-
أربيل: شقيقتان سوريتان تترجمان معاناتهما بالموسيقا.. حتى في أحلامنا داعش تلاحقنا
-
عزفن وهنا باكيات كي تسمح لهما السلطات السورية بالمرور...."وكم شعرت بإهانة وانا في بلدي"
خاص - محمود حمي
نورشين وبروين شقيقتان كُرديتان من مدنية كوباني (أيضاً، تعرف بعين العرب) شمال سوريا، تترجمان عبر الموسيقى معاناتهما في مدينة أربيل بإقليم كُردستان العراق.
أُجبرت الحرب في سوريا الشقيقتين بروين ونورشين مع عائلتهما على مغادرة مدينة كوباني شمال شرق سوريا، والانتقال إلى مدينة وان الواقعة جنوب تركيا بسبب هجمات تنظيم داعش والهجمات التركية اللاحقة.
بروين صالح 20 عاماً تجيد العزف على السنطور والدف والمزمار الأرمني، وشقيقتها نورشين صالح 23 عاماً تجيد العزف على الغيتار والبيانو والكمان، قالت لمنصة المهاجرون الآن، "منذ طفولتي أعشق الموسيقى وننتمي أنا وأختي إلى عائلة موسيقية، إذ كان أبي يعزف على الطبلة، وكانت والدتي تغّني لنا قبل النوم، لقد بدأت مشواري الفني عام 2011 في مركز باقي خضو للثقافة والفن في مدينة كوباني بعد تحريرها من النظام السوري، كما يعلم الجميع في ظل النظام البعثي، كانت الثقافة والفن الكردي ممنوعة علينا حتى في مناطقنا، ولم نكن نمتع بأي شكل من أشكال الحرية".
نورشين شددت على أن هدفهن تطوير أنفسهن في مجال الفن رغم الصعوبات الاقتصادية والاجتماعية التي يواجهنها.
وشهدت مدينة كوباني عام 2015، أربعة أشهر من المعارك الضارية، عندما حاول تنظيم داعش غزو هذه المدينة الواقعة على الحدود مع تركيا، قبل أن يتم دحره من قبل مقاتلين أكراد.
وتضيف نورشين أنه في عزّ حصار المدينة واشتداد القصف علينا في أيلول/سبتمبر 2014، قررنا أنه ينبغي على العائلة جميعها المغادرة، موضحة أنهم خرجوا عبر ممر آمن ولم يبق أحد في كوباني.
وفي تركيا مكثت الشقيقتان أولاً في إسطنبول، ثم في ديار بكر حيث درستا الموسيقى والعزف على الآلات الشرقية والغربية في معهد كردي، وكما التحقوا بالعديد من حفلات الفنية والثقافية.
وفي 2019، قررتا العودة الى كوباني حيث بقيتا ثلاث سنوات شهدتا خلالها أوضاعا إنسانية واقتصادية صعبة، ثم نزحتا مجدداً مع تعرّض المنطقة لهجمات تركية.
وفي صوت يقطعه الحزن تقول نورشين لمنصة المهاجرون الان عندما خرجنا من شمال شرق سوريا ودخلنا في مناطق سيطرة النظام السوري، وصلنا إلى نقطة تفتيش، فطلب منا جنود النظام السوري أن نعزف لهم كي يسمحوا لنا بالمرور مع آلاتنا الموسيقية، عزفنا وكنا نبكي، "وكم شعرت بإهانة وانا في بلدي".
تضيف نورشين هاجرنا مرة اخرى إلى مدينة السليمانية وبعدها إلى اربيل في كانون الأول/ديسمبر الماضي مع اثنين من أشقائي، واستأجرنا منزلا مكونا من غرفتين بنحو 250 دولارا شهريا في حي شعبي.
رغم مرور ثماني سنوات على هجوم الجهاديين على كوباني، لا تزال بروين تتذكّر تلك الأيام، وتقول "أحتفظ بصورة في رأسي عن داعش تأبى أن تغادرني: ملابسهم ورايتهم السوداء وسعيهم لتحويل الحياة الى اللون الأسود، ومنعهم الموسيقى وحرية المرأة والإنسان".
تقول بروين ونورشين إنهما ما زالا يتذكران المشاهد المخيفة لمقاتلي داعش، وتختتم نورشين حتى في أحلامي فإن داعش تتبعني.
العلامات
قد تحب أيضاe
تصويت / تصويت
هل العنصرية ضد المهاجرين ممنهجة أم حالات لاتعبر عن المجتمعات الجديدة؟
الأكثر قراءة
النشرة الإخبارية
اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!