-
ماهي الصعوبات التي يواجهها اللاجئون في فرنسا للحصول على عمل؟
-
يبقى العمل هو المؤشر الأفضل لمستوى الحياة التي يعيشها أو يطمح لها الإنسان، فكلما ارتفع مستوى العمل ارتفع مستوى المعيشة والعكس بالعكس
المهاجرون الآن- خاص
يواجه اللاجئون والمهاجرون في فرنسا العديد من المعوقات التي تمنعهم من الدخول في سوق العمل عبر المهن التي يحبونها، أو حتى تقف حائلاً دون الحصول على التدريب المهني الذي لا يمكنهم الحصول على الوظيفة إلا بعد أن يجروا هذا التدريب.
المهاجرون الآن أجرت استطلاع على مجموعة منتدى السوريين في فرنسا في منصة الفيسبوك، ويضم الألاف من الواصلين الجديد من جنسيات متعددة، والتقت مع بعض الأعضاء فيه.
لعنةٌ تطارد السوريين
سُليمى علي كانت إحدى أوائل الخريجات في جامعة دمشق بكلية الاقتصاد، وبعد وصولها لفرنسا عام 2016 بدأت تعلم اللغة ودخلت دراسات عليا في اختصاص التحليل المالي، وفي هذه الدراسات ورغم أن علاماتها عالية إلا أنها لم تستطع أن تحصل تدريباً مهنياً (ستاج) كي تستطيع التخرج من الماستر والبدء بالعمل، تقول في تصريح لموقع المهاجرون الآن " إن كل زملائي في الدفعة وجدوا ستاج إلا أنا، ورغم تواصلي مع العديد من الدكاترة، الذين ساعدوا غيري ووعدوا بمساعدتي، إلا أنهم بعد إجراء كل الخطوات اللازمة كانوا يعتذرون مني. بعضهم همس لي أن الطلاب القادمين من بلاد فيها حروب و" إرهاب" لا تقبل البنوك والشركات المالية تدريبهم، فضلاً عن توظيفهم، وهذا ما جعل معاناتي تتفاقم، وجعلني أعيد السنة الثانية من الماستر، رغم كوني طالبة مجدّة ويشهد أساتذتي بذلك، ونجحت في جميع المواد"
سُليمى في حديثها لموقعنا قالت "إن سوريا ذات العشرة آلاف سنة من الحضارة باتت وكأن سمها لعنة تطارد السوريين حتى في خروجهم منها ولجوئهم لأوروبا".
الانخراط مباشرة في سوق العمل
حالة سُليمى تختلف عن تجربة يعرب الدالي، الذي لجأ إلى فرنسا من سوريا قبل نحو ثلاث سنوات، واستطاع مباشرة الانخراط في سوق العمل، كونه في مدينة يتواجد فيها الكثير من المنظمات التي تساعد اللاجئين على إيجاد عمل، يقول يعرب في حديثه لمنصة " المهاجرون الآن" إنه وجد مباشرة عملاً في مجال "اللوجستيك" كمسؤول نقطة تصدير بضاعة بشركة تبيع الأحذية في فرنسا وأوروبا، عقب إجرائه تدريباً بالتعاون بين منظمة العمل (la pole emploi) والشركة هي التي طلبت تدريب عشرة لاجئين، " أثناء التدريب كنا نعرف أنه سيتم توظيفنا بعقود دائمة أو مؤقتة في أسوأ الأحوال، وأنا اخترت عقد عمل مؤقت، كوني أعاني من مشاكل صحية، لذلك بعد انتهاء العقد المؤقت (تسعة اشهر) لم أجدده، وبدأت تدريباً مهنياً في مجال المعلوماتية".
يعرب يقول إن أهم مايميز العمل في فرنسا مقارنة بسوريا هو أن الترقيات الإدارية تتم بناءً على جهد الموظف وليس حسب " الواسطة" وعلاقاته مع الإدارة.
العمل في مهن دون الطموح!
اللاجئون والمهاجرون الذي قدموا إلى فرنسا وهم يحملون شهادات جامعية وخبرات في مجال عملهم واختصاصهم هم اكثر من يجد صعوبة في الحصول على وظيفة في ذات الاختصاص، حتى وإن كانوا مجدين وتعلموا اللغة ونجحوا في التدريب المهني، فأغلب أرباب العمل يفضلون خريجي فرنسا، والذين يفهمون اللغة الفرنسية بشكل كامل، ما يضطر الكثير من هؤلاء الخريجين بعد عدة محاولات لتغيير مهنتهم، والعمل في مهنة دون طموحهم، ففي فرنسا الآن حاجة كبيرة لليد العاملة في مجال الخدمات، كالتنظيف والبناء والمطاعم وغيرها.
طارق إمام وهو سوداني قدم إلى فرنسا قبل 13 عاماً، ودرس في الجامعات الفرنسية، يعمل كرئيس لقسم صيانة في إحدى الشركات، يقول إن فرص العمل في فرنسا تختلف من منطقة لأخرى، بل حتى المعاملة كذلك الأمر، موضحاً أنه اختار باريس كونها مدينة مختلطة " الفريق الذي أعمل فيه تسعة اشخاص، كلهم غير فرنسيي الأصل".
قانون غير مكتوب
محمد سبسبي، سوري وصل إلى فرنسا منذ ثلاث سنوات، كان يعمل في مجال إدارة المشاريع التنموية، يقول إنه لم يصل إلى الآن إلى ما يريد،" مسار الاندماج المهني في فرنسا معقد وغير واضح، ومؤسسات التشغيل مترهلة وبيروقراطية وبطيئة الحركة، ومن الصعب على لاجئ جديد العثور على مسار مهني جديد، وبشكل خاص حملة الشهادات الجامعية وأصحاب المهن الفكرية".
سبسبي يقول إنه لاحظ أن العمال وأصحاب المهن اليدوية أقدر على الوصول إلى فرص العمل بشكل أسرع، "يبدو أن هناك قانوناً غير مكتوب في فرنسا أو عرف في مجال الأعمال.. وهو توجيه اللاجئين للعمل في المهن الجسدية او التي تتطلب جهد بدني وإبعادهم عن الاعمال التي تتطلب جهد عقلي.. فمن يريد العمل في البناء بإمكانه العثور عليه فورا، وكذلك الأمر بالنسبة للعمل في مجال التنظيف واعمال الاكساء والكهرباء وغيرها".
تبقى فرصة العمل الجيدة هي الهدف الذي يسعى الجميع وراءه، فمنهم من يحالفه الحظ والتوفيق والظروف في ذلك، ومنهم يقف كل ما سبق عائقاً أمامه، ليبقى معتاشاً على المساعدات التي تقدمها الدولة الفرنسية للعاطلين عن العمل، وهي بطبيعة الحال مساعدات لا تكاد تسد الرمق، خصوصاً في ظل التضخم وما رافقه من ارتفاع جنوني للأسعار عقب الغزو الروسي لأوكرانيا منذ نحو سنة ونصف
قد تحب أيضاe
تصويت / تصويت
هل العنصرية ضد المهاجرين ممنهجة أم حالات لاتعبر عن المجتمعات الجديدة؟
الأكثر قراءة
النشرة الإخبارية
اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!