الوضع المظلم
الخميس 21 / نوفمبر / 2024
  • هولندا: لاجئون يروون قصص هجرتهم غير الشرعية من مخيمات هولندا (4)

  • حلقة رقم 4
هولندا: لاجئون يروون قصص هجرتهم غير الشرعية من مخيمات هولندا (4)
صورة في مخيم تير ابل

أمستردام (تير أبل) - خاص - محمد عيد

تواصل منصة المهاجرون الآن تسليط الضوء من مخيم تير أبل شمال هولندا على استعراض قصص بعض المهاجرين حول تفاصيل رحلاتهم الشاقة، بغية الوصول إلى هولندا.

الأمر المشترك الوحيد في قصص اللجوء للمهاجرين السوريين، من الشابة الصغيرة (سيماز.ص)، إلى أبو جاسم.س وزوجته عائشة.ن، وليس انتهاءً بـ أبو محمد القلموني والطفل هادي، هي نقطة الوصول إلى هدفهم في طلب اللجوء في إحدى الدول الأوربية، إلا أن الطرق التي يسلكها المهاجرون، تختلف تماما من قصة إلى قصة أخرى، وتوثيق هذه القصص على لسان أصحابها، تعبر عن حجم المعاناة التي يعيشها السوريون على اختلاف مناطقهم الجغرافية وانتماءاتهم الدينية والعرقية.

وتتناول "المهاجرون الآن" في هذه السلسلة قصة الشاب الكردي السوري (حسام.م)، الذي كان يبلغ من العمر 12 عاماً، عندما بدأت الأحداث في سوريا، وينحدر من مدينة خان الشيح في محافظة ريف دمشق.

ومع ارتفاع حدة المعارك في المنطقة التي أصبح التوتر الأمني سائدا في تلك المرحلة، وخاصة ما بين عامي 2012 و2013، قرر والد (حسام.م) السفر مع عائلته إلى مدينة أربيل في العراق، لعله يجد الملاذ الآمن في المنطقة، ولكن بعد سنوات من إقامتهم، بدأت الظروف الاقتصادية الصعبة تضغط على العائلة، ولم يستطع حسام متابعة دراسته نتيجة عدم اهتمام المدرسين به، فقررت عائلته أن يكون ابنهم الملاذ الوحيد في أن يفتح لهم طاقة من الأمل من خلال سفره إلى أوروبا لطلب اللجوء، ثم استقدام عائلته بعد حصوله على الإقامة الأوروبية.

بدأت قصة لجوء حسام في عيد الأضحى عام 2020، وعوضاً عن احتفاله بالعيد أسوة بأقرانه من الشباب في أربيل، كان يحزم حقائبه لمغادرة أربيل مع مجموعة صغيرة من الأفراد.

كانت نقطة الانطلاق كما يرويها (حسام.م) لمنصة المهاجرون الآن هي  السير على الأقدام من أربيل إلى الحدود التركية التي استغرقت ليلة كاملة، برفقة مرشد للطريق، ويقول حسام : "بعد وصولنا إلى نقطة التحميل على الحدود التركية العراقية التي كان متداول اسمها (الجزيرة) أقلتنا سيارة باتجاه إسطنبول التي استمرت بالسير لمدة 20 ساعة، وصلنا وجهتنا التي كان ينتظرنا فيها أحد الأشخاص المرتبطين مع المهرب المسؤول عن الرحلة، وفر شقة عادية للمجموعة، وجلسنا فيها لمدة 10 أيام".

يضيف حسام: "اتفقنا مع مهرب جديد للوصول إلى الحدود اليونانية، وكانت نقطة الانطلاق بالقرب من مسار نهر ماريتسا، ومشينا بالقرب من مسار النهر ليلا لمدة 3 أيام برفقة مجموعة كانت تضم عائلات ونساء، ووصلنا إلى المكان حيث كان قد حددها المهرب أيضاً لنقلنا إلى العاصمة اليونانية أثينا، وبمجرد انطلاق السيارة، كشفتنا الشرطة اليونانية وبدأت عملية المطاردة، وكانت حياتنا بخطر كبير جداً، نتيجة السرعة العالية التي كان يقود بها السائق.

يتابع حسام: "انتهت المطاردة بالقبض علينا مع السائق، ومباشرة عاجلني أحد الشرطة بصفعة قوية على وجهي، واعتبرني المهرب المسؤول عن الرحلة، ولم أعرف السبب لهذا الادعاء رغم أن عمري صغير ولا يوحي بذلك، بينما أحد الأشخاص يبلغ من العمر 50 عاما، والذي رافقنا بالرحلة، حاول الهرب من الشرطة اليونانية، ومباشرة تلقى ركلة قوية من الشرطة على قفصه الصدري، أسقطته على الأرض، وطلبت الشرطة من الجميع النوم على بطونهم على الصخر لمدة ساعة، قبل أن يسوقونا  إلى السجن الذي كان يقع على الحدود اليونانية التركية، وفي بداية سجننا تعرضنا للضرب المبرح من الشرطة اليونانية، وسحبوا منا الهواتف، وأخذوا منا ما نملك من نقود، وجميع ما لدينا، وكان السجن ممتلئ ويضم جنسيات من كافة أنحاء العالم، وبعد شهر من السجن، أخذوا مجموعتنا التي ألقي القبض عليها، لإجراء عليها مسحة فحص كورونا، للتأكد من عدم اصابتنا قبل إطلاق سراحنا، وذلك بعد أن بصمنا البصمة الجنائية، ولكن للأسف المال الذي كان بحوزتي ويبلغ 300 يورو لم ترجعه الشرطة اليونانية، وأرجعت فقط الهاتف.

