الوضع المظلم
الأربعاء 18 / ديسمبر / 2024
  • سقوط نظام الأسد وبداية رحلة استعادة الثروات المنهوبة

  • شبكة من الفساد وتهريب المخدرات تمتد لعقود... هل يتمكن السوريون من استعادة أموالهم المسلوبة؟
سقوط نظام الأسد وبداية رحلة استعادة الثروات المنهوبة
عائلة حافظ الأسد - الصورة متداولة

متابعة وترجمات

مع سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، انطلقت حملة دولية واسعة النطاق تهدف إلى كشف واستعادة المليارات التي جمعتها عائلة الأسد خلال أكثر من نصف قرن من الحكم، وهذه المهمة المعقدة تشبه إلى حد كبير الجهود التي استهدفت استرداد ثروات مخفية لزعماء آخرين مثل صدام حسين ومعمر القذافي، والتي استغرقت سنوات وحققت نجاحات محدودة.

وتقول صحيفة "وول سريت جورنال" إنه من المرجح أن تكون المطاردة طويلة، إذا كانت المحاولات التي استمرت لسنوات لاستعادة الثروة التي أخفاها الرئيسان الراحلان العراقي صدام حسين والليبي معمر القذافي في الخارج هي المعيار.

إمبراطورية الأسد الاقتصادية

منذ انقلاب حافظ الأسد على السلطة عام 1970، أنشأت العائلة شبكة معقدة من الاستثمارات والمصالح التجارية. تضمنت هذه الشبكة عقارات في روسيا وفنادق فاخرة في فيينا وأصولًا أخرى منتشرة حول العالم. كانت هذه الثروة تُدار عبر أفراد العائلة وشركائهم المقربين، الذين لعبوا دورًا رئيسيًا في غسيل الأموال وإخفاء الأصول في ملاذات آمنة.

اقرأ هذا الخبر: تكريم الجالية السورية في النمسا لمساعدتهم خلال الفيضانات

مصادر الثروة المشبوهة

تشير التقارير إلى أن ثروة عائلة الأسد، التي تُقدر بأكثر من 12 مليار دولار، تم جمعها من خلال عدة مصادر وأهمها:

الاحتكارات الاقتصادية حيث سيطرت العائلة على قطاعات رئيسية مثل التبغ والبناء والاتصالات، ما أدى إلى تدفق أموال هائلة إلى جيوبها.

الاتجار بالمخدرات، ويُعد إنتاج وتهريب الأمفيتامينات، لا سيما الكبتاغون، من أبرز مصادر تمويل النظام خلال السنوات الأخيرة، إذ جلبت تجارة المخدرات نحو 2.4 مليار دولار سنويًا بين 2020 و2022.

الفساد والعمولات، حيث أدار رامي مخلوف، قريب بشار الأسد، شبكة مالية ضخمة تضم شركات طيران ومتاجر معفاة من الرسوم، ما جعله ممولًا رئيسيًا للنظام، وقبله كان أبيه محمد مخلوف يسيطر اقتصادياً، وهو شقيق أنيسة زوجة حافظ الأسد ووالدة بشار.

تداعيات الحرب وازدهار الثروة

بينما عاش معظم السوريين في فقر مدقع خلال الحرب الأهلية، وُصفت عائلة الأسد بأنها واحدة من أغنى العائلات في المنطقة، وأفاد البنك الدولي بأن 70% من السوريين يعيشون تحت خط الفقر في عام 2022، بينما استمرت العائلة في توسعة إمبراطوريتها المالية في الداخل والخارج.

دور أفراد العائلة في إدارة الثروة

  • حافظ الأسد الذي أسس النظام المالي للعائلة منذ السبعينيات، وعهد بإدارة الثروات إلى أصهاره وشركائه المقربين.
  • رامي مخلوف، استلم إدارة الإمبراطورية المالية بعد وفاة حافظ، خلفاً لأبيه محمد مخلوف شقيق أنيسة زوجة حافظ ووالدة بشار، وامتلك أصولًا بقيمة 10 مليارات دولار قبل تهميشه من قبل بشار الأسد عام 2020.
  • ماهر الأسد، أدار عمليات تهريب المخدرات عبر الفرقة المدرعة الرابعة، مستغلًا هذه التجارة لتعويض تأثير العقوبات الغربية على سوريا.
  • أسماء الأسد، استغلت نفوذها بقبضة من حديد على الاقتصاد بعد تهميش رامي مخلوف، وسيطرت على قطاع الاتصالات وأصول أخرى داخل سوريا.

التحديات أمام استعادة الأصول

استرداد الأصول المخفية لعائلة الأسد ليس بالأمر السهل. إذ يتطلب الأمر، العديد من العوامل والمعايير وعلى رأسها تحقيقات قانونية دولية من خلال رفع دعاوى قضائية للحصول على أوامر قضائية بتجميد الأصول.

أيضاً، تعقب الشبكات المالية وكشف الشركات الوهمية والحسابات المصرفية في الملاذات الضريبية، وذلك من خلال التنسيق الدولي بإشراك الحكومات والمنظمات الحقوقية لتسهيل عملية استعادة الأموال.

اقرأ هذا الخبر: في سابقة تاريخية: فرنسا تحاكم ضباطاً أمنين كبار في نظام الأسد بتهمة قتل مواطنين فرنسيين- سوريين

نجاحات محدودة في تجميد الأصول

رغم التعقيدات، حققت بعض الفرق القانونية نجاحات جزئية:

عام 2019، جمدت محكمة في باريس أصولًا بقيمة 90 مليون يورو مملوكة لرفعت الأسد.

في النمسا وروسيا، تم تعقب أصول لعائلة مخلوف بقيمة 60 مليون دولار، تشمل فنادق وعقارات فاخرة.

إرث النظام ومستقبل سوريا

بعد هروب بشار الأسد إلى روسيا، بدأ السوريون في تفكيك إرث العائلة بشكل غير رسمي، وانتشرت صور وفيديوهات تُظهر سوريين يستولون على قصور الأسد، مستعرضين السيارات الفاخرة والأعمال الفنية التي تركتها العائلة خلفها.

ويشدد الحقوقيون على أن استعادة هذه الأموال وإعادتها للشعب السوري ليست مجرد مهمة قانونية، بل واجب أخلاقي. يقول المحامي ويليام بوردون:
"إعادة هذه الأموال ستسهم في بناء سوريا جديدة، حيث يمكن استخدام هذه الأصول في دعم الاقتصاد وإعادة الإعمار".

ومع استمرار تشكيل حكومة انتقالية في سوريا، يبقى التحدي الأكبر هو تحويل هذه الأصول المجمدة إلى موارد تنعكس إيجابيًا على مستقبل السوريين. تحتاج هذه الجهود إلى دعم دولي وإرادة سياسية قوية لضمان تحقيق العدالة لشعب عانى من عقود من الاستغلال.

تصويت / تصويت

هل العنصرية ضد المهاجرين ممنهجة أم حالات لاتعبر عن المجتمعات الجديدة؟

عرض النتائج
نعم
9%
لا
0%
لا أعرف
2%

ابق على اتصال

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!