-
منتدى الطعان وجه مضيء للثقافة العربية في ألمانيا
المهاجرون الآن - خاص- ميرفت شحاده
ظهرت في السنوات الأخيرة في ألمانيا، النشاطات والفعاليات الثقافية العربية بشكل كبير وملحوظ، واتجه المثقفون والمهتمون لترسيخ الهوية العربية لتبقى راسخة في المهجر من خلال الصالونات والمهرجانات الأدبية، والكثير من الأمسيات المتنوعة ومنها من لم يجد سبيلاً للنجاح والتميز، ومنها من لاقى نجاحاً وإستمرارية.
ومن بين تلك الصالونات الأدبية التي كان لها حضور قوي ومتفرد منتدى الطعان الثقافي الذي تأسس سنة 2017 في مدينة كولون الألمانية، يدير المنتدى مجموعة من المبدعات والمبدعين في مختلف المجالات الثقافية والعلمية،و تقوم فكرة المنتدى على أساس "بدل أن تلعن الظلام أشعل شمعة ومعاً يمكن إنجاز الكثير".
تقام في المنتدى الأماسي الثقافية، و توقيع إصدارات مجاميع موسيقية وأدبية من العراق والمغرب ومصر وسوريا وإيران ويجمع كذلك مختلف التوجهات والقوميات والأنتماءات، والقائمين على المنتدى الأستاذة سميرة داعلي والمهندس هيثم الطعان.
سميرة داعلي مغربية مواليد أوائل السبعينيات انخرطت في العمل الجمعوي و الحقوقي في وسط الثمانينات، خربجة كلية الحقوق في و العلوم السياسية، وخريجة المعهد العالي لفن الإدارة للتكنولوجيا التطبيقية كتقني متخصص، كانت عضو فاعلة و مؤسسة في العديد من المنظمات و الجمعيات الثقافية و الحقوقية بشكل تطوعي و في الحركة النسائية المغربية كذلك، عملت كمدرسة للغة فرنسية في المجال الجمعوي و الثقافي و الحقوقي وهي خلاصة تجربة أكثر من 20 سنة في عدة مجالات ، في 2016 كانت نقطة تحول و انطلاقة جديدة و هي سنة وصولها إلى ألمانيا حيث خاضت تجربة مختلفة مع المهندس هيثم الطعان في العمل الثقافي.
أما هيثم هاشم الطعان والذي سمي المنتدى باسمه فهو من مواليد العراق مدينة الموصل 1961، عام 1983حصل على بكلوريوس هندسة ميكانيك وعام 1989 اعتقلت لأسباب سياسية وأمضى أربع سنوات في معتقل أبو غريب
لجأ إلى ألمانيا عام 1995 وحصل على اللجوء السياسي ، بإلإضافة إلى العمل المهني كان ناشطاً في مختلف الجمعيات كمؤسس أو عضو إدارة.منها جمعيه الطلبة العراقيين والمنتدى العراقي في كولون وجمعية المهندسين العراقيين في ألمانيا وأيضاً الديوان الشرقي الغربي، حصل على شهادة وسيط لغوي و مستشار اندماج سنة 2019 وقام مع زوجته وصديقته سميرة داعلي بتاسيس منتدى الطعان الثقافي.
موقع المهاجرون الآن ألتقى بهما وأجرى الحوار التالي:
1-من أين أتت فكرة المنتدى وكيف تبلورت على الواقع؟
•فكرة المنتدى هي نتيجة لتراكم تجربة سنوات عديدة من العمل الجمعوي والثقافي سواء في ألمانیا اوالعراق و المغرب فلدى المؤسسین تجربة كبیرة من العمل ضمن العدید من الجمعیات والمؤسسات الثقافیة منها ما قمنا بتاسیسه بالفعل ومنها ما عملنا ضمن إدارته في بدایة 2018 قمنا وبالتشاور مع العدید من الأصدقاء و المثقفین و المبدعین من مختلف المجالات بالعمل عاى تأسيس منتدى یحمل أسم الأدیب و الكاتب و الشخصیة الوطنیة العراقیة الدكتور هاشم الطعان وبدأنا بالفعل افتتاح نشاطاتنا بصالونات أدبية كنا نستقبلها قي صالون بیتنا في مدینة كولون.
