-
سوريون عالقون في السودان يناشدون الدول المجاورة بفتح أبوابها أمامهم
-
تشتد الأزمة على السوري الذي هرب من أتون الحرب في بلاده ليعيش حرباً أخرى في بلاد قصدها طالباً الأمان والاستقرار
المهاجرون الآن- الخرطوم
مئات العائلات السورية العالقة بين نيران الحرب المشتعلة في العاصمة السودانية الخرطوم منذ أسابيع، ناشدت المجتمع الدولي وكل من يهمه الأمر السعي لإخراجهم من هذا البلد في أسرع وقت ممكن.
لا غذاء لا دواء
المهاجرون الآن استطاعت الوصول للاجئ السوري في السودان.. محمد الحريري الذي شدد في حديث للموقع، على الحاجة الحالية الماسة والملحة للدواء والغذاء، بعد توقف الحياة بجميع مناحيها بشكل شبه تام في العاصمة الخرطوم، مشيراً إلى أن الصيدليات في هذا البلد كانت قبل اندلاع الحرب الأهلية تعاني من نقص كبير للعديد من الأدوية، فما بالك بعد اندلاع الحرب، التي تدور أغلب معاركها في الخرطوم، "لا يوجد مراكز طبية ولا مستشفيات ولا حتى صيدليات، فضلاً عن انعدام الوقود، الذي إذا وُجد فهو بالأسواق السوداء وبأسعار خيالية، أضف إلى ذلك أنه حتى الماء الصالح للشرب غير موجود.. وفوق هذا وذاك.. عدم وجود الأمان" وأثناء محادثتنا مع الحريري سمعنا صراخ أطفاله وبكاءهم، نتيجة أصوات القذائف.
سفارة لأخذ المال
في حين سارعت الدول لإجلاء رعاياها قبل أن ينالها أذى القذائف الطائشة غابت سلطات النظام السوري عن المشهد تماماً، ما خلا بعض البيانات لذر الرماد في العيون، الحريري قال إن السفارة السورية " لا تمثل إلا النظام السوري وأزلامه" وهي لا تنظر بأي حال للسوريين الفقراء، بل هي فقط لأخذ المال منهم لا لمساعدتهم، فالحريري قد دفع 800 دولار من أجل جواز سفر، وهو نفس السعر الذي يدفعه من يعمل في الخليج العربي، مع عدم الأخذ بعين الاعتبار الفرق بين الدخل والأجار هنا وهناك.
العالقون الفقراء
الحريري الذي يحمل دكتوراه في الاقتصاد والإدارة، أوضح للـ " المهاجرون الآن" ان من تبقى من السوريين في العاصمة السودانية ممن انقطعت بهم السبل، وهم بالأساس يعيشون مياومة، يبلغ عددهم نحو سبعمئة شخص، مشدداً على أن مطلبهم بالدرجة إيجاد بلد يستقبلهم كمصر أو ليبيا، أو فتح الحدود لهم عبر معبر بورت سودان.
فيزا= 1000 دولار
اللاجئ السوري في السودان بين أن تكلفة إيصال الشخص الواحد إلى المنفذ البحري في بورت سودان يبلغ نحو 600 دولار، مشيراً إلى أن من وصل من السوريين إلى الحدود مع مصر لم يُسمح لهم بالدخول، إلا من كان يملك فيزا، وهذه الفيزا تكلفتها للشخص الواحد نحو ألف دولار، وأغلب الذين بقوا عالقين إلى الآن في الخرطوم هم من الفقراء، الذين بالكاد كانوا يستطيعون تأمين قوت يومهم قبل الحرب.
مناشدة مصر وليبيا
يُشار إلى أنه كان كان في السودان إبان حكم الرئيس المخلوع أحمد حسن البشير 300 الف سوري، ولكن بعد إسقاطه، هرب الكثير من السوريين حتى بقي نحو مئة ألف منهم أصحاب رؤوس الأموال، حيث يعد السوريون ثاني أكبر المستثمرين من الأجانب في السودان، وهؤلاء بطبيعة الحال قد استطاعوا تأمين أنفسهم، واللجوء إلى بلدان أخرى.
الحريري شدد على مناشدة مصر وليبيا بالسماح للسوريين العالقين بالدخول إلى أراضي هاتين الدولتين، وفتح حدودهما أمامهم بأسرع وقت ممكن، قبل أن يموتوا من القصف أو من الجوع والمرض، في ظل ندرة الغذاء والدواء.
18 ضحية سوري
يذكر أن أكثر من ثمانية عشر لاجئاً سورياً قد قتلوا منذ بداية النزاع الأهلي في السودان بالـ 15 نيسان/ ابريل الماضي.
يأتي هذا في حين حذّرت وكالة اللاجئين التابعة للأمم المتحدة من أن أكثر من 800 ألف شخص قد يفرّون إلى الدول المجاورة، ومع تزايد عزلة المدنيين في جميع أنحاء العاصمة السودانية ونفاد الإمدادات الحيوية، قال الأطباء ومنظمات الإغاثة إن نظام الرعاية الصحية في البلاد على وشك الانهيار.