-
إخاء الأديان.. ألبوم مصور يعمل صحفي مهاجر مصري عليه في النمسا
-
على كل مهاجر أن يضع بصمته الإيجابية في المجتمعات الجديدة التي استقبلته، وأفضل بصمة هي تلك التي تقرب الناس من بعضهم بمعزل عن دينهم وعرقهم وانتمائهم السياسي
المهاجرون الآن- خاص
ترك عمله في مجال الطب والمعالجة الطبيعية كي يعمل كمصور صحفي مع تلفزيون نمساوي ومع مكتب الأمم المتحدة في فيينا، هذا هو حال جلال شحاتة 66 عاماً، المصري الأصل، والنمساوي الجنسية.
أسئلة صحفية جريئة
أما سبب هذا التحول المهني الكبير في حياة جلال شحاتة، فيجيب خلال حواره مع موقع " المهاجرون الآن" أنه نظر في أحوال عالمنا المعاصر فوجد فيها الكثير من المشاكل والحروب، ولا أحد يمكنه أن يدفع المسؤولين لإيجاد حلول لمشكلات العالم مثل الصحفيين، فهم الوحيدون القادرون على طرح الأسئلة الجريئة التي يحسب المسؤولون لها ألف حساب.
أثناء حديثنا مع المصور الصحفي أخبرنا أنه كان في طريقه لإيصال زوجته النمساوية إلى الكنيسة لتلاوة صلاة يوم الأحد، وهي كانت قد أوصلته يوم الجمعة إلى الجامع لأداد شعائر صلاة الجمعة، فالزوجان يتناوبان على إيصال كل منهما الآخر لأداء صلاته.
الديانات الثلاث في ألبوم
تسامح ديني عمل جلال شحاتة على ترجمته فعلياً عبر كتاب مصور (ألبوم)، عمل عليه خلال ثماني سنين، كتابٌ عنوانه تسامح الأديان، وخصوصاً الأديان السماوية الثلاث الإسلام والمسيحية واليهودية، وزار فيه فلسطين ومدنها المقدسة ومقدساتها بما فيها حائط البراق التي تعني الكثير للكل أتباع الديانات التوحيدية، وحضر الصلوات في كل هذا الأماكن، كما زار مكة المكرمة والمدينة المنورة، إضافة إلى الفاتيكان، مقر الكنيسة الكاثوليكية في العالم.
هذا الكتاب الذي مازال قيد الطبع أشرف عليه مفتي مصر السابق علي جمعة وشيخ الأزهر أحمد الطيب، وهو سيكون بعدة لغات: عربي وإنكليزي وألماني.
فلسطين حاضرة
جلال شحاته لم يفته أثناء إعداد هذا الكتاب المصور الإشارة إلى معاناة الفلسطينيين تحت الاحتلال الإسرائيلي، وفي هذا السياق نال جائزة من الصليب الأحمر الدولي في فلسطين هي وسام العمل التطوعي، كما نال المصور الصحفي العديد من شهادات التقدير والدكتوراه الفخرية تقديراً لجهوده وأعماله.
119 معرضاً دولياً
شحاته الذي يعمل في مجال التصوير الصحفي منذ نحو عشرين عاماً، أقام نحو 119 عشراً معرضاً دولياً للوحاته وصوره، حيث يعمل على ما يسمى " الصورة البانورامية" وهي صورة يتم فيها دمج العديد من الصور -بما يصل إلى عشرين صورة في بعض الأحيان- ضمن صورة واحدة، بحيث تظهر جمالية وتفاصيل المنظر المصوَّر، كما يشارك شحاته بصوره ولوحاته في المعارض التي تعمل على تنشيط السياحة بين الكثير من العواصم الأوروبية ومصر.
ترويح عن النفس
رغم أنه يعمل حالياً كمصور صحفي إلا أنه لم يترك تماماً اختصاصه في العلاج الطبيعي، حيث أن عمله في تصوير المناطق السياحية يدفعه للطلب من المرضى الذي يحتاجون علاجاً طبيعياً للذهاب والتفسح، " فالترويح عن النفس عبر زيارة الأماكن الجميلة والجديدة هي أفضل علاج طبيعي" حسبما يرى شحاته.
حياة الجد والدأب
كل أمم الأرض هي عبارة عن عدة شعوب بعضها مهاجر بحثاً عن الأمان والاستقرار أو حتى أسباب المعيشة الأخرى من المأكل أو المشرب، المصور الصحفي دعا المهاجرين إلى العمل الجاد والدؤوب كي يثبتوا من خلاله أنفسهم، " كل مهاجر يجب أن يعرف جيداً ماهو هدفه وماذا يحبّ أن يعمل وما الذي ينبغي عليه فعله حتى يصل إلى هدفه.. فالحياة ليست فقط للأكل والشرب، بل هي للدراسة والعمل وترك سيرة حسنة وبصمة لا تُمحى في هذا العالم".
ويبقى العمل الجيد هو أفضل صورة يمكن أن يقدمها المهاجر عن نفسه وبيئته التي خرج منها، فكلما نجح عزز الصورة الإيجابية نحوه ونحو أقرانه من المهاجرين، وإذا ركن إلى الأرض ولم يعمل وينجح فسيعزز صورة سلبية، وهذا ما لا يرضاه كل المهاجرين على أنفسهم.