-
مصور صحفي سوري ضحية عصابة نصب في تركيا: جنى العمر 33 ألف دولار.. تعرف إلى قصته
-
يعاني اللاجئون السوريون في تركيا من مخاوف شتى.. عنصرية بازدياد.. تضييق.. ترحيل عشوائي.. مادة لكسب الأصوات في الانتخابات.. وليس آخرها عصابات النصب والاحتيال
استانبول - خاص
كثر في الآونة الأخيرة الحديث عن عصابات تركية تنتحل صفة مخابرات هذا البلد، لتصب جام نصبها واحتيالها على الحلقة الأضعف في تركيا، ألا وهم اللاجئون السوريون.
أيهم عبد الرزاق.. مصور صحفي تلفزيوني يعمل في مدينة إسطنبول، لصالح تلفزيون سوريا، كان وعائلته ضحية واحدة من هذه العصابات المنظمة، التي تقترب بطريقة عملها من عمل المافيا.
الابنة "سجى"
في إفادته لموقع "المهاجرون الآن" يقول أيهم إنه في يوم الاثنين 24/4 تم الاتصال على زوجته من قبل جماعة تقول إنها المخابرات التركية العامة، وبدأت تسأل عن ابنته "سجى" ذات التسعة أعوام، وهنا أُسقط في يد الزوجة، كون ابنتها في المدرسة، فخشيت أن يكون قد وقع لها سوء، إلا أن العصابة قد قالت إنها وجدت " الكمليك" بطاقة الحماية المؤقتة الخاصة بسجى بحوزة جماعة إرهابية، ومن رقم بطاقة سجى استطاعت العصابة الدخول إلى أرقام كل العائلة، المكونة من خمسة أشخاص.. وتم التأكد مع العائلة من صحة هذه الأرقام.
جماعة إرهابية
المصور الصحفي أيهم عبد الرزاق يضيف أن العصابة قد قالت لهم إنهم قد ألقوا القبض على الجماعة الإرهابية " المزعومة" ووجدوا بحوزتها أموالاً وذهباً ومخدرات، والعصابة ما اتصلوا على عائلة عبد الرزاق إلا ليعرفوا إن كان لهم ارتباط بهذه الجماعة الإرهابية ام لا، عبر التعرف على الأموال التي في حوزة العائلة والذهب، والتسلسل الرقمي للدولارات، ونوع الذهب ومقارنته بما لدى الجماعة الإرهابية، لذلك طُلب من العائلة تصوير كل ما لديها من مصاغ ذهبي ودولارات وإرساله للعصابة عبر برنامج الواتس آب.
المخابرات وأجواؤها
وعندما لم تعد العائلة تفهم ما يُقال، كونها سورية ولا تجيد اللغة التركية بشكل جيد، تم تحويلهم إلى " قسم الأجانب العرب" وبالفعل كان هناك عربي يكلمهم، في محاولة من العصابة لزيادة الضغط والتأثير، عبر إضافة طقوس الأجواء الاستخباراتية.
أيهم عبد الرزاق يضيف أن العصابة بعد ذلك أضافته للمحادثة التي كانوا يجرونها مع زوجته، إذ هددتهم العصابة أنه في حال كان هناك أموال ومصاغ ذهبية أخرى، فسيكون هناك عقوبات شديدة عليهم، كالسجن حتى سبع سنين، وبعد ذلك هكرت العصابة جهاز عبد الرزاق وجهاز زوجته لمدة نصف ساعة، وقالوا بعدها إنه تبين لهم أن هذه العائلة لا علاقة لها بالجماعة الإرهابية، ولكنهم يجب أن يفتشوا المنزل للتأكد، هنا رفض عبد الرزاق، قائلاً إنه لا يمكن تفتيش منزل إلا بحكم محكمة.
اقتحام مسلح
العصابة طلبت منه الذهاب إلى أقرب قسم عدلي على بيته في حي صفا كوي للتأكد، طالبين منه أن يضع السماعات في أذنه وأن لا يثير بلبلة، كي يقابل القاضي الذي كانوا قد أرسلوا له صور الأموال والمصاغ، فذهب أيهم للعدلية القريبة على منزله، في أثناء غيابه تم اقتحام بيته من قبل شخص مسلح، وكان البيت مراقباً، حتى عندما اقتربت الزوجة من النافذة، هناك من أخبر هذا المسلح أن الزوجة قد اقتربت من النافذة، فأمرها بالابتعاد عنها، ليأخذ بعد ذلك هذا المسلح كل ما تم تصويره من المصاغ الذهبية التي يقد ثمنها بـ 28 ألف دولار، ونحو 5 آلاف دولار بين عملة تركية وأمريكية.
