-
حوار مع "عشتار للهجرة واللجوء"...كيف يسعى اللاجئون لنشر المعرفة بين أقرانهم؟
-
أردنا أن نخلق الوعي عند المتابع بقوانين الهجرة والقرارات المتخذة، حيث وجدنا ضعفاً كبيراً في عدم معرفة اللاجئين بأبسط القوانين
المهاجرون الآن – خاص
مع توافد أعداد كبيرة من المهاجرين، من المهاجرين غير الشرعيين من دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، إلى دول الاتحاد الأوروبي على العموم، باتت قضية اللاجئين والمهاجرين، قصة يومية متداولة، تحتاج إلى متابعة يومية.
مُتابعة دفعت كثيراً من الناشطين من أوساط هؤلاء المهاجرين أنفسهم، إلى إنشاء وسائل إعلامية ووسائط إعلانية تساعدهم على تدارك المخاطر والعقبات التي صادفتهم خلال رحلات العبور غير الشرعية، أو حتى متابعة الأخبار المرتبطة بالمهاجرين واللاجئين بعد وصولهم إلى مقاصدهم النهائية في دول اللجوء.
حيث أنشئت لأجل ذلك، عشرات وربما المئات من المساحات على مختلف منصات التواصل الاجتماعي، ومنها صفحة على منصة الفيسبوك، تحت مسمى "عشتار للهجرة واللجوء"، تُعنى بنقل أخبار اللاجئين، حيث كان لمنصة "المهاجرون الآن"، لقاء مع أحد المسؤولين عنها، أجاب خلالها على جملة استفسارات.
من البداية
وحول تأسيس الصفحة وأهدافها، قال المسؤول لمنصة "المهاجرون الآن" والذي فضل عدم الإفصاح عن اسمه: "تأسست الصفحة في عام 2014، ونشأت الفكرة بسبب غرق قوارب اللاجئين في البحر الأبيض المتوسط وبحر إيجة، وشاهدنا بوقتها أن الأخبار في المنصات العربية على فيس بوك، تنقل من طرف واحد وأخبار شحيحة".
وتابع: "لذلك بدأت فكرة الصفحة بنقل ما يتداول من أخبار في الصحافة الأوروبية والغربية، خصوصاً بعد أن بدأت أزمة اللاجئين، حيث أصبحت الأخبار والقرارات الأوروبية متسارعة، وكالعادة يكون الإعلام العربي متأخراً جداً في نقل ما يدور من قرارات واقتراحات حول اللجوء، وكذلك تكون الأخبار شحيحة لا تغطي الأزمة بالشكل المطلوب".
وأردف: "وأيضاً أردنا أن نخلق الوعي عند المتابع بقوانين الهجرة والقرارات المتخذة، حيث وجدنا أن هناك ضعفاً كبيراً في عدم معرفة اللاجئين بأبسط القوانين، مثل بصمة دبلن وكيفية تقديم طلب اللجوء".
ونوّه: "ساعدنا في هذا المجال تأسيس المتطوعين الأوروبيين والمحامين والمنظمات الأوروبية غير الحكومية، في نشر مثل تلك المواضيع على صفحات الفيس بوك، فقمنا بمشاركة منشوراتهم، وأيضاً أردنا خلق الوعي عن حالات الخطورة والوفيات التي تحصل في الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي، سواء في الطرق البحرية والبرية، أو الانتهاكات التي تحصل مع اللاجئين حيث للأسف يستغل هؤلاء السماسرة بشكل لا أخلاقي وبلا رحمة حاجة الأفراد إلى البحث عن مستقبل أفضل، ويضعونهم في مواقف خطرة على الحدود، والبعض لقي حتفه للأسف والبعض ما يزال مفقوداً".
واستطرد: "حيث ينشر هؤلاء السماسرة من تجار البشر أن الطريق آمن، ويتفاجئ اللاجئ بالصعوبة في عبور الحدود، بل أن البعض يُزج بهم في قوارب والبحر مضطرباً وهائجاً، بحجة أن الخفر الأوروبي لن يصدهم، ولم يسمع الكثير من اللاجئين عن الوفيات التي حصلت".
وحيال آليات عمل الصفحة، أوضح المصدر: "بالنسبة لتوزيع أدوار العمل بين المسؤولين، أي معلومة مهمة ومفيدة، يتم مشاركتها مع شرط أساسي وهو ذكر مصدر الخبر نهاية المنشور، فيما كنا سابقاً نقوم بتوزيع الوقت، مثلاً يشترط عندما ينشر منشور جديد، يكون قد مضى على الأقل ساعة كاملة على نشر المنشور السابق، لكننا تخلينا عن هذه الآلية منذ سنوات، وبات ممكناً الآن أن ينشر منشور جديد، وينشر منشور آخر بفارق لا يتعدى الدقائق القليلة".
وبخصوص جنسية المسؤولين عن الصفحة، كشف المصد: "ليست محددة، عراقيون، سوريون، ألمان، وأحياناً يقوم بعض أعضاء المُنظمات الأوروبية بتنبيهنا إلى أخبار وقرارات جديدة هامة، كي نقوم بنشرها، كي لا ننسى دورهم المهم والمتفضل علينا".
