-
بعد نجاحه...لاجئ سوري من ذوي الهمم يعرض خبراته واستشاراته لمن سيعمل في مجال الإطعام
-
من لا شيئ وبدون خبرة ..صناعة مقطورات تستخدم في الأسواق الشعبية الفرنسية المتنقلة، بدلاً من حمل الطاولات وتنزيلها ومن فتحها وإغلاقها
خاص - تولوز
يحاول اللاجئون السوريون في فرنسا شق طريقهم المهني، خصوصاً في مجال الأكل، الذي يلجأ الكثيرون للعمل به، ولكن لا ينجح الجميع به.
مالك النصيرات 55 سنة، مدرس لغة إنكليزية لثلاثة عقود، وصل مع عائلته إلى فرنسا عام 2019، ثم بدأ يفكر بمشروع مهني، وكون الأكل السوري الذي صنعوه في أكثر من مناسبة للفرنسيين قد حاز الإعجاب من قبل الفرنسيين، وشجعوهم على فتح مطعم، ولكن هذا مكلف فلجأ لبسطة في الأسواق الشعبية.
البدايات دائماً صعبة
يقول النصيرات في حديث لموقع المهاجرون الآن، إنه بقي يتردد عدة أشهر على البلدية في قرية قريبة من مدينة تولوز، حتى استطاع استئجار مكان لبسطة يبيعون فيها الأكل السوري من الفلافل والمسبحة والحمص، وكان مكان البسطة في زاوية معزولة، لذلك لم يبيعوا بأكثر من 35 يورو طوال ذلك اليوم" فأصيب ابني عبد الرحمن الذي ترخيص البسطة باسمه بالإحباط، ولكننا أنا وأمه شجعناه، وقلنا له البدايات دائماً صعبة".
لا للعيش على المساعدات
وبعد ثلاثة أشهر حصلوا بصعوبة على ترخيص من بلدية مدينة آلبي، بعد ان أخبروهم انهم يريدون أن يعملوا ولا يريدون أن يعيشوا على المساعدات، فأعطوهم مساحة صغيرة في مكان ليس جيداً.. ولكن الإقبال كان كبيراً جداً على المأكولات السورية، "ففوجئنا أن بضاعتنا من الفلافل قد بيعت بعد ساعة على افتتاح السوق، وصار كل زبون يخبر صديقة عن المأكولات السورية وطعمها اللذيذ، وبعد النجاح اعطونا مساحة أكبر في وسط السوق الذي يقام كل يوم سبت، ومنذ سنة وشهرين ونحن نعمل وأضفنا للبسطة الشاورما، وابني عمر الذي كان يدرس الفنون في باريس انضم لإخوته وبدأ يبيع مأكولات على الصاج مثل الفطائر والمناقيش بأنواعها المختلفة".
تذمر من كثرة التعب
النصيرات يتابع لمنصة المهاجرون الآن، أن ابنه عبد الرحمن أصبح متذمراً من الجهد الذي يقوم به نتيجة تحميل الطاولات وفردها ثم إغلاقها، بينما البسطات الأخرى عندهم عربات أكل أو مقطورات، وبعد السؤال عن هذه المقطورات وأسعارها وجدوا أن الأسعار غالية جداً عليهم كعائلة مهاجرة.
"كوني بطبيعتي مهتم بإعادة التدوير، فعرضت على ابني أن نصنع المقطورة بأنفسنا بدلاً من شرائها بسعر غالي، وبدأت بالبحث عن مستلزمات صناعة المقطورة في مواقع البيع الأغراض المستعملة على الانترنت، أو حتى في أماكن الإتلاف التي تبيع بعض القطع بأسعار منخفضة جداً، ومن ثم اشتريت الأدوات الازمة، وقمت برسم المخط على الورق بالقياسات المحددة".
صناعة قاطرة أكل بـ 25 يوماً
وبدأ نصيرات بتنفيذ القاطرة لوحده كون أولاده كلهم في الجامعات، و"أنا بالمناسبة مصنف في فرنسا على أني عاجز، (handicapé) وممنوع من العمل لأكثر من ساعتين في النهار".
أول مقطورة عمل عليها واستطاع إنجازها خلال 25 يوماً، وعندما رأى ابنه المقطورة التي صنعها الوالد لوحده من الألف إلى الياء صُعق منها، وحتى أصحاب البسطات في السوق لم يصدقوا أنه هو من صنعها، وحالياً ابنه يعمل في هذه المقطورة وتخلص من جهد فتح الخيمة والطاولات وإغلاقهم.
ثلاث قاطرات
النصيرات يضيف أن العمل في الأسواق جميل ومربح، وهم يطمحون لتطوير هذا المشروع عبر شراء سيارة شاحنة صغيرة، و"أنا سأقوم بإجراء كل التعديلات اللازمة عليه، كون سيارات الأكل غالية جداً".
النصيرات الذي صنع ثلاث مقطورات لبيع الأكل السوري، ويعمل عليها أولاده، الذين هم خريجون جامعيون أو قيد التخرج، وبعد أن وجد أن بعض المهاجرين على منتدى السوريين يتساءلون عن سيارات الأكل واسعارها والمقطورات، لذلك نشر ما قام به من صناعة للمقطورات.
توفير 60 بالمئة
"لأنني اريد ان أعمل وفي ذات الوقت أوفر على السوريين مدفوعات لا تقل عن 60 بالمئة من سعر المقطورات الموجود في الأسواق، وعبر منشوري في المنتدى أحببت أن أثير همم الشباب السوريين الموجودين في فرنسا، إذ وجدت أن بعض الشباب لايجدون عملاً فأردت أن أشجعهم، عبر قصتي بصناعة مقطورة من الصفر، رغم أنى لم يكن لدي الخبرة سابقاً، فأردت ان أقول للشباب لا تستسلموا لليأس، واطرقوا أي باب.. وأنا عبر موقعكم أعرض بشكل مجاني خبرتي لكل من يريد ان يستفسر أو يريد استشارة كي يفتح مشروعاً كهذا".
أفضل أنواع الاندماج
ويضيف مدرس اللغة الإنكليزية السابق "وأولادي السبعة، سواء من تخرجوا منهم من الجامعة أو من لازال قيد التخرج وأنا وأمهم مدرسة الرياضيات، كلنا فخورون بما نعمل، ومن خلال عملنا أصبح لدينا علاقات واسعة مع المجتمع الفرنسي، وهذا هو أفضل أنواع الاندماج ونحن لا نعمل إلا في العطلة الأسبوعية السبت والأحد".