جنى العمر ودين فوقه!
الزوج الذي كان في العدلية، طلبوا منه تحويل 3 آلاف دولار لصاحب رقم الواتس آب، على أنه هو القاضي الذي سيحكم إن كان هذا المبلغ من حساب رجل داعم للجماعات الإرهابية أم لا، وبالفعل استدان أيهم هذا المبلغ وحوله من حساب صديق له على حساب القاضي "المزعوم" في بنك بركة.
في الساعة الرابعة من ذات اليوم، 24/4 طُلب من ايهم العودة إلى منزله، على أن اتصالاً سياتيه في اليوم التالي بحوالي الساعة الحادية عشر صباحاً، ليعود إلى عدلية صفا كوي ويستلم أوراقه، بل ومعها "الجنسية التركية" كونهم وجدوا أن ملف هذه العائلة نظيف.
الاستخبارات التركية تولت الأمر
في اليوم التالي انتظر ايهم عبد الرزاق الاتصال، ولكن أحداً لم يتصل به، ثم بعد اتصالات مع أصدقاء أبلغوه أنه وقع في شباك عصابة نصب واحتيال، وأن هناك العشرات غيره من السوريين الذين وقعوا ضحايا هذه العصابات، فذهب من فوره لمخفر صفاكوي.. الذي بدوره أحاله مباشرة للمخابرات التركية التي جاءت للمخفر على الفور وأخذت إفادته.. في يوم الخميس 27-4 تم إلقاء القبض على العصابة، وفي اليوم التالي اتصلت المخابرات التركية بأيهم، ودعته للقدوم إليها رفقه زوجته، حيث تم اعتقال الشخص الذي اقتحم المنزل، وتم التعرف على عصابته، عبر كميرات المراقبة في الحي.
اعتراف وعدمه
وبالفعل اعترف الشخص الذي تم تحويل الـ 3 آلاف دولار إلى حسابه بالمبلغ، ولكن الرجل المسلح الذي اقتحم المنزل، لم يعترف إلى الآن بالمسروقات من المصاغ والأموال والتي تبلغ قيمتها نحو 33 الف دولار، وهي "جنى شقاء العمر"، كما يُقال، وأيهم عبد الرزاق يبلغ من العمر 45 سنة، وهو قد صور وساهم في تصوير العديد من المسلسلات التلفزيونية والأفلام الوثائقية في سوريا والعديد من البلدان العربية والأجنبية، بل وتعرض للسجن في بداية الثورة السورية عام، كونه رفض أن يخرج للتصوير برفقة مخابرات النظام السوري وشبيحته.
تكليف محامٍ!
الغريب هو أن المخابرات التركية أبلغت أيهم أن ينتظر حتى يعترف السارق بالأموال، لينظروا كيف سيحلون مشكلته ويعيدون له الأموال! إذا اعترف. الاستخبارات التركية طلبت كذلك من عبد الرزاق أن يضع محامياً، رغم أنه قد تمت سرقة كل مايملك، بل حتى استدان المبلغ الذي ارسله للقاضي المزعوم!
30 حالة احتيال أخرى
مصادر صحفية قالت إن هناك ثلاثين عائلة سورية قد تعرضت لما تعرضت له عائلة أيهم عبد الرزاق، ومنهم الصحفي نزهت شاهين، الذي أوضح لـ " المهاجرون الآن" أن هذه العصابات تتكلم اللغة العربية بعدة لهجات، وفي كل مرة ينتحلون صفة، مرة مخابرات ومرة شرطة ومرة دائرة الهجرة والجنسية، ومرة للمساعدات الإغاثية أو لجوء إلى بلد أوروبي، وعندهم كل البيانات والمعلومات عن الأشخاص الذين يتصلون بهم، ما يُسهل استدراج السوريين والإيقاع بهم.
سوريين لاجئين.. يعيشون مسكونين بهواجس شتى من الخوف، سواء الترحيل العشوائي، أو حتى التضييق عليهم، والعنصرية ضدهم، ناهيك عن الحملات الانتخابية الحالية، والتي تضع السوريين وقوداً لها، لذلك لم يكن ينقص السوريين عصابات النصب والاحتيال هذه لتزيد طين حياتهم بلة وبؤساً على بؤس، فعندهم من نوائب الدهر ما يكفيهم.
قد تحب أيضاe
تصويت / تصويت
هل العنصرية ضد المهاجرين ممنهجة أم حالات لاتعبر عن المجتمعات الجديدة؟
الأكثر قراءة
النشرة الإخبارية
اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!