الوضع المظلم
الإثنين 14 / أكتوبر / 2024
  • سعاد كفري معلمة عشقت مهنتها وأبت التخلي عنها رغم الهجرة

سعاد كفري معلمة عشقت مهنتها وأبت التخلي عنها رغم الهجرة
8C7578D0-45CC-410C-8F0B-1B68DEED937A
المهاجرون الآن – خاص – برلين

معلمة عشقت مهنتها وأخلصت لها، فكانت صديقة طلابها أكثر مما تكون معلمتهم.
تنقلت بالعمل بين أكثر من محافظة في سوريا، لتترك خلفها أجمل الأثر في نفوس زملاءها وطلابها على حد سواء.
السيدة سعاد الكفري معلمة سورية، أم لأربعة رجال، وجدة لعدة أحفاد.
اضطرتها الحرب في سوريا على مغادرة البلاد لتبدأ من الصفر مثل كثير من السوريين.
مثل كثير من السوريين، عابرة البحر، متحملة مخاطر ومشقة الطريق، وصلت سعاد إلى ألمانيا، ورغم صعوبة المرحلة الأولى، وغربتها القسرية، واضطرارها لبدء حياة جديدة، تاركة خلفها كل ما أسسته في سنوات حياتها الخمسين، كان الإصرار رفيقها الذي لا يعرف اليأس.
في ألمانيا، لم تكن سعاد تعرف شيئاً عن اللغة الألمانية سابقاً، ولم يكن سهلاً أبدأ أن تتعلم لغة جديدة وغريبة تماماً، وصعبة جداً، ومع ذلك استطاعت سعاد خلال ثلاث سنوات من إقامتها أن تجتاز مستويات اللغة الثلاث b1, b2,c1 , وهو المستوى الذي يسمح للفرد أن يبدأ دراسته الجامعية .
لم تتعود المعلمة المجدة أن تكون بلا عمل، خاصة مهنتها التي تحب، وهنا خدمتها الصدف عندما تعرفت على السيدة تارا مختار السيدة المهاجرة العتيقة منذ زمن في برلين، ومؤسسة بيا أكاديمي، والتي كانت ترغب بافتتاح مدرسة للغة العربية،وهنا بدأت السيدة سعاد تهيء لاستعادة مهنتها والبدئ بالعمل.
خلال سنوات اقامتها في ألمانيا لاحظت المعلمة المتمرسة أن أطفال العرب عامة والسوريون خاصة ممن ولدوا في ألمانيا، أو ممن وصلوا أليها في سن مبكرة، يتكلمون اللغة العربية مع ذويهم، لكنهم لا يستطيعون الكتابة أو القراءة، فكانت فكرة المدرسة العربية تناسبها تماماً لتوكل لها صديقتها السيدة تارا مهمة تأسيس المدرسة وإدارة المشروع في إنشاء مدرسة عربية تقدم خدماتها للأطفال خلال العطل المدرسية.
وفعلاً لاقى المشروع استحسان مؤسسة بيا أكاديمي فتبنته، وسلمت إدارته للسيدة سعاد الكفري، لتنفيذه والإشراف عليه، وبدئ العمل.
قامت السيدة سعاد بانتقاء المناهج العربية المدروسة، والتي من شأنها أن تجذب الأطفال، وتشجعهم على تعلم الحروف العربية وكتابتها، ومن ثم القراءة والقصص وما إلى هناك من تقديم مستويات للغة كما في أي لغةٍ أخرى، ثم انتقت كادراً تدريسياً، حرصت على أن يكون من المؤهلين وغالباً ممن لديهم خبرة التدريس سابقاً، وممن يحملون إجازة جامعية باختصاص معلم صف.
انطلق المشروع بعد تعب مشهود وجهد كبير، لينضم إلى المدرسة بعد وقت قليل من انطلاقها عدد لا بأس به من الأطفال من مختلف الجنسيات العربية.
انطلق المشروع ولاقى استحساناً وقبولاً بين الأهالي العرب، لتنطلق المدرسة بأربع شعب دراسية، وبمستوى جيد من التنظيم والإعداد، الأمر الذي يعد انجازاً بحد ذلته، لتصبح المدرسة نموذجاً يحتذي في تعليم الصغار، وجذبهم لمحبة اللغة العربية، لغتهم الأم، اللغة الغنية بمفرداتها وتعابيرها وثقافتها.
تقول السيدة سعاد لـ "الماهجرون الآن" : أردت لأطفالنا أن لا ينسوا لغتهم العربية الجميلة، لأن اللغة هي الحبل القوي الذي سيربط الجيل ببلده، وثقافته وتراثه.

تصويت / تصويت

هل الهجرة واللجوء إلى دول الغرب

عرض النتائج
الحصول على الجنسية
0%
حياة افضل
25%
كلاهما
75%

الأكثر قراءة

ابق على اتصال

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!