-
باريس تقبل تمثال أبي العلاء المعري مهاجراً...إلى حين عودته لسوريا
-
لرأس المعري المرفوع خارج موطنه رمزية استعادة السوري لحريته وكرامته، وله رمزية الخصوبة الفكرية، واعتماد العقل إماماً
المهاجرون الآن
تم الأربعاء تنصيب تمثال " أبي العلاء المعري" الشاعر والفيلسوف السوري الشهير، في الضاحية الباريسية "مونتروي، بحضور عدد من الفنانين السوريين والفرنسيين.
ذكرى الثورة السورية
تدشين النصب التذكاري لرهين المحبسين جاء تزامناً مع الذكرى السنوية الـ12 للثورة السورية، التي انطلقت شرارتها في شهر آذار من عام 2011.
مشروع النصب تم برعاية منظمة " ناجون من العتقلات السورية" التي أسسها الفنان السوري المعروف فارس الحلو بالتعاون مع بلدية مونتروي.
تذكير بالقضية
وفي تصريح لـ" المهاجرون الآن" قال الحلو: إن هذه الفعالية تأتي "انطلاقاً من حاجتنا الماسة للبدء بالخروج من مستنقع الاستسلام للمظلومية، وحرصاً منا على حضورنا الفاعل في مجتمعاتنا الجديدة، أسسنا وأنجزنا عملاً فنياً ضخماً يحمل هويته ومضامينه السورية المميزة؛ هو رأس المعري".
الحلو أوضح أن هذا التمثال سيكون "رمزاً دائم التذكير بقضيتنا السورية وعدالتها، وأيقونة انتظار السوريين للسلام في بلدهم، ومثالاً صريحاً لكرامة المثقف الغير المرتهن لأي سلطة سياسية أو دينية، وكذلك ليكون رمزاً لمأساة اللاجئين والنازحين السوريين".
عاصم الباشا
وكان التمثال الذي نُحت من البرونز قد وصل في الثاني من شهر آذار/ مارس الحالي إلى بلدة مونتروي، بعد رحلة استغرقت عدة أيام منطلقاً من مدينة غرناطة.
تم الاستلام والتسليم رسمياً مع البلدية، ثم أنزل التمثال، ليحتفظ به هناك كمحطة أولى على طريق الاستضافة لهذا الرمز الثقافي السوري، في رحلة العودة الطويلة المنتظرة نحو مسقط رأس الشاعر في معرة النعمان السورية يوماً ما.
وقام بنحت العمل الفني الضخم الفنان السوري عاصم الباشا المقيم بمدينة غرناطة الإسبانية، ويبلغ وزنه حوالي 1500 كغ، بارتفاع 3.25 متر.
إهداء إلى المعتقلين
وبعد إزاحة الستار عن التمثال، بدأت فعاليات التدشين بكلمة لمنظمة "ناجون" ولبلدية مونتروي منظّمة المراسم. كما تخلله فقرة موسيقية أعدت خصيصاً لهذه المناسبة، ومسيرة حداد صامتة تكريماً لضحايا الثورة السورية، وضحايا الزلزال في سوريا وتركيا.
بعد ذلك، قدّم ناجيات وناجون سوريون "مائدة سورية"، ثم عُرض فيلم (ماء الفضة.. سوريا سيرة ذاتية)، تلاه نقاش مفتوح بين الناقد السينمائي الفرنسي نيكولاس غوديت والمخرج السوري أسامة محمد.
ووفق بيان "ناجون" فقد أهدى القائمون التمثال "إلى المعتقلين والمغيبين في كل المعتقلات والمعازل السرية في سوريا، والعالم".
رأس مرفوع.. حرية وكرامة
الحلو أضاف في تصريحه لمنصتنا أن "لرأس المعري المرفوع خارج موطنه رمزية استعادة السوري لحريته وكرامته، وله رمزية الخصوبة الفكرية، واعتماد العقل إماماً يتخطى اليقين بالشك، يدعو صبح مساء لرحابة الفكرة ولذة السؤال، يطارد البحث والتجدد، ويبحث عن جوهر الحياة المرتجى يستصرخ الضمائر ويحفز إنسانيتها، كواحد من الناجين السوريين المتطلعين إلى تحقيق العدالة والسلام في كل مكان، وخاصة في وطنهم الأم سوريا"
المعري ؟
واشتهر المعري في التاريخ الإسلامي بأشعاره وفلسفته ونظرته السوداوية وعزلته الطويلة، وكذلك “رسالة الغفران” التي كتبها.
المعري وُلد عام 363 هجرية في “معرة النعمان” جنوبي إدلب ونُسب إليها. أصابه الجدري في طفولته ففقد بصره ولُقّب "رهين المحبسين”. كان زاهدًا في الدنيا، وامتنع عن الزواج، وانعزل عن الناس حتى وفاته عام 449 هجرية في مسقط رأسه. وقطع متطرفون رأس تمثال المعري في مسقط رأسه بمعرة النعمان عام 2013.
وتعنى منظمة " ناجون" بمحاربة ثقافة الإفلات من العقاب بكل السبل المتاحة الفكرية والأدبية والفنية والحقوقية والإعلامية، والمساهمة في بناء مجتمع حر.
العلامات
قد تحب أيضاe
الأكثر قراءة
النشرة الإخبارية
اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!