دول اللجوء وأيها الأفضل للمهاجرين
وفي استفسار آخر لـ المهاجرون الآن، حول أي الدول الأوروبية أفضل للاجئين، بيّن المصدر: "وضع اللجوء اليوم أصبح أكثر تعقيداً مما كان عليه قبل ثمانية أو تسع سنوات".
وسرد: "يظهر اليوم تصاعد اليمين المتطرف في أوروبا وتأثيره على سياسات اللجوء في العديد من الدول، مما يسبب تغيراً في الأفق السياسي والإنساني ويشكل تحدياً كبيراً للقيم الإنسانية".
وأشار: "تتسبب هذه الظاهرة في تشديد القوانين والسياسات المتعلقة باللجوء في عدد من الدول الأوروبية، مما يجعل من الصعب على اللاجئين العثور على مأوى آمن، بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يتسبب هذا التصاعد في زيادة حالات التمييز والعنف ضد اللاجئين والمهاجرين، مما يضعهم في موقف مأساوي".
ولفت: "نرى حالات العنف التي ترتكب ضد طالبي اللجوء على الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي، على سبيل المثال، الحدود اليونانية التركية، والحدود البلغارية التركية، والحدود الكرواتية البوسنية، والحدود البولندية البيلاروسية، مثلاً في الحدود اليونانية، تعرضت أعداد كبيرة من اللاجئين إلى الضرب وسرقة مُمتلكاتهم وأموالهم وهواتفهم وملابسهم ودفعهم عُراة، ورميهم في الأنهار الحدودية أو وضعهم في طوافات في البحر".
مساعي الدول الأوروبية لوقف الهجرة غير الشرعية
وفيما إن كانت تلك الإجراءات قد تنفع في وقف تدفق قوافل المهاجرين غير الشرعيين، قال المصدر لـ المهاجرون الآن: "تتوقف فعالية مساعي الدول الأوروبية لوقف الهجرة غير الشرعية على العديد من العوامل والتحديات".
وأكمل: "القضية مُعقدة وتشمل عوامل اقتصادية وسياسية واجتماعية، ومن ثم فإن النجاح ليس أمرا سهلاً، فبناء الأسيجة الحدودية والتشدد الحدودي لا يجدي نفعاً في تقليل تدفقات اللاجئين، طالما يتفشى الفقر والنزاعات والصراعات والفساد وعدم المساواة في بلدان المنشأ".
وأفصح: "يمكن أن تستمر الهجرة غير الشرعية بغض النظر عن وجود العقبات الحدودية، إذا استمرت الظروف الاقتصادية الصعبة أو النزاعات في بلدان المنشأ، بالإضافة إلى ذلك، تشدد الحدود قد يزيد من آلام اللاجئين والمهاجرين ويؤدي إلى تعرضهم للتمييز والعنف، وبالتالي، يعتبر العديد من الخبراء أنه يجب التفكير في حلول أكثر شمولاً وفعالية للتعامل مع قضايا الهجرة غير الشرعية، بما في ذلك توفير مسارات هجرة شرعية آمنة ومعالجة جذور المشكلة في بلدان المنشأ".
الرسالة الأخيرة
وقال المصدر: "رسالتي للقراء والمتابعين، لا يمكن منع حقكم في طلب اللجوء في بلدان أخرى، طالما أنكم تعيشون في بلدانكم مُضطهدين، لكن ينبغي التعاطف والتفهم، حاولوا دائماُ تعزيز التعاطف والتفهم تجاه الأشخاص الذين يتعرضون للأزمات والظروف القاسية التي تدفعهم إلى مُغادرة بلدانهم بحثاً عن حياة أفضل".
وطالب بالتوعية، فذكر: "اطلعوا على المعلومات والحقائق حول قضايا اللجوء والهجرة من مصادر موثوقة، لأن فهم أسباب الهجرة والتحديات التي تواجهها الأفراد يمكن أن تساعد في تقديم الدعم اللازم".
كما دعاهم إلى العمل التطوعي، فأشار: "إذا كنتم قادرين، فالمُشاركة في أعمال تطوعية مع منظمات تقدم الدعم للمهاجرين واللاجئين، يمكن أن يكون لها تأثير إيجابي، وقدموا الدعم للسياسات والبرامج التي تعزز حقوق الإنسان وتوفر حماية للمهاجرين واللاجئين وتسعى إلى تحسين ظروفهم، وابحثوا عن القصص الإيجابية حول النجاح والتحديات التي تم التغلب عليها بواسطة الأفراد الذين هاجروا، فهذه القصص يمكن أن تكون ملهمة وتذكيراً بقوة الإرادة البشرية".
وختم حديثه لـ المهاجرون الآن بالقول: "في النهاية، يجب علينا جميعاً أن نتذكر أن اللجوء والهجرة هما قضيتان إنسانيتان، والتعاطف والتفهم والتعاون الدولي هما السبيل نحو التعامل معهما بشكل فعال وإنساني".
قد تحب أيضاe
الأكثر قراءة
النشرة الإخبارية
اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!