الوضع المظلم
الخميس 21 / نوفمبر / 2024
  • عبير ينشره صحفي سوري في البرازيل...من تعب الأخبار إلى عبق الورود

  • ضياء دغمش...صحفي أجبرته العنصرية في تركيا للهجرة إلى البرازيل
عبير ينشره صحفي سوري في البرازيل...من تعب الأخبار إلى عبق الورود
ضياء وعائلته

المهاجرون الآن – خاص

"سبب هجرتي إلى البرازيل، إنني سافرت إليها قبل فترة في زيارة، وقد أعجبتني كثيراً، بسبب انعدام العنصرية، وهو أكثر ما شدني إلى هذا البلد"

هذا ما استهل به الصحفي السوري "ضياء دغمش" بداية عن الأسباب والدوافع التي دعته للهجرة وحط رحاله في البرازيل، كاشفاً عن بعض ما في صدره في حواره مع منصة "المهاجرون الآن".

مردفاً: "هنا السوريون كانوا من المهاجرين القدماء الأوائل في العام 1800 وما تلاها، ولهم سمعة إيجابية في هذه البلاد، بعيداً عن تنميط المواطن السوري بصورة سلبية، كانت زيارتي للبرازيل سريعة، عدت عقبها إلى تركيا".

وهاجر دغمش مرتين الأولى إلى تركيا، والثانية إلى البرازيل، نتيجة الأوضاع الطاحنة في سوريا، التي تسببت بتهجير نسبة كبيرة من سكان مختلف المناطق السورية، حيث بات الكثير منهم عاجزاً عن العودة، نتيجة مخاطر أمنية تتهدده.

إشكالات في تركيا

وأكمل: "في تركيا لم أستطع الاستمرار، أولاً نتيجة العنصرية التي لا نهاية لها، والتي تتجدد أمام السوريين في كل موسم انتخابي وكأنها تبدأ من جديد، وأصبحت لا تطاق، وثانياً اكتشفت أنه توجد تهديدات ومخاطر علي، واكتشفت أنني مُراقب من خلال "تهكير" هواتفي، من مكان ما في تركيا، وتعرفون أنه بالنسبة لي كصحفي، هذا شيء جداً حساس".

مشيراً كذلك إلى صعوبات كانت تواجهه في تركيا، باستصدار الأوراق الثبوتية فقال دغمش لـ المهاجرون الآن: "لم تتوفر لي إمكانية تنظيم الأوراق التعريفية بشكل نظامي، كونها بات أمراً غير متاح للسوريين، وبالتالي فالسوري مُهدد قانونياً دائماً، بجانب عدم منح أذون عمل، مما يهدد المقيمين فيها، وبالتالي لم أستطع البقاء في تركيا، علماً أنني أقمت فيها لمدة 10 سنوات، ويبدو أنني لست من المرضي عليهم في تركيا، ولم أحصل على الجنسية التركية".

تلك العوامل دفعت دغمش للبحث عن بديل، رآه في البرازيل، إذ قال: "في البرازيل هذا الشيء شدني لها، وفكرت أنه بإمكاني أن أكمل حياتي فيها، خاصة أن كل المشاكل التي توجد لدي في تركيا، ليست موجودة هناك".

صعوبات في البرازيل

وعقب انتقاله للحياة في البرازيل، واجهت دغمش صعوبات عدة، سردها لـ المهاجرون الآن: "الصعوبات التي يواجها اللاجئ هي أنه لا يستطيع أن يخرج من عباءته، علما أن الموضوع لم يكن ليكلفني شيء سوى أن أكون في بلد أوروبي وأطلب اللجوء فيه، وهو ما يتيحه لي عملي، كوني مهدد فعلياً ولست بحاجة إلى تقديم ادعاءات غير صحيحة، كوني مطلوباً للنظام السوري، لكنني لم أحبذ تقديم اللجوء في أوروبا".