خرج الجميع ووضعوهم  في منطقة مهجورة باليونان، بدون مال وأجهزة هاتف غير مشحونة، حسب حسام الذي يتابع: "اقترضت بعض المال من أحد الأشخاص للوصول إلى أثينا من خلال القطار، استقريت في منطقة اسمها (أخرنون) بأثينا في إحدى الشقق التي استأجرها  المهرب، وبعد شهر من الإقامة، تم تحديد موعد انطلاق الرحلة من خلال المشي إلى منطقة سالونيك اليونانية، وانتظرت في المنطقة لمدة 5 أيام لكي تقلنا السيارة إلى الحدود الألبانية، وبعد الوصول إلى الحدود الألبانية، لم نجد الشخص المرشد (بيري)، وحاولنا البحث عليه ضمن منطقة جبلية عن طريق تحديد المواقع من أجل أن يكون دليلنا في الأراضي الألبانية، واهتدينا عليه أخيراً، ضمن مجموعة ضمت 50 شخصا من العائلات والأطفال والشباب والنساء، ومشينا لمدة 5 أيام، وكان الجميع يحمل أكياس النوم، لاستعمالها ليلاً، ثم وصلت سيارة لنقلنا إلى منطقة تبعد مدة ساعة عن العاصمة الألبانية تيران، ثم انتقلنا مشي على الأقدام إلى تيرانا ومكثنا ليلتان في أحد الفنادق، قبل أن ننطلق إلى كوسوفو.

يصف حسام الرحلة في الأراضي الكوسوفية، "كانت المياه عبارة عن مستنقعات في المنطقة، والعبور من خلالها صعب جداً، ولكن للأسف البوليس قبض على المجموعة، والتقط صوراً للجميع، وأفرجوا عنا مباشرة لاستكمال طريقنا، وكانت في إحدى نقاط التحميل تنظرنا شاحنة، التي نقلتنا إلى كوسوفا ليلا، ومع ساعات الفجر الأولى انتقلنا مشيا إلى نفق قطار وعبرناه باتجاه صربيا، ثم ركبنا شاحنة وتوجهنا نحو محطة القطارات في  العاصمة الصربية بلغراد، ثم ركبنا القطار إلى منطقة حدودية مع رومانيا، وانتظرنا فيها لمدة شهر، وبعد محاولات  عديدة للعبور نحو الأراضي الرومانية، كانت آخر محاولة لنا أن استطعنا العبور من خلال قطع ضفة نهر كانت المياه تصل إلى منتصف الصدر، وقطعنا إلى الضفة الأخرى.

في رومانيا

فوجئ المهاجرون بالبوليس الروماني ينتظرهم مع الكلاب البوليسية، ومن هناك يقول حسام: "أعادونا إلى الأراضي الصربية مرة أخرى، وبعد أيام قليلة، أعدنا المحاولة مرة ثانية ودخلنا الأراضي الرومانية، حيث كان بانتظارنا شاحنة أخذت المجموعة ووضعت العائلات في منزل مهجور والشباب ضمن أراضي زراعية، ليتسنى نقلهم إلى بلغاريا، إلا أن المدة طالت إلى 15 يوما، للانطلاق باتجاه بلغاريا حيث استمرت رحلتنا يومين عانينا من البرد القاس، ووصلنا إلى الحدود الألمانية بسلام.

بر الأمان

يتابع حسام روايته: "كانت تحيط بنا الغابات من كل جهة، وانتظرت لمدة 10 ساعات قبل أن يأتي المهرب ليقلني إلى محطة القطارات في  منطقة ايسن في ألمانيا، ومن ثم وصلت  من ألمانيا إلى هولندا بسلام، وسلمت نفسي إلى البوليس الهولندي الذي أرسلني بدوره إلى مخيم تير ابل شمال هولندا، وما تزال إجراءات لجوئي تمر ضمن سلسلة من القرارات الإدارية على أمل الحصول على الإقامة، لأباشر بلم الشمل لعائلتي بعد أن كلفة الرحلة والدي مبلغ وقدره 14 ألف يورو اقترضها من أقربائه وأصدقائه كي أصل إلى أوروبا وأكون الأمل الوحيد لهم في حياة آمنة مستقرة.

العلامات

تصويت / تصويت

هل الهجرة واللجوء إلى دول الغرب

عرض النتائج
الحصول على الجنسية
0%
حياة افضل
25%
كلاهما
75%

ابق على اتصال

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!