-
معاناة اللاجئين السوريين في لبنان الى متى؟؟
بدأ تدفق السوريين الى لبنان طلباً للأمان بسبب الحرب التي أشتعلت في سوريا،منذُ عام 2011.
أكثر المناطق التي شهدت نزوحاً باتجاه لبنان، كانت المنطقة الوسطى مثل حمص وريفها، وجبال القلمون، والمتاخمة جميعها للحدود اللبنانية، لكن هؤلاء اللاجئين بم يتلقوا أيّة مساعدة من قبل الحكومة اللبنانية، ولم يلقَ وصول السوريون إلى لبنان بشكل مستمر ومتتالي، خلال السنوات السابقة أيّ ترحيب.
وبحسب المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤن اللاجئين، فقد وصل عدد السوريين اليوم المقيمين في لبنان ما مجموعه حوالي مليون ونصف ونسمة.
ويعيش لبنان منذ فترة طويلة أزمة اقتصادية خانقة، فالبلد الذي يتبع نمط الاقتصاد الاستهلاكي، ويعتمد على تشجيع الاستثمار وجذب رأس المال الخارجي بالأضافة لتشجيعه للأقتصاد الحر قد فقد الكثير من هذه الاستثمارات بسبب الأوضاع السياسية المتردية خلال الأعوام الماضية، وزاد الطين بلة كوفيد١٩، وانفجار مرفأ بيروت في أغسطس /آب الماضي.
ورغم تسجيل بعض نقاط النجاح عبر هذه السياسة الا أنها بقيت قاصرة عن تلبية المطلوب لذا انهارات أمام الأستحقاقات الكبيرة والخلافات السياسية، وهكذا راح اقتصاد لبنان يتهاوى حتى وصل لانهيار الليرة اللبنانية، ما جعل البلاد بحالة متهالكة اقتصادياً وسياسياً.
وبالضرورة فإن الوضع الذي سلف ذكره سيؤثر بشكل سلبي على اللبنانيين، والقاطنين في لبنان، وتحديداً اللاجئين السوريين بشكل خاص نظراً لهشاشة أوضاعهم الحياتية بكافة مجالاتها.
وخلصت دراسات الأمم المتحدة إلى أن نحو 90% من العائلات السورية اللاجئة في لبنان تعيش على حافة فقر مدقع، بسبب الانهيار الاقتصادي المتسارع منذ بداية العام الحالي، وقالت المفوضوية السامية للأمم المتحدة لشؤن اللاجئين، وبرنامج الأغذية العالمي، ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) في دراسة مشتركة أن نسبة العائلات اللاجئة السورية التي تعيش تحت خط الفقر المدقع بلغت 85% في عام 2020 مقارنة مع 55% للعام الماضي، وأكدت أن "الأنكماش الأقتصادي والتضخم الحاد وتفشي وباء كوفيد 19 وأخيراً انفجار بيروت، قد دفعت المجتمعات الضعيفة في لبنان -بمافي ذلك اللاجئون السوريون- إلى حافة الهاوية".
وشددت المفوضية أن العائلات تعيش بأقل من 308,728 ليرة لبنانية للشخص الواحد شهرياً، أي ما يعادل 205 دولار، مشيرة أن تسعة من أصل عشرة أسر سورية لاجئة في لبنان تعيش حاليا في بشكل معدم متجاوزة حدود الفقر الدنيا بمراحل.
وأما ممثلة مفوضية اللاجئين في لبنان ميراي جيرار قالت: "إن وضع اللاجئين السوريين في لبنان يتدهور منذ سنوات، غير أن نتائج الدراسة لهذا العام تشكل مؤشراً دراماتيكياً على مدى صعوبة الصمود والنجاة بالنسبة لهم".
وأضافت أن اللاجئين يواجهون اليوم "أصعب فصل شتاء لهم حتى هذا التاريخ في لبنان بموارد ضئيلة لا تكفي لكي ينعموا بالدفء والأمان".
ورغم أن مفوضية الأمم المتحدة كانت قد وضعت أولويات رئيسية لعام 2020 مثل ضمان حصول اللاجئين على حماية الاقامة القانونية المؤقتة وتوثيق المواليد وحمايتهم من الإعادة القسرية، و الحفاظ على كرامة ورفاه اللاجئين مع إعطاء الأولوية للاجئين من ذوي الاحتياجات الخاصة، و أيضا تسهيل حصول اللاجئين على حلول دائمة على شكل إعادة التوطين أو عن طريق المسارات التكميلية الى ثلاث بلدان أو عودتهم الطوعية الى الوطن بشكل آمن وكريم ، إلا أن هذه الأولويات التي وضعاتها المفوضية لم يتم انجاز غير مايعادل 10% منها.
وهكذا يبقى وضع اللاجئين السوريين في لبنان معلقاً الى أجل غير مسمى، وتبقى معاناتهم مستمرة وتسير نحو الأسوأ، إلى أن تتشكل إرادة دولية إنسانية تقرر وضع حد لمعاناتهم.