-
كيف هو حال السوريين أثناء الانتخابات التركية؟
-
يبقى السوريون من أكثر المتاثرين بالانتخابات التركية، لذلك يتابعونها بكثير من الاهتمام، خصوصاً اللاجئين السوريين في تركيا
المهاجرون الآن- تركيا
لا أحد في العالم يعيش أجواء " العرس الديمقراطي" التركي، كما يعيشها اللاجئون السوريون في تركيا، فهم قلقون جداً من تبعات هذه الانتخابات، وكأن تحتهم النار، خصوصاً وان كمال كلتشدار أوغلو المنافس القوي لرجب طيب أردوغان على كرسي الرئاسة، قد وعد ناخبيه بإعادة اللاجئين السوريين إلى بلدهم في غضون عامين على أبعد تقدير، وذلك بالتنسيق مع رئيس النظام السوري بشار الأسد.
جولة إعادة
صحيح أن غبار نتائج الانتخابات قد انقشعت قليلاً، وبات المشهد واضحاً، هو اللجوء لجولة ثانية بين أردوغان وكلتشدار أوغلو، إذ قال قال رئيس المجلس الأعلى للانتخابات في تركيا أحمد ينار إن إن أردوغان حصل على 49.42% بعد فرز أكثر من 99% من الأصوات مقابل حصول منافسه كليجدار أوغلو على 44.95%.
الجولة الثانية تعني إطالة فترة القلق بالنسبة للسوريين، سيما في ظل المنافسة المحتدمة بين المرشحَين، فالاثنان لم يضعا الخسارة في حسبانهما، ويعتبران الانتخابات مسألة وجود.
يعيشون مياومة
أبو أحمد لاجئ سوري في تركيا منذ نحو تسع سنوات ويدير بقالية في مدينة غازي عنتاب جنوب البلاد، يقول للـ "مهاجرون الآن" إن الجولة الثانية المقررة في نهاية هذا الشهر ستجعل البلد كلها في حالة شلل اقتصادي، وهذا سيزيد الأمور سوءً بالنسبة للسوريين، الذين يعملون مياومة لكسب قوت يوماً بيوم، فضلاً عن أنهم لا يدرون ماذا يحل بهم عقب انتهاء الانتخابات".
تفاؤل!
لكن حالة التشاؤم هذه ليست كذلك عند مجاهد عقيل وهو رجل أعمال سوري حاصل على الجنسية التركية، إذ يقول عقيل إنه تنفس الصعداء، وهو متفائل، رغم وجود بعض الخوف والترقب، كون النتائج أودت إلى جولة إعادة، ويقول إن السبب لذلك هو أن الفارق بين أردوغان وكلتشدار أوغلو كبير، فـ "أردوغان يحتاج 0.5 بالمئة فقط، فيما الفارق بينه وبين كلتشدار أوغلو نحو 5 بالمئة" وعقيل يرى أن فوز أردوغان أفضل للسوريين في تركيا، من كلتشدار أوغلو الذي ارتفعت أسهمه بعد رفع صوته بترحيل السوريين.
هروب من الجحيم
على مدار سنوات بعد اندلاع الثورة السورية فرّ أكثر من ثلاثة ملايين سوري من جحيم القصف في بلادهم إلى تركيا، التي كانت حدودها مفتوحة حتى عام 2016، حيث أغلقت حدودها تماماً وفرضت فيزا على السوريين، الذين يلجأ بعض للدخول بشكل غير شرعي، ولكنه يصطدم بنيران الجندرمة التركية، التي قتلت مئات السوريين الذين كانوا يحاولون الهروب من سوريا.
ارتفاع العنصرية
وما جعل طين السوريين يزداد بلة هو الوضع تدهور الوضع الاقتصادي وتدني قيمة الليرة التركية، يعاني الاقتصاد التركي منذ سنوات من التضخم وتراجع الاستثمارات وتراكم الديون التي تزيد على 400 مليار دولار، فضلاً عن فقدان الليرة التركية حوالي 95% من قيمتها على مدار العقد ونصف العقد الماضيين. وجاءت جائحة كورونا لتزيد من أزمته حدة وخاصة في قطاعات السفر والسياحة.
سوء الوضع الاقتصادي انعكس بأسوأ تجلياته السوريين اللاجئين الذين هم الحلقة الأضعف في هذا البلد، إذ ازدادت نسبة العنصرية ضدهم، وأصبحوا ورقة انتخابية تلعب بها المعارضة في وجه حزب العدالة والتنمية الحاكم.
كابوس الترحيل في لبنان
خير الدين حسين وهو خياط من حلب مقيم في إسطنبول منذ نحو تسع سنوات يقول للمهاجرين الآن، إنه يعيش أياماً صعبة مثل كل السوريين، خشية من تغير الوضع السياسي " لأن ما نراه في لبنان من يجعلنا نخاف كثيراً"، حسين شدد على أن أوضاعهم في تركيا صعبة من ناحية العمل والمعيشة وارتفاع العنصرية، ولكنه رفض بشكل قاطع العودة إلى سوريا " قبل سقوط النظام".
عدم النوم
أما سامر دحدوح صحفي سوري مقيم على الأراضي التركية منذ أكثر من عشر سنوات تحت بند الحماية المؤقتة، يقول لمنصة " المهاجرون الآن" الجو العام بين السوريين يسوده الخوف والقلق حيث وصل الأمر إلى عدم النوم، وإيقاف بعض الأعمال أو تأجيلها على أبعد تقدير حتى معرفة اسم المرشح الفائز في الانتخابات".
استفتاء على وجود السوريين
انتخابات تعتبر من بين الأكثر أهمية في تاريخ تركيا الحديث الممتد على مدى 100 عام، ولكن الكلمة الفصل فيها ستكون في الثامن والعشرين من هذا الشهر، كون النتائج تمثل شبه استفتاء على مستقبل السوريين، الفارين من جحيم نظام لم يوفر أسلحة محرمة فيهم، وميليشيات مسلحة ومجموعات دينية مارست عليهم أشكالاً من الترهيب والتضييق والتكفير.
قد تحب أيضاe
الأكثر قراءة
النشرة الإخبارية
اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!