عاد الهاكر الجزائري حمزة بن دلاج، المعروف بلقب "القرصان المبتسم"، إلى وطنه الجزائر بعد أن أنهى عقوبة السجن في الولايات المتحدة الأمريكية، ليشغل الرأي العام من جديد، حيث يرى كثيرون أن عودته تفتح فصلاً جديداً من قصته المثيرة، التي يُتوقع أن تتحول إلى عمل سينمائي.

نشر بن دلاج على حسابه في "إنستغرام" صورة له وهو في طريق العودة إلى الجزائر مرفقة بعبارة "الجزائر حبي"، بينما شارك مغني الراب "ديدين كانون 16"، المقرب من بن دلاج، صورة تجمعهما مع تعليق "الحمد لله خروج حمزة بن دلاج".

تفاعل الجزائريون بشكل كبير مع خبر عودة بن دلاج، حيث انقسمت الآراء بين من يراه بطلاً هز النظام البنكي العالمي بعمليات القرصنة، وبين من يعتبر أنه ارتكب جرائم إلكترونية يجب إدانتُها رغم موهبته اللافتة. وقد طالب البعض باستخدام مهاراته لتعزيز الأمن السيبراني في الجزائر، في حين أكد آخرون على ضرورة توجيه موهبته نحو أمور أكثر نفعًا.

من هو حمزة بن دلاج؟

وُلِدَ بن دلاج عام 1988 في الجزائر، وتخرج من جامعة باب الزوار للعلوم والتكنولوجيا كمهندس في الإعلام الآلي. بدأ مسيرته في صيانة الحواسيب قبل أن يتحول إلى عالم القرصنة الإلكترونية وهو في العشرينيات من عمره. تم القبض عليه في بانكوك عام 2013 بالتعاون مع الإنتربول، وكان يُعتبر من أكثر الأشخاص المطلوبين من قِبَل مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي.

وُجهت إلى بن دلاج تهم بقرصنة حسابات مصرفية لأكثر من 217 بنكًا حول العالم، وجمع أموال طائلة من هذه العمليات وصلت، بحسب وزارة العدل الأمريكية، إلى مليار دولار. أصبحت صورته المبتسمة عند القبض عليه رمزاً لقصته، مما دفع الإعلام إلى تلقيبه بـ"القرصان المبتسم".

اقرأ هذا الخبر: التنمر المنظم: فشل الشرطة في القبض على الجناة دون مساعدة الهاكرز

مشروع فيلم حول قصته

من المتوقع أن تتحول قصة حمزة بن دلاج إلى فيلم سينمائي بعنوان "الهاكر المبتسم"، حيث من المقرر أن يلعب الممثل الجزائري طاهر رحيم دور البطولة، وسيكون الفيلم من إخراج الثنائي البلجيكي بلال فلاح وعادل العربي، وكتابة السيناريست أودري ديوان. تشير التقارير إلى أن المشروع يلقى اهتماماً كبيراً من عدة جهات، خاصة بعد أن أثارت قصته الجدل حول كيفية استغلال مهاراته مستقبلاً.

مسيرة محاكمته في الولايات المتحدة

بعد اعتقاله في تايلاند عام 2013، نُقل ملف بن دلاج من الاستخبارات الأمريكية إلى وزارة العدل الأمريكية، حيث حوكم في ولاية جورجيا بتهمة تطوير وتوزيع فيروس "سيبيس" الذي استخدم في سرقة المعلومات البنكية. ورغم سجنه لمدة طويلة، استطاع بن دلاج الاستفادة من وقته في السجن، حيث عمل كأستاذ رياضيات باللغة الإنجليزية.