وتابع: "أحببت البرازيل لأنها تعاملك بشكل متساوٍ مع جميع مَن يعيش على أراضيها، صحيح أنها لا تقدم شيئاً لك، وهو ما لا أبحث عنه، باستثناء أنك لا تملك حق الانتخاب الذي ينبغي أن تحصل على الجنسية للتمتع به، حيث حصلت على إقامة لجوء، ولدي ولدان يدرسان الآن في المدارس البرازيلية".

ورأى دغمش أن أبرز الصعوبات الأخرى تكمن في "اللغة، الثقافة المختلفة، وطريقة التفكير المختلفة جذرياً، فحتى في أوروبا هم أقرب إلينا تقريباً، بينما في البرازيل، هم أبعد بكثير ثقافياً وفكرياً، وكذلك ذوقياً، حيث تختلف أذواقهم عنا وأطعمتهم وأسلوب حياتهم".

ويضيف: " نحاول تجاوز ذلك في تعلم اللغة، الأبناء سهلة، وادرس انا وزوجتي اللغة، عدنا طلبة، أقيم هنا منذ عام، الحياة أرهقتني نفسياً ومالياً، ولم أجد عملاً ينسجم مع مهنتي كصحفي أو دراستي كخريج دراسات عليا في القانون، وكلاهما يحتاج إلى تمكن من اللغة، والبرازيل لا يوجد فيها محتوى أخباري يهم القنوات العربية، وهذا دعاني لافتتاح المشروع".

مشروع جديد بلغة عالمية

افتتح ضياء مشروعاً تجارياً جديداً يختص في بيع "الورود والهدايا"، على الرغم أن هذا المجال ليس جزءاً من تخصصه الأصلي، أو خبرته السابقة، ومع ذلك، قرر أن يتحدى نفسه ويخوض هذه التجربة الجديدة بشجاعة.

بالنسبة لضياء، تمثل بداية مشروع الزهور محطة جديدة في حياته، حيث يأمل أن يجد فيها متنفساً وفرصة لإضفاء الجمال والإشراقة إلى حياة الناس، وهو الذي يؤمن بأن الزهور لغة عالمية تعبّر عن الجمال والأمل بغض النظر عن الظروف الصعبة، ومن هذا الإيمان انطق المشروع الذي يحمل اسم "Enrose".

قرر أن يجعل من افتتاح مشروعه تجربة تترك بصمة في ذاكرة الناس، فنظم حفل افتتاح مميز ومُرَتَب بعناية، يرمز إلى بداية حياة جديدة قد تحمل الكثير من التحديات والنجاحات.

ويعتبر ضياء هذه الخطوة تعبيراً عن تفكيره وتوجهه الجديدين، ويأمل أن يكون لها تأثير إيجابي على حياته وعلى عائلته التي تدعمه في هذه المغامرة الجديدة.

 

 

نصيحة للمهاجرين

وتردد دغمش في تقديم النصائح للمهاجرين معتبراً أنه يحتاجها أيضاً، لكنه أشار إلى أن "أهم نصيحة أوجهها، هي أن الدنيا لا تتوقف على كيف ما كانت حياتنا السابقة".

متابعاً: "تنقلنا في حياتنا عدة مرات، وفي كل مرة نبدأ من الصفر، وهذه للمهاجر سوف تكون سنة من سنن الحياة، بأنك سوف تعيد حياتك في كل مرة تقوم فيها باللجوء، وفي كل مرة أنت بحاجة إلى التأسيس من جديد، كتأسيس عقلية جديدة، وعمل جديد، وفهم جديد، وأصدقاء جدد، وهذا شيء أساسي طالما أنك ارتضيت أن يكون مُهاجراً، وإلا فإنه سوف ندخل في أزمات نفسية واجتماعية لا طاقة لنا بها".

تصويت / تصويت

هل الهجرة واللجوء إلى دول الغرب

عرض النتائج
الحصول على الجنسية
0%
حياة افضل
25%
كلاهما
75%

ابق على اتصال

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!