2-لابد أنكم واجهتم صعوبات وتسهيلات أيضاً، حدثوني عنها..
•كانت إحدى مشاكلنا هي إحتواء الأعداد المتزایدة من الجمهور الراغبین في المشاركة في أمسيات المنتدى اذ لم تعد صالة البیت تكفیهم و تم الأتفاق مع إحدى الجمعیات الألمانية على منحنا صالة مرتین شهریاً بعد أن أقمنا العدید من النشاطات المشتركة معهم أما المعوق الآخر فهو إنعدام التمویل إذا إعتمدنا لغایة الآن على مجهودنا الذاتي ومبادرات الأصدقاء من المبدعات و المبدعین الذین كانوا یشاركوننا متطوعین مشروعنا الثقافي وساهموا في نجاحه التسهیلات التي حصلنا علیها، كانت محبة وثقة الأعضاء و الأصدقاء الذین على الرغم من إختلافهم بالأنتماء القومي والدیني و السیاسي إلا أنهم إجتمعوا على إنجاح هذا الصرح الثقافي وكانوا یبادرون بالحضور والدعم و المشاركة وتقدیم كل ما هو جمیل من شعر وموسیقى و توقیع كتب وحوارات ولقاءات إجتماعیة على مدى ثلاث سنوات.
3-قبل جائحة كورونا كان المنتدى يستقبل ضيوفه كل شهر تقريباً بنشاطات مختلفة، على أيّ أساس بتم اختيار برنامج المنتدى وحسب أيّة معايير؟
يتم إعتماد تقدیم ما هو متمیز و مختلف و جمیل وذا منفعة في إختیار البرنامج الشهري للمنتدى مع إعتماد قبول الآخر وإحترام الرأي الآخر و المضي نحو الأحسن و الأفضل.
4-لاحظت أن رواد المنتدى متنوعيين من مختلف البلاد العربية تقريباً وغيرها، وأيضاً كان هناك دائماً ضيوف ألمان، كيف استطاع منتدى الطعان جذب كل هؤلاء؟
•الإحساس بالانتماء للمنتدى لدى المشاركین و الحضور ، أي الجميع مشاركون و مساهمون ليسوا فقط متفرجين أو متلقين، والشعور أن المنتدى ملكیة الجمیع هذه إحدى العوامل المهمة لنجاح وتنوع ضيوف المنتدى ،وتقدیم ما هو مفید وممتع وعدم وجود محظورات سوى عدم الأساءة وضرورة تقبل الآخر ، تنوع البرنامج و الأهتمام بكل المبدعین هي أيضاً من الأسباب الهامة في تنوع الحضور واستمراريته.
5-ماهي الخطط المستقبلية للمنتدى بعد عودة الحياة لطبيعتها؟
•تم تسجیل المنتدى رسمیاً لدى الجهات الألمانية و عقد اتفاقية تعاون مع دار الثقافة في مدینة كولون وعلى الرغم من الإجراءات الشدیدة بسبب وباء كورونا إلا أننا واصلنا العمل و تقدیم البرامج حسبما تتوفر الظروف خلال عام 2020 ولدینا برنامج كبیر في سنة 2021 مع دار الثقافة ویعض المؤسسات الألمانية في ما یخص النشاطات الثقافیة و الاجتماعية و ندوات وورش عمل و مهرجانات عن الأدب و الفن و الاندماج لمختلف الأعمار ولكل الأجناس ومن مختلف الخلفیات القومیة والثقافیة والدينية.
يعتبر منتدى الطعان ملاذاً ليس لكل من لديه إهتماماً بالثقافة والأبداع فحسب، ولكن أيضاً لكل من يريد أن ينعم ببعض الوقت من الدفء بعيداً عن صقيع الغربة وضغوطاتها الكثيرة، وربما هذا هو سر نجاح المنتدى لأنه يقدم كل شيء بعفوية ومحبة.