-
عندما يدمن الإنسان السموم.... تأثير النيكوتين على الصحة
-
تُعد منتجات التبغ مسؤولة عن أكثر من 8 ملايين حالة وفاة كل عام
متابعات
تعتبر منتجات التبغ سبباً رئيسياً في أكثر من 8 ملايين حالة وفاة سنوياً، حيث تسهم بشكل كبير في الوفيات الناتجة عن أمراض القلب والأوعية الدموية بنسبة واحدة من كل 6 حالات وفاة. وعلى الرغم من الوعي المتزايد بأخطار التدخين، إلا أن النيكوتين، العنصر الرئيسي المسبب للإدمان، لم يحظ بنفس مستوى الانتباه.
أظهرت الأبحاث أن النيكوتين يسبب الإدمان بشكل مشابه للهيروين والكوكايين، مما يسهم في استمرار استهلاك منتجات التبغ والنيكوتين. يبقى النيكوتين مسببًا للإدمان ويعرض المستخدمين لمواد سامة إضافية.
وحتى عام 2023، تظل منتجات التبغ والنيكوتين تحتاج إلى تنظيم أفضل، حيث يسعى الصناعيون إلى تفادي القوانين من خلال إطلاق منتجات جديدة. هذا يشمل استخدام النيكوتين الاصطناعي. ارتفعت شعبية منتجات النيكوتين الترفيهية الجديدة، مما أثار مخاوف صحية وسلامة.
ردًا على الادعاءات المضللة، أصدر الاتحاد العالمي للقلب (WHF) في 15 نوفمبر 2023، موجزًا حول "النيكوتين وصحة القلب والأوعية الدموية: عندما يصبح السم مسببًا للإدمان". يسلط الموجز الضوء على أحدث الأدلة حول تأثير النيكوتين على صحة القلب، وذلك بحسب د.عبد الحفيظ يحيى خوجة في مقال له على صحيفة الشرق الأوسط.
تقرير القلب العالمي: النيكوتين وتأثيره على الصحة القلبية
تظل أمراض القلب والأوعية الدموية سببًا رئيسيًا للوفيات عالميًا، حيث أودت بحياة أكثر من 20.5 مليون شخص في 2021، وفقًا لتقرير القلب العالمي (أكتوبر 2023). يشير التقرير إلى أن تعاطي التبغ يشكل عامل خطر رئيسي للإصابة بأمراض ووفيات القلب والأوعية الدموية، ويسهم بنسبة 17% في جميع وفيات هذه الأمراض، بما في ذلك 1.68 مليون حالة وفاة بسبب مرض نقص تروية القلب.
معادلين للوقت الحالي، يزعم منتجو منتجات التبغ والنيكوتين أن النيكوتين غير ضار مثل الكافيين، وأن الأمراض المرتبطة بتعاطي التبغ تعود إلى الدخان والقطران، لا إلى النيكوتين. ورغم ذلك، هناك أدلة علمية تظهر التأثيرات الضارة للنيكوتين على الجهاز التنفسي، والقلب، والأوعية الدموية، والسرطان، ونضج الدماغ.
تسلط الوثائق العلمية الضوء على تداول التبغ، بما في ذلك المنتجات غير المحترقة مثل أنظمة توصيل النيكوتين الإلكترونية (ENDS) ومنتجات التبغ الساخنة (HTPs)، وتثير المخاوف بشأن صحتها وسلامتها.
تتوفر منتجات تحتوي على النيكوتين بتشكيلة واسعة على مستوى العالم، وقد انتشر تعاطي التبغ غير القابل للتدخين بشكل كبير منذ عام 2020. رغم أن "ENDS" و"HTPs" تُظهر تركيزات أقل من بعض المواد السامة في دخان السجائر، إلا أن هناك أدلة تزيد على ارتباطها بزيادة خطر الأمراض القلبية والأوعية الدموية.
