-
عماد ماردنلي: ممثل ألماني لبناني: يصوروننا بشكل خاطئ...نحن ناجحون
-
التمثيل كان حلماً بعيد المنال عني في ألمانيا...سأنتقل من الهواية إلى الاحتراف
المهاجرون الآن – خاص
عندما كان في سن الثالثة من عمره، وتحديداً في العام 1976، توجه الطفل عماد ماردنلي مع عائلته من لبنان بسبب الحرب الأهلية إلى ألمانيا، واستقر هناك، وبدأ بمساعيه للتأقلم وأسرته على الحياة الجديدة.
واصل عماد حياته من جديد، إلى أن أضحى شاباً يعتمد على نفسه، وأسس شركة أمنية خاصة، كانت مفتاحه إل عالم الفن، حيث شغفه الأول، وبدأ الممثل الألماني من أصول لبنانية، عماد ماردنلي، البالغ اليوم من العمر (45 عاما)، بالتمثيل في العديد من المسلسلات التي عرضت على القنوات الألمانية أو شبكة نيتفليكس.
واستطاع ماردنلي الحصول على دوره الأول في أحد الأعمال بصفته حارس أمن، لتصبح بدايةً لمسيرته الفنية، التي تقوم على موهبته أساساً، ومنها مسلسل "Dogs Of Berlin"، كأحد أبرز الأعمال التي شارك فيها مؤخراً.
التمثيل حلم بعيد
منصة المهاجرون الآن، كان لها فرصة اللقاء مع الممثل الألماني من أصول لبنانية، الحوار عن بداياته، وخطواته اللاحقة في عالم الفن والأعمال.
يقول ماردنلي عن رحلة اللجوء إلى ألمانيا: "هربنا من لبنان عام 1976، بسبب الحرب الأهلية، والشيء الجميل هو أنه في ألمانيا، يحق لكل شخص الحصول على التعليم، بغض النظر عن المكان الذي جاء منه، لكن في ذلك الوقت، كان الأمر أكثر صعوبة، إذ كنا من أوائل العرب الذين فروا إلى ألمانيا".
ويتابع: "لذلك لم يكن هناك من يستطيع مساعدتنا في اللغة أو الترجمة، وفي الفصل الدراسي أيضاً، كنت العربي الوحيد، وبالتالي كنت أواجه مشاكل كبيرة في تعلم اللغة، أما اليوم، فقد أصبح الأمر أسهل بكثير، حيث يوجد الكثير من الدعم، مثل المترجمين الفوريين أو غيرهم من العرب، الذين يتحدثون اللغة الألمانية بالفعل ويمكنهم المساعدة".
وحول التمثيل، قال عماد لـ المهاجرون الآن: "كان التمثيل أحد هواياتي الكبيرة، عندما كنت صغيراً، لكن لسوء الحظ لم أستطع أن أمارسها في ألمانيا، ومع ذلك، لم يكن هناك أي ممثلين من أصول مًهاجرة في ألمانيا، يمكن أن أتعاطى معهم، على عكس أمريكا حيث على سبيل المثال، لعب سيلفستر ستالون أو أرنولد شوارزنيجر أو تشاتشي تشان أو بروس لي، أدواراً تمثيلية، لذلك ظل التمثيل في البداية مجرد حلم بدى بعيد المنال بالنسبة لي في ألمانيا".
هواية أم احتراف؟
ولدى استفسار المهاجرون الآن من عماد، إن كان التمثيل لا يزال هواية بالنسبة له، أم تحوّل إلى احتراف، أجاب بالقول: "هذا ممكن، لكنه لا يزال صعباً للغاية في الوقت الحالي، حيث تدفع شركة الأمن فاتورتي، والتمثيل هو شغفي، وآمل أن أتمكن من العيش منه في المستقبل، لا يوجد شيء أجمل من أن تتمكن من تحويل هوايتك إلى وظيفة".
وأردف: "لا يزال هناك عدد قليل جداً من الجهات الفاعلة الرائدة ذات الخلفية المًهاجرة في ألمانيا، ويختلف الوضع في فرنسا أو السويد أو إنجلترا، حيث أن ما يصل إلى 80% من الممثلين في الأفلام لديهم، له خلفية مُهاجرة، أما في ألمانيا، فتبلغ النسبة 5-10% فقط".
وأكمل: "أن مقدمي خدمات البث المباشر يسهمون في تغيير كبير لهذا المشهد، لأنهم يعلقون أهمية كبيرة على التنوع وتعدد الثقافات، لذلك لدي أمل كبير في أن أتمكن قريباً من كسب عيشي من التمثيل وإغلاق شركتي الأمنية"، مُستكملاً: "أنا متزوج ولدي ثلاثة أطفال، لذا لدي مسؤولية كبيرة، لكن شغفي الكبير هو التمثيل، وبمجرد أن أتمكن من كسب عيشي من التمثيل، سأكرس نفسي بنسبة 100% لذلك العمل".
ولم يستبعد عماد أن يتوجه إلى لبنان، في حال عرضت عليه أدوار تمثيلية، فقال لـ المهاجرون الآن: "بالطبع أحب التصوير في لبنان، أو أي دولة عربية أخرى إذا حصلت على الفرصة".
رسالة من خلال الفن
وحيال رسالته الفنية التي يسعى إلى إيصالها، قال عماد لـ المهاجرون الآن: "في الأخبار الألمانية، كثيراً ما يتم تصويرنا نحن العرب بشكل خاطئ، غالباً على أننا إرهابيون أو بائعو مخدرات أو بلطجية أو قوادون، أريد أن أظهر للناس أن ذلك ليس صحيحاً، وأن هناك منا أيضاً فنانون أو ضباط شرطة أو أطباء أو رجال أعمال"، مُردفاً: "من المهم أن تؤمن بأحلامك وتعيشها، بغض النظر عما يقوله أو يفكر فيه الآخرون".
وتوجه عماد بنصيحة للمهاجرين الجدد في ألمانيا، فقال: "من المهم أن تقاتل من أجل أهدافك، ولا تعتمد على شخص يطرق الباب ويمنحك الفرصة، عليك أن تفعل ذلك بنفسك، وأن تبدأ من جديد كل يوم وتقاتل من أجل ذلك، وهذا يتطلب الانضباط والاجتهاد، والأهم من ذلك، الصبر"، مستطرداً: "لا تستسلم فوراً إذا لم ينجح الأمر على الفور".
أما بخصوص الخطط المستقبلية لأعماله الفنية، فقد أوضح عماد لـ المهاجرون الآن: "في المستقبل، أرغب في التصوير على المستوى الدولي أكثر، على سبيل المثال، لبنان، فرنسا، إنجلترا، وتمثلني الآن وكالة تمثيل جديدة، وهي Crawford Talents، التي تتمتع بمكانة جيدة جداً على المستوى الدولي، لذلك أنا واثق جداً من أنني سأتمكن من الاقتراب من حلمي بشكل أسرع، لقضاء المزيد من الوقت مع شغفي بالتمثيل".
قد تحب أيضاe
الأكثر قراءة
النشرة الإخبارية
اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!