرفاه الجديد وحزب "هدى بار". ومرشح هذا التحالف في الانتخابات الرئاسية التركية هو الرئيس الحالي رجب طيب إردوغان.
يشمل تحالف الأمة أحزاب المعارضة الرئيسية، وهي: حزب الشعب الجمهوري، الحزب الجيد، حزب السعادة، حزب المستقبل، حزب التقدم والديمقراطية والحزب الديمقراطي. ورشح هذا التحالف كمال كليجدار أوغلو للرئاسة، بعد خلافات حادة شهدتها "الطاولة السداسية"
التحالف الثالث هو تحالف الأجداد الذي انهار بعد انتخابات الجولة الأولى، وهو تحالف متطرف يقوده أوميت أوزداغ رئيس حزب النصر، واتفق التحالف على ترشيح سنان أوغان والذي حصل كما أشرنا على 5.2%، لكن الأخير وهو يميني متشدد كذلك أعلن مؤخراً دعمه لمرشح تحالف الجمهور رجب طيب أردوغان في جولة الإعادة.
طريقة تعاطي الحكومة؟
حزب النصر الذي دأب على تشويه سمعة السوريين، اتهمهم عبر رئيسه أوميت أوزداغ بإزالة أعلام الحزب والدوس عليها، وتحميلهم مسؤولية خسارة تحالفهم مع تحالف الأمة للانتخابات، هذه الحملة العنصرية يرى الباحث السياسي التركي عبد الرحمن يلماز في حديث لموقع المهاجرون الآن " أنها تتوقف على طريقة تعاطي الحكومة التركية مع الافتراءات التي يتعرض لها السوريون، فإذا ما وقفت الدولة في وجههم لن يتأثر اللاجئون السوريون، ولكن إن تم التغاضي عنهم كما في السابق، فإن القلق السوري قبل الانتخابات سيمتد إلى مابعدها".
عنصرية ضد كل العرب
خطاب تركي عنصري لم يؤثر فقط على السوريين بل حتى على السياح العرب، حيث تم إلغاء مئات رحلات الطيران أو تأجيلها إلى ما بعد انتهاء الانتخابات. يلماز الباحث السياسي التركي (سوري مجنس) يقول إن هذا الأمر لم يمتد ليشمل كل اللاجئين يمن فيهم الأوكران، حيث اقتصرت الحملات العنصرية ضد العرب على العموم والسوريين على وجه الخصوص.
استمرار سياسة الترحيل
يلماز يرى أن الحكومة التركية ستحاول امتصاص الغضب الشعبي عبر استمرار سياسة الترحيل، ولكن بطريقة تشجيع العودة الطوعية وإعادة بناء بنى تحتية في الشمال السوري، "عبر الضغط على ذوي الدخل المحدود وسحب بطاقة الحماية " الكمليك"، وبالتالي تصبح الطبابة غالية، ما يضطر الكثيرين للـ (عودة الطوعية)"، أضف إلى ذلك ترحيل أصحاب الجنايات الذي لم يتوقف.
لم تعد مضطرة لمدارة العنصريين
بدوره الكاتب السوري عقيل حسين يرى أن وضع السوريين في تركيا لن يتغير للأفضل إلا بشكل طفيف،" بعد الآن لم تعد الحكومة التركية مضطرة لمجاراة ومدارة العنصريين الأتراك عند ارتكابهم لتجاوزات بحق السوريين، طمعاً بالحصول على أصواتهم في الانتخابات".
قطار التطبيع متوقف
حسين أضاف أن وجود اللاجئين السوريين في تركيا متوقف على طبيعة المفاوضات بين الحكومة التركية والنظام السوري، "فوز أردوغان وتحالفه في الانتخابات قد يجعل قطار التطبيع أكثر بطؤاً، فأردوغان لم يعد محتاجاً للدفع بهذا الاتجاه، رغم أن الأخير بسياسته أقرب إلى الجبهة الشرقية التي يتم تشكيلها بين الصين وروسيا وإيران، بمواجهة الجبهة الغربية (الامريكية الأوربية)، والجبهة الشرقية توجاتها إنهاء الصراع في سوريا وعودة اللاجئين، بمعنى أنه لن يتغير شيء على صعيد عمليات الترحيل التي كانت قائمة سابقاً".
اللاجئون بقوا تحت الدلف!
الكاتب السوري ختم حديثه للـ المهاجرون الآن، بالقول "إن السوريين في تركيا بعد فوز أردوغان وتحالفه بقوا تحت الدلف، ولم ينتقلوا من تحت الدلف إلى تحت المزراب".
ويبقى وضع اللاجئين السوريين في تركيا رهين المفاوضات السياسية بين الحكومة التركية والنظام السوري، وبعد أن تبين الخيط الأبيض من الخيط الأسود في الانتخابات لا يبدو أن أياً من الطرفين مستعجلٌ للبت في هكذا ملف، يحتاج بالضرورة لتوافقات دولية كبرى حوله.
قد تحب أيضاe
الأكثر قراءة
النشرة الإخبارية
اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!