-
البرازيل: فلسطيني سوري ...المهاجر الوحيد في أهم مركز للبحوث في البرازيل
-
و يساهم في انتاج أهم اللقاحات المضادة للفيروسات
المهاجرون الآن – نيرمين ظاظا
قدرات علمية، وعقول ذكية، لم تكن تجد الفرصة في بلادها، لكنها سرعان ما تثبت نفسها فيلمع نجمها سريعاً في بلاد الهجرة.
هذه المرة تسلط منصة المهاجرون الآن الضوء على تجربة الشاب الفلسطيني السوري محمد ابراهيم زيدان، المولود في مدينة حلب السورية لأسرة فلسطينية، لجأت أجدادها إلى سوريا بعد النكبة الفلسطينية، لتضطر الأسرة إلى هجرة جديدة تحت وطأة الحرب.
ولد زيدان في مخيم النيرب بحلب عام 1988 وتعود أصوله لقرية الجش في صفد بفلسطين المحتلة، بدأ مشواره العلمي في مدارس المخيم، ثم درس الكيمياء في جامعة حلب وتخرج عام ٢٠١٢ حاملاً شهادة الإجازة في الكيمياء الحيوية، وهو الاختصاص الذي يشعر بالشغف والحماس تجاهه، فهو يراه مفتوح على المجالات الأخرى، ومتميز بين الاختصاصات الطبيّة، كما إنه مطلوب في سوق العمل.
الهجرة الأولى
عندما تراجعت الأوضاع في مدينة حلب، قررت أسرة محمد مغادرة البلاد وكانت وجهتهم الأولى هي لبنان، وهناك تطوع محمد في مستشفى صفد التابع للهلال الأحمر الفلسطيني في طرابلس اللبنانية، حيث عمل في قسم التحاليل المخبرية، لكنه لم يستطيع الصمود كثيراً نظراً لسوء الأوضاع على اللاجئين السوريين في لبنان وخاصة إذا كان هذا اللاجئ من أصول فلسطينية أيضاً، فلا فرص للعمل ولا أمل في الحصول على الإقامة، وهنا قرر محمد الهجرة النهائية إلى الخارج.
بداية حاول الحصول على قبول جامعي لاكمال دراسته العليا وصولاً للدكتوراة في اختصاصه في موسكو، لكن ملفه قوبل بالرفض لمرتين متتاليتين.
صدفة غيرت حياته
بعد عامين من الحياة الصعبة في لبنان، ومحاولات الحصول على فرصة للسفر، جاءت الصدفة التي غيرت حياته، فأثناء تصفحه للإنترنيت وجد إعلان عن فتح باب الهجرة إلى البرازيل للسوريين، وذوي الأصول الفلسطينية، وقد كان متاحاً بشكل أكبر للحاصلين على الشهادات الجامعية.
تقدم زيدان بطلب الهجرة إلى البرازيل، وفعلاً حالفه الحظ وتمت الموافقة على طلبه.
في البرازيل واجه العديد من الصعوبات في السكن واللغة والعمل في البداية فكان جاداً بتعلم اللغة كونها المفتاح الأساسي ليبدأ حياته بشكل فعلي فأتقن اللغة البرازيلية خلال مدة قصيرة نسبياً بأقل من سنتين، وعدّل شهادته في جامعة فيسوزا الفيدرالية الحكومية.
في فترة تعلمه اللغة بدأ العمل كمحاسب صندوق في مطعم إسباني، ثم وجد فرصة عمل في اختصاصه مع الشركة الأمريكية الدولية Baxter المتخصصة بإنتاج الأدوية والتأكد من جودتها، وأشرف على مشروع ربط أجهزة التحليل المتطورة مع الولايات المتحدة الأمريكية وتم تسليم المشروع في وقته المحدد، وبسبب أزمة كورونا لم يكن عمله دائماً.
عند انتهاء عقد عمله مع الشركة الأمريكية، حصل محمد على الجنسية البرازيلة وبدأ رحلة جديدة بالبحث عن عمل في مجاله فتقدم لمسابقة عمل كمحلل وضبط الجودة الميكروبيولوجية والبيولوجية وباحث في معهد بوتانتان الحكومي للأبحاث، ويعتبر هذا المعهد أكبر مؤسسة بحث علمية في مجال اللقاحات والأمصال على مستوى أمريكا الجنوبية والوسطى.
وكان السباق بينه وبين 250 متقدم سواه، معظمهم برازيليي الأصل، فاز منهم اثنين فقط، أحدهما محمد ليكون الأجنبي الوحيد في هذا المعهد.
ويساهم زيدان حالياً في إنتاج اللقاحات المضادة للفيروسات منها اللقاح المضاد لفايروس كورونا وفايروس الرشح وعدد كبير من اللقاحات الأخرى المضادة لكثير من الامراض البكتيرية والفيروسية في معهد بوتانتان الدولي.
ما يزال محمد يعمل بجد ويقول للمهاجرون الآن بأن طموحه لن يتوقف أبداً فهو شغوف بعمله، وسيعمل جاهداً دون توقف على تطوير نفسه ضمن اختصاصه، بالإضافة إلى تطلعه للدخول في مجال الطبابة الشرعيّة.
وأكد محمد أن الفرق كبير جداً في نوعية الدراسة بين سوريا والعالم، فالكيمياء الحيوية مثلاً، وصلت في سوريا إلى مرحلة متقدمة، إما بالنسبة للأجهزة المخبرية، فهي قديمة وغير متطورة، وذلك بسبب كلفتها الباهظة، وبرأيه أن الفروع العلمية في الجامعات السورية الحكومية هو نظري فقط، كسائر الجامعات الحكومية في الدول العربية، إما التطبيقي فيكون إما في الخارج أو في سوق العمل.
ويختم زيدان حديثه للمهاجرون الآن مؤكداً أن المواطن السوري والعربي بشكل عام لا يفصله عن التميز والنجاح سوى الفرصة التي تعتبر نادرة في بلادنا، في حين أنها متاحة في المهجر نظراً لتكافؤ الفرص بين الجميع دون تمييز، ودون محسوبيات.
قد تحب أيضاe
الأكثر قراءة
النشرة الإخبارية
اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!