-
"محار طالب" مهاجرة سورية تمثل السويد في مؤتمر علمي بفنلندا
-
في مقابلة مع المهاجرون الآن
استوكهولم - خاص - نيرمين ظاظا
تمكنت الطالبة السورية محار طالب من الفوز بمقعد دولة السويد خلال مؤتمر EPBS لطلاب العلوم الطبيبة الحيوية والذي أقيم على مدار ثلاثة أيام في أوائل شهر تشرين الثاني 2022 في فنلندا.
محار طالب ذات العشرين ربيعاً، وصلت إلى السويد مع عائلتها منذ سبع سنوات بعد أن غادرت مدينتها درعا السورية على خلفية الأحداث في وطنها الأم سوريا.
أكملت مسيرتها التعليمية في المدارس السويدية، ومن ثم بدأت رحلتها الجامعية منذ سنتين في دراسة الطب المخبري في إحدى الجامعات السويدية، بالإضافة إلى أنها إحدى أعضاء النقابة الطبية منذ بدء دراستها الجامعية.
ممثلة عن السويد في المؤتمر العالمي
في التفاصيل، دعت الرابطة الأوروبية للمهن في العلوم الطبية الحيوية لحضور ندوة تضم مجموعة طلاب جامعيين ضمن اختصاص الطب الحيوي المخبري من مختلف أنحاء دول أوروبا، وهو الاختصاص ذاته الذي تدرسه محار الآن في جامعة يوتوبوري في السويد.
شاءت الصدف أن تقرأ محار مقالاً يتحدث عن إمكانية قيام طالب طب مخبري في تمثيل السويد لدى "الجمعية الأوروبية لمهن العلوم الطبية الحيوية" (EPBS)، وهي المؤسسة التي تمثّل المهنة في كامل أوروبا، شرط اختيار طالب واحد فقط لكل دولة، وهو ما جعل محار في حيرة من أمرها عندما فكرت بترشيح نفسها لهذا المقعد، ترددت الطالبة السورية كثيراً قبل التقدم، بين "ممكن" قبولها كونها تدرس اختصاص ليس عليه إقبال كثيف في السويد، وبين احتمال "غير ممكن" كونهم يريدون شخص واحد فقط من دولة بأكملها، فالدعوة كانت موجهة إلى جميع طلاب الطب الحيوي في الجامعات السويدية، ولجميع المشتركين في النقابة، بالإضافة إلى أن محار غير سويدية الأصل لتمثل هذا البلد، لكن روح الشجاعة والجرأة التي تمتلكها محار جعلتها ترسل بريداً إلكترونياً للجهة المسؤولة عن الندوة، هنا تواصلت محار مع المسؤولة عن التسجيل مباشرة تجنباً للمنافسة، كون الدعوة موجهة لجميع طلاب الجامعات السويدية، مشيرة إلى أنها لم تخبر أحداً بالبداية خوفاً من أن تتعرّض للضغوط بسبب رغبتها بالمشاركة.
لتأتي الإجابة بعد فترة وجيزة بقبولها كممثلة لدولة السويد في مؤتمر EPBS.
وتمكنت محار من الحصول على الموافقة لتمثيل السويد في المؤتمر الذي يناقش موضوع "تأثير التطور الرقمي على العمل المخبري في المستقبل"، واستعدت له بشكل جيد.
كانت محار في المؤتمر طالبة من بين 10 طلاب يمثلون 8 دول أوروبية، وهي الوحيدة التي تمثل دولة ليست دولتها الأم.
وعلى الرغم من الصعوبات التي واجهتها خلال هذا المؤتمر، أبرزها صعوبة اللغة الإنكليزية عليها، لكنها تمكنت من أن تفرض نفسها وتمثل دولة السويد على أكمل وجه.
تقول محار طالب في مقابلة حصرية مع "المهاجرون الآن":
" مشاركتي في هذا المؤتمر إنجاز هام في مسيرتي المهنيّة، وهو قيّم جداً بالنسبة لي"، وأضافت: "لم أتوقع الوصول إلى هذه المرحلة، لكنني كنتُ محظوظة ووصلت".
وعن ما حملته محار معها من المؤتمر الذي حضرته، أشارت إلى أنه كان مفيد وغنيّ، حيث قالت: "حصلت على الكثير من المعلومات خلال هذا المؤتمر".
وأضافت: " كانت إحدى أهم المعلومات التي حصلت عليها خلال الندوة هو الفروقات في دراسة الطب الحيوي بين الطلاب السويديين وطلاب الدول الأوروبية، بالإضافة إلى المؤهلات والإمكانيات التي تخلق أوجه اختلاف وتشابه بين دولة السويد والدول الأوروبية ضمن هذا الاختصاص".
وقد توصلت في نهاية المؤتمر إلى أنه: "هناك العديد من العقبات لتحسين وضع طلاب هذا الاختصاص في الجامعات السويدية كونه لا يوجد تعليم موحد فيها، وقد عملتُ جاهدة لتحقيق ذلك، وعلى جعل ما تمت مناقشته ملموس على أرض الواقع".
ختمت محار طالب بأن الوضع كان صعب جداً بالنسبة لها في البداية، حيث أنها طفلة خرجت من أجواء حرب إلى بلد ومجتمع جديد وغريب، ولغة جديدة، واجهت صعوبة في الاندماج بالمجتمع المختلف عن مجتمعها، وبتعلم اللغة السويدية، شعرت بالإحباط عدّة مرات، لكن الدافع القوي الذي تمتلكه غلب كل ما هو سلبي، ورؤيتها لنجاحات المهاجرين سواءاً السوريين منهم وغيرهم من الجنسيات في بلاد الاغتراب، زادت من قوة اندفاعها، وشجّعتها على المضي قُدماً نحو الإبداع والمزيد من الحماس.