-
بورتريه مهاجرون - الكاتب الليبي تازر
غيثاء الشعار - خاص
يتحدث موقع (المهاجرون الآن) اليوم عن الكاتب الليبي تازر، الذي وُلِد في مدينة طرابلس عام 1991 ويُقيم ويعمل في ألمانيا منذ عدة سنوات. يكتب في عدة صحف ومواقع عربية وأوروبية عن قضايا الثقافة الليبية والجندر والنسوية وصولاً إلى التاريخ والعنصرية والمجموعات العرقية.
بدأ عمله في منظمات المجتمع المدني في ليبيا نهاية العام 2011 و يتابع الآن نشاطه من ألمانيا. هو أحد مؤسسي حركة تنوير الليبية وهي حركة تنوير تعنى بحقوق الإنسان. وعضو في منظمة كن ليبيا لقضايا الجندر والأقليات الجنسية. كما شارك في تأسيس مؤسسات محلية تعنى بالتثقيف السياسي ويعتبر أحد أبرز الأصوات التي تُعرفنا على الثقافة الليبية وحالة حقوق الإنسان والنضال النسوي هناك.
صدر له في بداية العام الماضي 2023 كتاب (شريعة الإنسان: جدلية الحرب والمجتمع المدني في ليبيا) عن دار أوستن ماكولي البريطانية (فرع الإمارات)، والذي يقدم دراسة اجتماعية تنقب في تاريخ ليبيا وتسلط الضوء على جوانب الأزمة التي تواجهها ليبيا ومجتمعها بعد الثورة. يكشف من خلال بحثه العديد من الجوانب غير المعروفة بالنسبة للشباب الذين نشأوا في فترة الحرب في بلادهم. يتحدث عن قيم وسلوكيات الشعب الليبي بشكل عام، ولا يقتصر على الجوانب المتعلقة بالمواطنة فقط. كما يتطرق إلى الفوضى التي اجتاحت ليبيا منذ عام 2014 والتي أدت إلى ضياع مفهوم الوطنية والانتماء وعزل الشعب الليبي عن المجتمع الدولي وتحويله إلى مجرد أفراد يعيشون في بلد يمر بتحولات سريعة. مبيناً التحديات التي يواجهها هذا "البلد المتوسطي-الإفريقي"، الذي غاب عن المشهد العالمي لفترة طويلة، باستثناء التدمير الذي شهده.
تحدث تازر سابقاً أنه بدأ بالتفكير في هذا الكتاب مذ كان في الثالثة والعشرين من عمره أي بعد أن اندلعت الثورة في ليبيا في شهر شباط من العام 2011 وعندما بدأ الشباب المثقفون في محاولة فهم التحولات التي تشهدها المنطقة والظروف التي أدت إلى الحروب والتهجير والثورة. بدأوا في طرح العديد من التساؤلات عن سبب الحروب بين القبائل وما الذي دفع الناس للثورة وهل كانت هناك أهداف معينة، ولماذا استمر حكم شخص واحد لفترة طويلة. وأشار إلى أن "إن بداية طرح هذه الأسئلة كانت تاريخية في شكلها أو سياقها العام واتضح لنا لاحقا أنه من المهم أن يخوض المرء تجربة اكتساب المعرفة في مجالات علوم النفس والاجتماع وإتقان اللغات الحية الأخرى لكي نطلع على ما يقال عن بلادنا وعن تاريخها".
تطرق في مقاله المثير للاهتمام بعنوان "النسوية الليبية.. تاريخ منسي" إلى موضوع النسوية في ليبيا، ما أثار اهتماماً إعلامياً كبيراً. في هذا المقال، قدّم نظرة شاملة عن جذور وتطور النسوية في ليبيا، مؤكداً تفاعلها مع الأحداث السياسية والاقتصادية والاجتماعية في المجتمع. أوضح تعثر مسيرة النسوية منذ فترة حكم القذافي في سبعينيات القرن الماضي، وكيف عادت بقوة مع انطلاق الثورة الليبية في عام 2011. ومع ذلك، فإن الظروف الأمنية والصراعات الحالية في البلاد تجعل من الصعب ممارسة النشاط النسوي والعمل في هذا المجال، وقد بات العمل النسوي يشبه المستحيل في ظل الظروف الراهنة، وحتى أنه أصبح موضوعاً للانتقاد والانتقاص كما ذكر في مقاله.
يبرز تازر بتمرده وجرأته كأحد الأصوات المهمة في المشهد الثقافي والاجتماعي في ليبيا والمنطقة بشكل عام. يُعتبر صوته أحد الأصوات المهمة جداً في التحليلات والمناقشات المتعلقة بقضايا حقوق الإنسان والتحولات الاجتماعية، بما في ذلك القضايا الجندرية والنسوية والجنسانية التي يناقشها في مقالاته بشكل مستمر. يسهم بفاعلية في توجيه النقاش وصياغة الوعي لدى الشباب والمجتمع بشكل شامل ومتجدد.