المهاجرون الآن - متابعة

تواجه إسبانيا مشكلة تضع مستقبلها على المحك، فهناك نقص في عمال البناء، ومحترفي البناء الذين يمكنهم التعامل مع الكم الهائل من العمل المتوقع في السنوات المقبلة.

ورغم أن الحل الأسرع كان منذ فترة طويلة هو توظيف المهاجرين، إلا أن هذا لا يبدو كافياً هذه المرة، حيث يرى الاتحاد الوطني للبناء أن هناك حاجة إلى ما لا يقل عن 700 ألف شخص ليكونوا قادرين على تنفيذ الأعمال المدرجة في خطة الإنعاش.

وتضيف مصادر من رابطة أصحاب العمل في مجال البناء، أن هذه الوظائف البالغ عددها 700 ألف هو رقم ناقص وأنه، على سبيل المثال، لا يأخذ في الاعتبار تجديد وبناء 200 ألف منزل وعد بها رئيس الحكومة، بيدرو سانشيز، والتي من شأنها أن تسبب زيادة الطلب الأعلى بكثير وما ينتج عن ذلك من ذروة في العمالة المتخصصة.

علاوة على ذلك، تشير هذه البيانات إلى القطاع بأكمله، والذي يتضمن وظائف متخصصة أكثر فأكثر، ولكن يمكن التركيز، على سبيل المثال، على الحاجة إلى نصف مليون عامل بناء.

ويشير ماريانو سانز ، الأمين العام لرابطة أصحاب العمل، إلى أن هذه مشكلة أوروبية وأن السبب الرئيسي لها هو شيخوخة السكان في السنوات الأخيرة وقلة المواليد.

وفي السنوات العشرين الماضية، زاد إجمالي عدد السكان بنسبة 13.4%، ومع ذلك، في الفترة نفسها، انخفض عدد السكان الذين تتراوح أعمارهم بين 16 و 24 عاماً بنسبة 10٪، حيث يوجد الآن عدد أقل من الشباب بمقدار 490 ألف شخص مقارنة بعام 2008.

وتتفاقم مشاكل عدم وجود عمالة جديدة في سوق العمل، لأن نسبة الراغبين في العمل (معدل النشاط) تراجعت 11.5 نقطة مئوية، إذ انخفضت من 48.4% إلى 36.9%، بحسب آخر تقرير عن تحدي العمل.

والمهاجرون لا يشكلون حلاً، على الرغم من أنهم يمكن أن يكونوا عكازاً على المدى القصير، وقد يبدو حل مشاكل معينة من خلال العمالة الأجنبية أمراً جذاباً، ولكن وفقاً لتقديرات فهي ليست كافية على المدى الطويل، لأنها لا تجدد القوى العاملة، كون متوسط ​​عمر المهاجرين العاملين في إسبانيا قد بات مرتفعاً.