الوضع المظلم
الخميس 21 / نوفمبر / 2024
  • التنجيم عبر العصور: من الكهانة إلى توقعات اعتمدت عليها شخصيات شهيرة

التنجيم عبر العصور: من الكهانة إلى توقعات اعتمدت عليها شخصيات شهيرة
أبراج

رصد ومتابعات

في خضمّ اهتمام الناس هذه الأيام بقراءة توقعات الأبراج، خاصة بعد الأحداث الأخيرة، نعود بذاكرتنا عبر الزمن لنستكشف رحلة التنجيم عبر التاريخ، ونفهم جذوره وتأثيره على الحضارات المختلفة، ونلقي الضوء على بعض أشهر الشخصيات التي اعتمدت على المنجمين في اتخاذ قراراتها.

وتحديد أول من استخدم التنجيم بشكل دقيق أمرٌ صعبٌ للغاية، وذلك لأنّ جذوره تعود إلى عصور ما قبل التاريخ.

أصول غامضة:

يُعدّ التنجيم من أقدم الممارسات الإنسانية، إذ يعود تاريخه إلى آلاف السنين. ظهرت ملامحه الأولى في بلاد ما بين النهرين ومصر القديمة، حيث ربط الناس بين حركة النجوم والكواكب ومصائرهم. اعتقدوا أنّ هذه الأجرام السماوية تُرسل إشارات تُنبئ بالمستقبل، فاستخدموها للتنبؤ بالطقس، والزراعة، والحرب، وحتى اختيار الحكام.

اقرأ هذا الخبر: عالم فلك في ناسا ينفي وجود الأبراج وينتقد "دجل" التوقعات والكواكب

ازدهار وتطور:

ازدهر علم التنجيم في العصر الهيليني، حيث اعتمد الإغريق على المعارف البابلية والمصرية وطوروها. برز منجمون مشهورون مثل بطليموس، الذي صاغ نظرية مركزية الأرض، والتي ظلت سائدة لقرون. انتشر التنجيم لاحقًا إلى أوروبا والعالم الإسلامي، حيث تأثر بالفلسفة والعلوم في تلك الحضارات.

ولعب التنجيم دورًا هامًا في مختلف جوانب الحياة عبر التاريخ. اعتمد عليه الملوك والحكام لاتخاذ قراراتهم، واستخدمه الفلاحون للتنبؤ بموسم الحصاد، بينما لجأ إليه العامة للتعرف على حظهم ومستقبلهم.

التنجيم والأديان:

رفضت الأديان علم التنجيم، لأنها تنسب الأحداث والأفعال إلى النجوم والكواكب، ممّا يتعارض مع الإيمان بأنّ الله هو المالك الحقيقي للكون، وهو المتحكم في مصائر البشر، ويُعتبر نوعًا من الشرك بالله، حيث يُخالف مبدأ التوحيد، ويُعطي للنجوم والكواكب صفات إلهية.

وتُحذّر الأديان من مخاطر استغلال التنجيم من قبل بعض الأشخاص للنصب على الناس وخداعهم، أو للتلاعب بمشاعرهم وأفكارهم.

نوستراداموس أشهر المنجمين على مر العصور

يعتبر الصيدلاني الفرنسي ميشيل دي نوسترادام المعروف باسم نوستراداموس أحد ِأشهر المنجمين على مر العصور، ونشر 6338 توقعا عام 1555، في كتابه Les Propheties، تمتد إلى عام 3797 م الذي قال انها نهاية العالم.

ونبوءاته كلام عام غير مفهوم على وجه الدقة، وتعتمد على تفسيرات من كتبها لاحقا، وبعضها تم تفسيره بعد أحداث وقعت، مثل التنبؤ بالحرب العالمية الأولى والثانية، وبحرب الخليج، وبصعود الخميني، وكذلك بأحداث الربيع العربي الدامية، وتحدّث عن تفاصيل يصعب عليه معرفتها في زمنه.

اقرأ هذا الخبر: معرض صور من فرنسا يسترجع ذكرى المهاجرين الاستثنائيين في التاريخ الفرنسي

شخصيات شهيرة:

لم يقتصر اهتمام بالتنجيم على عامة الناس، بل شمل أيضًا شخصيات تاريخية بارزة، ومنهم:

  • يوليوس قيصر: اعتمد قيصر على المنجمين في العديد من قراراته، بما في ذلك توقيت معاركه.
  • نابليون بونابرت: كان بونابرت مهتمًا بالتنجيم، واعتقد أنّ نجومه تُشير إلى عظمة مستقبلية.
  • رونالد ريغان: كان الرئيس رونالد ريغان وزوجته نانسي مهتمَّين خلال فترة حكمهما في البيت الأبيض بالتنجيم، واشتهر ريغان بأنَّه يخطط الأحداث وفقاً للتكوينات الكوكبية.
  • ملكة بريطانيا إليزابيث الأولى: عُرفت باعتمادها على المنجم جون دي في كل قراراتها، وكانت أشهر الفترات خلال فترة كانت معرضة فيها للإعدام من قبل أختها "ماري الأولى"، وحين طالع جون دي برج إليزابيث، تنبأ بأنَّ ماري في الحقيقة ستموت فجأة، كانت دقة التنجيم التي قالها دي كفيلة بتمكينه من منصب المستشار الرئيسي للملكة إليزابيث لبقية العهد.
  • ملكة مصر كليوباترا: كانت تعيش في عصر بطليموس الذي كان عالم رياضيات وفلك قدَّم إسهامات كبيرة لفهم التكوينات الكوكبية.
  • الإسكندر الأكبر الذي كان ثاني شخص عبر التاريخ يعتمد على التنجيم بعد حمورابي في بلاد بابل القديمة ويعتبر أكثر استخداماً للتنجيم.
  • شارل ديغول: استعان بمُنجِّمين من أجل مساعدته باتخاذ قرارته في الستينيات.
  • الرئيس فرانسوا ميتران وعرافته، حيث كان لا يقوم بأي فعل إلا بعد أخذ رأي عرَّافته الفرنسية المعروفة إليزابيث تيسييه.

ويُعدّ التنجيم ظاهرة ثقافية واجتماعية مُعقدة، غنية بالتاريخ والتأثير، وعلى الرغم من عدم اعتراف العلم الحديث به كعلم دقيق، إلا أنّه لا يزال يُمارس على نطاق واسع، ويقدم للناس شعوراً بالارتباط بالكون وفهماً رمزياً للحياة.

وتظلّ قصص الشخصيات التاريخية التي اعتمدت على المنجمين شاهدة على الدور المؤثر الذي لعبه التنجيم في مسار الحضارة الإنسانية، وهناك نظريات تربط التنجيم بالعمل الإستخباراتي في العصر الحديث.

تصويت / تصويت

هل الهجرة واللجوء إلى دول الغرب

عرض النتائج
الحصول على الجنسية
0%
حياة افضل
25%
كلاهما
75%

ابق على اتصال

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!