الوضع المظلم
الجمعة 22 / نوفمبر / 2024
  • المهرية.. واللغات السامية الجنوبية العصية على الاندثار في اليمن

  • توجد 6 لغات معروفة مجتمعة باسم لغات جنوب الجزيرة الحديثة، وهي المهرية، والسقطرية، والحرسوسية، والشحرية، وهوبيوت، والبطحرية
المهرية.. واللغات السامية الجنوبية العصية على الاندثار في اليمن
Image by Mohammad Qadasi from Pixabay

المهاجرون الآن - متابعة

يحتفي اليمنيون بيوم اللغة المهرية، الذي يبدأ في الثاني من أكتوبر كل عام ويتواصل لعدة أيام، ضمن محاولة لإحياء واحدة من أقدم اللغات السامية الجنوبية الحديثة وتسليط الضوء على أهميتها التاريخية والإنسانية.

ونوهت دراسة نظمت في جامعة "ساينس" الماليزية، أنه توجد ندرة كبيرة في المعلومات حول اللغات القديمة في الجنوب العربي، بيد أنه جرى اكتشاف عدد من اللغات، ومنها المهرية، عبر النقوش الموجودة في مناطق مختلفة في شبه الجزيرة العربية.

وتعتبر اللغة المهرية إحدى اللغات الست المعروفة مجتمعة باسم لغات جنوب الجزيرة الحديثة، وهي المهرية، والسقطرية، والحرسوسية، والشحرية، وهوبيوت، والبطحرية، تبعاً لموقع بريل الأكاديمي.

ويتكلم اللغة المهريون الذين يعيشون في مناطق معزولة في شرق اليمن، خاصة في محافظة المهرة، ومنطقة ظفار غرب عمان، ويعيش مجموعة قليلة منهم في السعودية بالقرب من الحدود بين اليمن وعمان، وأيضاً في الكويت والإمارات، تبعاً لموقع أكاديميك أكسيليراتور.

ومع حلول القرن الـ19، عاش المتكلمون بها شمالاً حتى وسط عمان، وليس لهذه اللغة تقليد في الكتابة، ولم تكن معروفة للأوروبيين إلا منذ القرن الـ19، حسب بريل.

وتستخدم المهرية كلغة عامية يتكلم بها عشرات الآلاف من المتحدثين في المهرة باليمن وظفار بعمان وفي جزيرة سقطرى، وفق الدراسة.

ويدعي أهل المهرة أنهم ينحدرون من نسب شخصية تاريخية، وهو مهرة بن عمرو بن حيدان، وجرى استعمال اسمه نظراً لشخصيته القوية ذات الشعبية وتأثيره على أهل من يسكنون المناطق الجنوبية والشرقية من الجزيرة العربية.

وقبيل انتشار اللغة العربية مع الإسلام في القرن السابع الميلادي، كان يجري التحدث بالمهرية في جنوب شبه الجزيرة العربية بشكل أساسي، بيد أن اللغات الجنوبية السامية بدأت تختفي في الجبال والصحاري والجزر اليمنية والبحر العربي ومنطقة ظفار.

والمجموع الإجمالي للمتكلمين باللغة المهرية غير معروف، وتختلف التقديرات قليلا، ومن الممكن أن يكون العدد على الأقل 130 ألفاً، ويحيا أكثر من نصف هذه المجموعة في اليمن، بحسب "بريل"، فيما تقول اليونسكو إن المجموع يصل إلي ٩٩٩ ألف شخص.

وبالنظر إلى هيمنة اللغة العربية في المنطقة على مدار الـ 1400 عام الماضية، فإن المهرية معرضة حالياً لخطر الانقراض، وفق ما تصنفها اليونسكو، وذلك رغم غناها الثقافي والأدبي.

ونال من المهرية نفس مصير العديد من اللغات القديمة التي تراجعت نتيجة الحداثة والتحضر الاجتماعي، تبعاً لما ذكرته دراسة أجرتها رئيسة قسم اللغة في جامعة ليدز، جانيت واتسون، والباحث العماني، عبدالله المهري.

ونوهت الدراسة إلى أنه يوجد أوجه تقارب بين اللغة المهرية واللغة العربية الفصحى بيد أن متكلميها لا يفهمون بعضهم، وعلى سبيل المثال، فإن لفظ "بعير" في اللغة المهرية، وهو نوع من الإبل، له معني إيجابي عندما يستعمل كناية لوصف الرجل قوي البنية.

وبينت الدراسة أنه حتى سبعينات القرن العشرين، عاش العديد من المتكلمين باللغة المهرية في الخيام الكهوف الخشبية، وكانوا يعملون في رعي الجمال والماعز والصيد والتجارة، إلا أنه الآن قد أضحى أغلب هؤلاء يعيشون في مجتمعات حضرية ويدخلون المدارس ويتعلمون اللغة العربية بها.

وبخصوص استمرار اللغة الأمهرية حتى الآن وعدم اندثارها تماما مثل باقي اللغات، أشارت دراسة جامعة "ساينس" الماليزية، إلى أنه توجد عدة عوامل ساعدت في الحفاظ على المهرية وتحديدا في الجزء الجنوبي من الجنوب العربي.

ومن تلك العوامل أن منطقة المهرة تقع كذلك بعيدا عن مراكز اللغة العربية الفصحى ولهجاتها، حيث تبعد المهرة مسافة طويلة جدا عن أقرب هذه المراكز، وهي المدن الحضرمية والحجاز، وهذه المسافة تغطيها صحاري واسعة وجبال عالية وسهول ووديان عميقة.

أما الأطعمة الأساسية لشعب المهري هي اللحوم، والأسماك في المناطق الساحلية، وكان هذا كذلك عاملاً رئيسياً في مواصلة بقاء القبائل معزولة عن الأحداث الخارجية وتأثيرات التغيير، حيث لم تكن هناك ظروف ملحة تجبرهم على الاختلاط مع الغرباء، وحتى إذا أجبر رجال القبائل على الذهاب لقضاء بعض المشتريات خارج أراضيهم، فإن حوارهم سيكون محدودا للغاية، وبالتالي لم تخضع اللغة لتغييرات.

تصويت / تصويت

هل الهجرة واللجوء إلى دول الغرب

عرض النتائج
الحصول على الجنسية
0%
حياة افضل
25%
كلاهما
75%

الأكثر قراءة

ابق على اتصال

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!