-
اللاجئون السوريون في السودان.. نداءات استغاثة بانتظار من يلبيها
-
وجه السوريون في السودان نداءات استغاثة لإخراجهم من أتون الحرب العالقين بها.. هل من مستجيب
المهاجرون الآن
بينما تستعر نيران الحرب في السودان بين العسكر أنفسهم، أصدقاء الأمس وأعداء اليوم، لا يبدو أن هناك من يهتم لأمور اللاجئين السوريين هناك. نحو مئة ألف لاجئ سوري باتوا ممن تقطعت بهم السبل، ويناشدون الأمم المتحدة لإخراجهم من أتون حرب، كانوا هم قد هربوا منها في بلدهم سوريا، قبل سنوات.
مشهد البؤس الذي يعيشه السوريون غاب عنه تماماً أي وجود للمؤسسات الرسمية السورية، ما خلا بعض البيانات الخجولة التي لا تسمن ولا تغني من جوع، هي فقط لتسجيل الحضور، ففي حين تسارع الدول لإجلاء رعاياها يغيب النظام السوري عن هذا المشهد تماماً، رغم نداءات استغاثة كثيرة وجهها سوريون هناك، إذ أن السفارة السورية الواقعة في مناطق الاشتباكات مغلقة، وموظفوها كالعادة، غير متاحين للتواصل مع من أُسقط في أيديهم من السوريين العالقين بين رحى معارك لا يطالهم منها سوى القتل أو الإصابات، وفي أحسن الأحوال تهجير جديد.
سيما وأنهم قد نالهم تضييق كبير بعد إسقاط نظام أحمد حسن البشير في نهاية عام 2019، حيث تم إلغاء ثلاثة عشر ألف جواز سفر سوداني كانت حكومة البشير قد منحتهم لرعايا أجانب مقابل رشىً ومبالغ مالية قد تم دفعها، وثلثا هذه الرعايا من السوريين، طبعاً استرجع الكثير من السوريين الميسورين جوازات السفر السودانية التي سُحبت بعد دفعهم مبالغ مالية إضافية.
تقول بعض المصادر إنه كان في السودان إبان حكم الرئيس المخلوع أحمد حسن البشير 300 الف سوري، ولكن بعد إسقاطه، هرب الكثير من السوريين حتى بقي نحو مئة ألف أغلبهم من أصحاب رؤوس الأموال، حيث يعد السوريون ثاني أكبر المستثمرين من الأجانب في السودان. وفي ذات الوقت فُرضت تأشيرة الدخول على السوريين، ما حرم المئات من المغتربين السوريين من رؤية أهلهم في هذا البلد، المعروف بطيبة شعبه.
وتقيم الغالبية العظمى من ميسورِي السوريين، في منطقة كافوري الراقية، بشمال العاصمة الخرطوم. وهي منطقة اشتباكات ملتهبة، وقد تعرضت لقصف طيران، وتساقط قذائف، أدى إلى مقتل أربعة منهم، على الأقل. وسط مخاوف متزايدة من انتشار عمليات السطو والنهب المسلح، في ظل فلتان أمني غير مسبوق. وهي عمليات طاولت السوريين، في من طالت، يأتي هذا فيما تقول مصادر إعلامية إن عدد الضحايا من السوريين بلغ نحو أحد عشر شخصاً وعشرات الإصابات.
في ظل غياب أي أفق لنهاية مفترضة للمعارك في السودان، يبدو حال السوريين هناك كالمستجير من الرمضاء في النار، في ظل غياب أي محاولة للمساعدة من الأمم المتحدة، فضلاً عن عدم وجود أي شكل من اشكال المحاولات الفعلية من جانب الحكومية السورية لتلبية نداءات السوريين، سيما وأن الكثيرين منهم كانوا قد هربوا من جحيم القصف الذي كان النظام هناك يصبه على رؤوسهم، أو اعتقال يلاحقهم، ناهيك عن مجموعات متطرفة تنغص عليهم حياتهم.