الوضع المظلم
السبت 27 / يوليو / 2024
  • كيف يعيش المهاجرون طقوس عيد الفطر في أوروبا؟

  • العيد في الغربة له طعم خاص.. يختلف من شخص إلى آخر ومن بلد إلى غيره.. وهو محمَّل بطقوس الحنين لأجواء قد تعود وقد لا تعود
كيف يعيش المهاجرون طقوس عيد الفطر في أوروبا؟
عيد الفطر في فرنسا.. المهاجرون الآن

المهاجرون الآن- خاص

يشكل العيد طقساً من طقوس الحنين، فبمعزل عن معانيه الروحية ومقاصده الشرعية، هو مرتبط بأذهان المعيّدين بأجواء وسلوكيات معينة، هي بالضرورة محببة إلى قلوب من يفعلونها. وطقوس العيد تختلف باختلاف الأمكنة والأزمنة، لذلك يشعر المهاجرون، سواء منهم الطوعيون أو القسريون بالغربة، عندما لا يجدون في العيد كثيراً من تلك الطقوس التي كانوا يعيشونها في بلادهم، رغم أنهم يحاولون أن يخلقوا تلك الطقوس، وإن كان افتراضياً، حتى يعلموا أطفالهم معاني هذا العيد وأهدافه.

تعليم الأطفال

زنيار علي لاجئ سوري في فرنسا منذ عدة سنوات، يقول لـ" المهاجرون الآن".. إنه يحاول أن يخلق أجواء العيد، " بالنسبة لعائلتي.. عندي طفلة عمرها 5 سنوات، أحاول أن أعلمها هذه الطقوس عبر صناعة حلويات العيد، وشراء ملابس جديدة، وتشغيل تكبيرات العيد عبر تسجيلات اليوتيوب، ومحاولة الخروج في نزهة، كونه لا يوجد عطلة رسمية لعيد الفطر في هذه البلاد"، مشيراً إلى أن كل هذا فقط كي تشعر الطفلة "أن هذا اليوم مميز، فلا قبور تُزار، ولا أقارب يأتون لمعايدتنا هنا".

غربة كربة

الغربة في إحدى معانيها هي فقدان الأهل والأحبة، الذين يضفون حس التعاون والأخوة فيما بينهم، فضلاً عن الاشتياق لأجواء محددة تصبغ الذاكرة بألوان من البهجة والفرح، وعند فقدان هذا هنا يمكن أن نقول " الغربة كربة"، خصوصاً للمهجرين القسريين ضحايا الاستبداد السياسي والديني، فهؤلاء لم يعد باستطاعتهم العودة إلى بلادهم، أقلها على المدى المنظور.

ذكرى أليمة

سُليمى علي، طالبة ماجستير في العلوم الاقتصادية بفرنسا، ولاجئة سياسية تقول لمنصتنا إن العيد بالنسبة لها هو ذكرى أليمة وطقس من طقوس العذاب النفسي، "كوني في بلد أجنبي، وأصدقائي وصديقاتي الفرنسيون لا يعلمون شيئاً عن معاني هذه الأجواء، وأنا أعمل وأدرس حتى في أيام العيد، فليس لدي وقت حتى لمحاولة خلق طقوس مشابهة لطقوس سوريا، وإن كان افتراضياً".

العيد يعني الأهل

رأي سُليمى يشابهه رأي جُناح كربوعة، وهو جزائري مقيم في فرنسا، يرى أنه رغم وجود طقوس رمضان والعيد الظاهرية، إلا انه لا أحد سعيد في الغربة، فـ" الأعياد بعيداً عن الأهل لا معنى لها"، وشيء قريب من هذا ترى لبنى أرسلان، التي تقول " لا يوجد عيد.. لأن العيد مع من نحب"... ولا يختلف كثيراً رأي عروبة ديب التي تركت سوريا منذ عام 2012، عن رأي لبنى، التي ترى أن كل أجواء العيد ما عادت موجودة، "حتى عندما يكون هناك اجتماع للعائلة الصغيرة تكون البهجة والفرحة ناقصة، وإذا أردنا أن نجتمع مع أصدقائنا السوريين المغتربين مثلنا، فبُعد المسافات، ونظام العمل، يصعّب من اجتماعات العيد، ليس من السهل أن نجتمع دون مواعيد مسبقة".

العيد وصورته!

 ولكن في المقابل يقول عبد الرحيم (اسم مستعار) تونسي الأصل مولود في فرنسا، إنه يحب أجواء رمضان وما يعقبها من العيد واحتفالاته، خصوصاً وأن الجالية المغاربية في بلاد الغال كبيرة ولها اجتماعاتها واحتفالاتها، ولا يرى أن العيد في فرنسا بين الجالية المغاربية يختلف عن العيد في مسقط رأس أبيه، سوى بالصورة التي يحملها الإنسان في رأسه.

خلق الأجواء

بعد عام 2015 تدفق مئات آلاف السوريين على أوروبا، خصوصاً ألمانيا، التي فتحت أبوابها على مصراعيها لاستقبال السوريين، الذين اختارها أغلبهم، مايعني وجود جالية كبيرة في بلد الصناعة الأول في أوروبا، وهذه الجالية تخلق طقوسها الروحية، محمد عباس لاجئ سوري في ألمانيا منذ عام 2015، ويعمل في مصنع للملابس، يقول إنه ينتظر هذا الشهر وعيده انتظاراً، لما له من شحن روحي يساعده على الحياة في هذه البلاد الباردة التي لا تشبهنا في شيء "ففي ألمانيا مساجد تغص بالمصلين في رمضان، ونحن نقيم إفطاراً جماعياً في المسجد وفي بيوتنا مع أصدقائنا السوريين"، مشدداً على أنهم في العيد يمارس ذات طقوس سوريا، " فنحرص على أن نأخذ إجازة من العمل في العيد، ونزور القبور التي ضمت بين جنباتها العديد من الأصدقاء والمعارف، فضلاً عن المعايدات التي نقوم بها فيما بيننا، ناهيك عن السيران، الذي لا بد منه".

هكذا إذاً.. تختلف الرؤى حول رمضان وعيد الفطر، باختلاف الأماكن والظروف والأشخاص، فهناك من استطاع أن يعيد خلق ظروف مشابهة لتلك التي كان يعيشها في سوريا، في مجتمع سوري مهاجر خالص، وهناك من لم يستطع أن يجد البيئة الملائمة لإعادة إحياء طقوس رمضان.. وهناك من يحاول أن ينسى أو يتناسى كل ذلك، كون ما مضى لن يعود.

تصويت / تصويت

هل الهجرة واللجوء إلى دول الغرب

عرض النتائج
الحصول على الجنسية
0%
حياة افضل
25%
كلاهما
75%

الأكثر قراءة

ابق على اتصال

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!