لايبزغ - خاص

يعرف الكثير من الناس عن أخبار ناشطي وسائل التواصل الاجتماعي وحياتهم وخلافاتهم التي تعبر بالضرورة عن مستواهم الفكري والثقافي، وتهرع وسائل حتى الإعلام الكبرى لنقل أخبار هؤلاء " المؤثرين"، ولكن مصمماً عربياً يُعتبر من الأوائل على مستوى ألمانيا، ولاقى نجاحاً كبيراً في الغرب، من المؤكد يحتاج لتسليط الضوء أكثر من هؤلاء.

شعارات لأهم الشركات

ريان عبد الله هو من صمم وحسن شعارات وهويات شركات كثيرة منها فولكس فاكن، بوكاتي، وشعار دولة المانيا الموحدة، الذي قال في حديث له مع موقع "المهاجرون الآن" إنه يعتبر أن تصميم شعار دولة ألمانيا من أقرب الأعمال إلى قلبه، " كونه كان كبيراً جداً ومهماً جداً وأعطى صورة جميلة عن الحلول التي قدمتها واستخدمت وإلى الآن تُستخدم، ووحد شعار كل الوزارات الألمانية من عام 1997 إلى اليوم"، مشدداً على أنه يعتبر كل تصميماته مهمة كونها تقدم حلولاً تأخذ دورها في الحياة العامة.

برنامج لدراسة اللاجئين

عبد الله وُلد عام 1957 في مدينة الموصل العراقية، ووصل إلى ألمانيا عام 1980، أنهى دراسته للبكالوريوس والماجستير في برلين متخصصا في (التصميم بمساعدة الحاسوب) ودرس (التربية الفنية) و(التفاهم البصري بواسطة الكومبيوتر) بعدها عمل كأستاذ في التصميم في أكاديمية الفنون الجميلة في مدينة لايبزخ ، التي أسس فيها عام 2016 برنامج اكاديمية التصميم والفن والتبادل الثقافي، وهذا البرنامج وفر لمئات اللاجئين من مختلف دول العالم في ألمانيا، خصوصاً سوريا والعراق إمكانية استئناف دراستهم في التصميم بفروعه المختلفة، إضافة إلى دراسة الفن والتصوير والإعلام، ومازال هذا البرنامج قائماً إلى اليوم.

جائزة وأول جمعية تصميم عربية

لم يكتفِ المصمم العراقي الأصل بهذا، بل أطلق كذلك جائزة لتشجيع المصممين العرب، عبر جمعية " Gridliners" وهي أول جمعية تصميم عربية تم تأسيسها في الخارج على يد ريان عبد الله ووسيم قدورة ومحمد سلواية، الجمعية تقيم جائزة بشكل سنوي لـ 25 منظومة من منظومات التصميم المختلفة، ومن ضمنها جائزة أفضل مصمم وأفضل وكالة تصميم، و"هذه الجائزة باسمي، وهذه السنة هي السنة الثالثة لتوزيع هذه الجائزة".

لا نجاح بدون عمل

مصمم شعار دولة ألمانيا القادم من بيئة مختلفة ثقافياً.. استطاع أن ينجح ويترك بصمته في مجال التصميم المرتبط بصميم الثقافة الألمانية والغربية، يقول لمنصة المهاجرون الآن إنه لا نجاح بدون عمل، وقبل العمل يجب أن يكون هناك رؤية صحيحة تساعد على سلك الطريق المناسب للوصول للهدف، منوهاً إلى أن النظرة الإيجابية من قبل الآخرين للعمل الذي نقوم به تشحننا بالطاقة الإيجابية الجديدة التي تحمل في طياتها افكاراً إبداعية توصل للنجاح.

في البلاد العربية.. التصميم بسيط وكمالي

رغم نجاحه الذي حققه في ألمانيا، إلا أن الاستعانة بخبراته في البلاد العربية ضئيل جداً، ماعدا تأسيس الجامعة الألمانية في القاهرة، حيث استطاع عبد الله تقديم خبراته التربوية والتعليمية، وحاول إيصال فكر تصميم جديد لخدمة حركة التصميم العربية الذاتي، عبد الله شدد على أن الشركات العربية ترى أن التصميم موضوع كمالي، وممكن أن يقوم به هو لوحده، وهو بسيط، ويفتقر لوظيفة التصميم الواضحة في تقديم الخدمة الأساسية للمنتج من خلال مزاوجة الفكر العملي مع الفكر الجمالي" نحن من خلال جمعية Gridliners، نحاول أن نبني حركة تصميم عربية عبر التواصل مع مصممين في البلاد العربية، لإظهار نقاط القوة وتقوية نقاط الضعف، وبناء فكر تصميمي عربي لخدمة الصناعة، وتبتعد عن فكرة ربط التصميم بالفن، أو أية فكرة غير واضحة، فالتصميم في جوهره فكر وعلم".

ترك الأمراض الاجتماعية

عبد الله الذي لا يعتبر نفسه مهاجراً، كونه ترك بلده العراق طواعية في آخر أسبوع من عام 1979، يتمنى على المهاجرين أن يهجروا الأمراض الاجتماعية السائدة في مجتمعاتهم الأصلية، وأن يبحثوا عن النجاح، سيما وأن أبواب النجاح في هذه البلاد مفتوحة على مصراعيها " وهذا ما لمسته بشكل شخصي، لأني أحب عملي، بل أعشقه وأعتبره أكبر متعة في حياتي"، وما على المهاجر إلا البحث عن الفراغ الذي سيملؤه ويبدأ بالعمل والإصرار على الصعود إلى أعلى.