-
تمثال الحرية مهاجر فرنسي
-
قٌدم كهدية فأصبح الأكثر شهرة في العالم
المهاجرون الآن- خاص
هل تعلم أن تمثال الحرية، أحد أشهر المعالم الأثرية في الولايات المتحدة الأمريكية، ليس أمريكياً.
بل هو مهاجر... نعم هو مهاجرٌ فرنسي قُدم كهدية لأمريكا.
في العام 1870-1940 في هذا الوقت كانت الجمهورية الفرنسية الثالثة تتملكها فكرة إهداء هدايا تذكارية لدول شقيقة عبر البحار من أجل توطيد أواصر الصداقة بينها وبين العالم، لذلك تم التفكير في إهداء الولايات المتحدة الأمريكية هذا التمثال في ذكري احتفالها بالذكرى المئوية لإعلان الاستقلال، والتي يحين موعدها في 4 يوليو 1876.
بدأت الاستعدادات على قدم وساق، حيث تم الاتفاق على أن يتولى الفرنسيون تصميم التمثال بينما يتولي الأمريكيون تصميم القاعدة التي سوف يستقر عليها.
من أجل ذلك، بدأت حملة ضخمة في كل من البلدين لإيجاد التمويل اللازم لمثل هذا المشروع الضخم، ففي فرنسا كانت الضرائب ووسائل الترفيه التي يستخدمها المواطنون مثل اليانصيب هي الوسائل التي استطاعت من خلالها فرنسا توفير مبلغ 2,250,000 فرنك لتمويل التصميم والشحن إلى الولايات المتحدة.
على الضفة الأخرى من المحيط الأطلسي كانت المعارض الفنية والمسرحية وسيلة الأمريكيين لتوفير الأموال لبناء قاعدة التمثال، وكان يقود هذه الحملة السيناتور وعمدة نيويورك ويليام إيفارتز William M. Evarts الذي أصبح وزير الخارجية الأمريكي فيما بعد، غير أن هذا لم يكن كافياً، مما حدى بـ جوزيف بوليتزر Joseph Pulitzer صاحب جائزة بوليتزر أن يقوم بحملة من خلال الجريدة التي كان يصدرها تحت اسم العالم WOrld news.
تم اختيار موقع المشروع على جزيرة الحرية التي كانت تعرف حينها باسم جزيرة بدلوBedloe .
من ضمن هذه الجهود أيضاً ما قامت به الشاعرة الأمريكية إيما لازاروس Emma Lazaru، حيث قامت بتأليف قصيدة تسمي قصيدة التمثال الجديد The New Colossus في 2 نوفمبر 1883، على أن هذه القصيدة لم تصبح مشهورة إلا بعد ذلك بسنوات.
إزاحة الستار عن التمثال في 1886
وهكذا، توفرت الأموال اللازمة، وقام المعماري الأميريكي ريتشارد موريس هنت Richard Morris Hunt بتصميم القاعدة وانتهى منها في أغسطس من العام 1885 ليتم وضع حجر الأساس في الخامس من نفس الشهر.
وبعدها بعام اكتملت أعمال بنائها في 22 إبريل 1886 أما عن الهيكل الإنشائي، فكان يعمل عليه المهندس الفرنسي يوجيني لو دوك Eugène Viollet-le-Duc لكنه توفي قبل الانتهاء من التصميم، فتم تكليف غوستاف إيفلGustave Eiffel ليقوم بإكمال ذلك العمل.
وبالفعل قام إيفل بتصميم الهيكل المعدني بحيث يتكون من إطار رئيسي للتمثال يتم تثبيته في إطار ثاني في القاعدة لضمان ثبات التمثال.
شحن وتركيب التمثال
وصل التمثال المهاجر عبر المحيط الأطلسي إلى وجهته الأخيرة في 28 أكتوبر 1886 واستقر في جزيرة ليبرتي في نيويورك على قاعدة برونزية لكن هل تعلم أن باريس لديها أيضًا تمثال الحرية؟
في الواقع تملك باريس خمس نسخ تمثال الحرية.
يتم الاحتفاظ بنموذج المجسم الأصلي الذي ابتكره أوغست بارتولودي في متحف الفنون والحرف في باريس، وفي حدائق هذا المتحف نفسه، توجد نسخة مصغرة من البرونز تحيي الزوار عند مدخل متحف المتحف.
في باريس تم تثبيت نسخة من التمثال في نهاية جزيرة البجع في وسط نهر السن بمقابل برج إيفل الذي يعتبر هوية العاصمة الفرنسية.