-
المرأة في المهجر
المهاجرون الآن - خاص - ابتسام العرنجي المهاجرون الآن
إذا سألوك عن المرأة المهاجرة، فقل لهم: هي روح وليست جسد، هي رحمة وليست ضعف، هي علم وليست جهل، عاطفة وليست سذاجة، هي طيبة وليست غباء... المرأة
خلقها الله ملاذاً لآدم، وجعلها في القرآن وصية النبي في عنق الرجل.
فالسورية في المهجر ترمم جميع جروح الغربة، ويبقى جرحها مفتوحاً ...تمد القوة إلى الجميع وهي على حافة الهاوية... تستطيع تفسير التصرفات وحركة العيون وأن تلمح الدموع قبل سقوطها, هي تلك المرأة التي ستظل للجميع وليس لها أحد.
المرأة هي مصنع الرجال، وفي عقلها وقلبها وأخلاقها وروحها قوة الإرادة, هي أرض خصبة مزروعة بالصدق... ماؤها الحب وهواؤها الصبر وبذورها أخلاقك، فما ستنزرعه فيها ستحصده مضاعفاً ...
وفي الهجرة أثبتت النساء أنهن وبرغم كل ما تعرضن له، من تغير البيئة، إلى الصعوبات والعوائق والمشاكل النفسية رغم تفاوتها في الأسباب قد تولدها المجتمعات الجديدة, إلا أنها استطاعت أن لا تحمل هوية واحدة, فحافظت على هويتها الأصيلة بعاداتها الجميلة وتقاليدها العريقة واندمجت بمجتمعاتها الحديثة لتكون امرأة تعيش بين حضارتين وتوفق بينهما.
وطالما كانت للمرأة المهاجرة الدور الكبير في إصلاح المجتمعات وبناء الحضارات وإعمار الحياة, كيف لا وهن شقائق الرجال, زورق الكبرياء.
ولا ننسى التضحيات الكبيرة من طرف المرأة عبر الأجيال ولازالت تعرف كيف تقود النصر بكل وقار فتمدت في العلم عشقا وأدبا كالأمطار.
وهناك الكثير من النساء السوريات اللاتي اخترن قرار الهجرة بمحض إرادتهن, بحثاً عن حياة وفرص جديدة في التعليم والعمل, لم يحظي ن بها في أوطانهن.
في المهجر, تواجه المرأة العديد من المعوقات التي تراوح بين مطالبهن الدائمة بإثبات قدراتهن وكفاءتهن في الفضاء العام والخاص, وسعيهن الدؤوب للتأقلم مع المجتمع الجديد, والإبقاء على أواصرهن الاجتماعية في البلد الأم.
أما من تهاجر في فئة عمرية كبيرة نسبياً فتكون غالباً غير قادرة على صهر هويتها والتأقلم من جديد, خاصة إن كانت سيدة متزوجة من رجل يأبى أن يرضخ طوعاً, لسقف الحريات الجديد المتاح للمرأة والرجل على حد سواء في الدولة المضيفة, وإن تفاوت مقدار تحصيله العلمي, يظهر هذا الأمر جلياً لدى الجاليات العربية في أوربا, إذ تعاني المرأة العربية المهاجرة في هذه الحالة.
وإن كانت قصص نجاحات المهاجرات لا تحصى في دول الهجرة، إلا أن التغطية الإعلامية غالباً ما تركز على قصص المآسي والفشل، ربما لأن القصص التي تطغى عليها الدراما تستقطب القراء أكثر من قصص النجاح... وربما لأن القارئ يشعر بشي من التفوق عند قراءته لقصص الانكسارات، في حين تشعره قصص الانتصارات بالنقص والتقصير، أقول ربما، وارسل ألف تحية لكل امرأة أثبتت وجودها، وأهدرت طاقاتها بما هو مفيد لها ولاسرتها وبلاها الجديدة ، تحية لكل النساء في كل أصقاع الأرض . المرأة