التأثيرات الصحية للنيكوتين
يُظهر النيكوتين تأثيراته الضارة على القلب والأوعية الدموية عبر تحفيز مستقبلات الأسيتيل كولين النيكوتينية، مما يؤدي إلى إطلاق كاتيكولامين وتحفيز الجهاز السيمباثاوي. هذا يتسبب في ارتفاع ضربات القلب، وتوتر الأوعية الدموية، وتضيق الأوعية التاجية، وانقباض عضلة القلب. بالإضافة إلى ذلك، يتسبب التدخين في إصابة بطانة الشرايين، مما يزيد من تراكم الكوليسترول ويؤدي إلى تصلب الشرايين والجلطات القلبية.
توصيات الاتحاد العالمي للقلب
يوصي الاتحاد العالمي للقلب باعتماد الإجراءات والتدابير والسياسات التالية لمكافحة التبغ:
بالنسبة للعامة والمجتمع المدني ومجتمع الرعاية الصحية:
- يجب على جميع الأشخاص، وخصوصاً أولئك الذين يعانون من عوامل الخطر أو أمراض القلب والأوعية الدموية، الامتناع عن استخدام التبغ ومنتجات النيكوتين غير الطبية، لوقايتهم من أحداث القلب والأوعية الدموية، ولمنع إدمان النيكوتين وزيادة مخاطر الأضرار الصحية.
- يجب على المعلمين وقادة المجتمع رفع الوعي العام؛ خصوصاً من خلال الأنشطة التعليمية المخصصة لفئات معينة من السكان (المراهقين والشباب والنساء) للوقاية من إدمان النيكوتين والحد منه، وتقليل عدد المدخنات الحوامل.
- يجب على جميع مقدمي الرعاية الصحية التوصية بشكل منهجي بالإقلاع عن التبغ، وتوفير خدمات الإقلاع عن التبغ، أو الإحالات للمرضى كمعيار للرعاية، لتقليل مخاطر الإصابة بالأمراض المرتبطة بالتبغ ومضاعفاتها السريرية، والحد من العبء الاجتماعي والاقتصادي للمرض المرتبط بالتبغ.
بالنسبة لمجتمع البحث العلمي
- يجب على الباحثين دراسة التأثيرات طويلة المدى لمنتجات أنظمة توصيل النيكوتين الإلكترونية (ENDS) ومنتجات التبغ الساخنة (HTPs) وغيرها من منتجات النيكوتين الترفيهية الجديدة على صحة القلب والأوعية الدموية.
- مواصلة استكشاف دوافع التفاوت في استخدام منتجات النيكوتين والتبغ على مستوى العالم، وداخل المجتمعات الضعيفة أو المهمشة في بلد ما.
- يجب على جميع الباحثين والمؤسسات الأكاديمية والمجلات الطبية والعلمية رفض تعاون صناعة التبغ، والامتناع عن نشر و/ أو تقديم الدراسات الممولة من صناعة التبغ.
بالنسبة للحكومات
- حظر أو تقييد إنتاج وتوزيع وتسويق وبيع واستخدام التبغ ومنتجات النيكوتين الترفيهية.
- تعزيز الضرائب على التبغ ومنتجات النيكوتين غير الطبية.
- المطالبة بتغليف موحد مع تحذيرات صحية مصورة، ووضع العلامات المناسبة على منتجات التبغ والنيكوتين، لتنفيذ وتعزيز قرارات اتفاقية منظمة الصحة العالمية الإطارية بشأن مكافحة التبغ (WHO FCTC).
- منع إضافة المنكهات لمنتجات التبغ والنيكوتين الترفيهية.
- حظر ومراقبة كافة أشكال الإعلان والترويج والرعاية المباشرة وغير المباشرة للتبغ ومنتجات النيكوتين الترفيهية.
- حظر ومراقبة نشر الادعاءات المضللة، حول الآثار الصحية للتبغ ومنتجات النيكوتين الترفيهية.