الوضع المظلم
الأحد 24 / نوفمبر / 2024
  • موت لاجئ إيراني اشتهر في السينما وعاش في مطار باريس لأكثر من 18 عاماً

  • الهمت قصته العديد من الأفلام
موت لاجئ إيراني اشتهر في السينما وعاش في مطار باريس لأكثر من 18 عاماً
صورة تغريدة للصحفي الفرنسي Mahran Omais

المهاجرون الآن - باريس

توفي أمس السبت 12-11-2022 اللاجئ السياسي الإيراني مهران كريمي ناصري، والذي اتخذ من منطقة صغيرة من مطار شارل ديغول في باريس بيتا له عام 1988، وعاش في الصالة رقم واحد بالمطار لأكثر من 18 عاماً، من تاريخ 8 أغسطس 1988 وحتى أغسطس 2006، كما اشتهر باسم "سير الفريد مهران".

ولد مهران في المجمع السكني التابع لشركة النفط الإنجليزية الإيرانية، والتي تقع في مدينة مسجد سليمان (إيران) لأب إيراني يعمل طبيبًا في نفس الشركة وأم إسكتلندية تعمل ممرضة حسب قوله.

وانتقل عام 1973 إلى المملكة المتحدة ليلتحق بجامعة برادفورد للحصول على شهادة جامعية في الدراسات اليوغوسلافية، وأثناء إقامته هناك شارك في مظاهرة ضد شاه إيران محمد رضا بهلوي وذلك في شهر مارس 1974.

وحسب أقواله اضطر للعودة إلى إيران في 7 اغسطس 1975، بسبب ضائقة مالية، وفور وصوله مطار طهران اقتيد مباشرة إلى سجن إيفين من قبل الشرطة السرية الإيرانية، حيث عُذب لمدة 4 شهور، ونُفي بعدها إلى خارج الوطن، ولم يتم التأكد من هذه الرواية، ولكن من المؤكد مشاركته في تظاهرة طلابية في عام 1970 ضد قانون صدر من جامعة طهران، وعليها تم استجوابه مع 20 من الطلبة عن تلك المظاهرة، ولم يكن هناك أي شكل من أشكال التعذيب أثناء التحقيق.

وعند عودته إلى أوروبا، تقدم بطلب لجوء إلى كل من ألمانيا الغربية وهولندا عام 1977، ولكن رفضت سلطات البلدين طلبه، ثم تقدم بطلب لجوء آخر عام 1978 إلى فرنسا فتم رفضه أيضًا، وإلى إيطاليا عام 1979 وجاءه الرفض.

تقدم بطلب جديد للجوء في فرنسا عام 1980، لكنه قوبل بالرفض أيضاًـ مما دعاه إلى تقديم التماس فرفض أيضا، وتقدم بطلب هجرة إلى المملكة المتحدة فرفض ومنع من دخول البلاد عن طريق مطار هيثرو وطرد فعاود المحاولة لدخول ألمانيا الغربية ولكنه طرد أيضا إلى الحدود البلجيكية حينها سمحت له السلطات البلجيكية بالدخول إلى أراضيها.

وافقت مفوضية اللاجئين العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة في بلجيكا على منح مهران حق اللجوء في بلجيكا نفسها كان ذلك بتاريخ 7 أكتوبر 1980، وعاش فيها حتى عام 1986 عندما قرر أن يعيش في المملكة المتحدة.

على حد قول مهران فقد تعرض لسرقة حقيبته اليدوية، التي احتوت على كافة أوراقه الثبوتية عندما كان في محطة القطارات في باريس متوجهًا إلى مطار شارل دي غول الدولي، وتمكن فعلًا من الصعود إلى الطائرة متوجهًا إلى المملكة المتحدة ولكن عند وصوله مطار هيثرو بدون الأوراق الثبوتية، قرر المسؤولون في المطار إرجاعه إلى مطار شارل دي غول الدولي مرة أخرى، وعند وصوله لم يتمكن من إثبات هويته فنقل إلى منطقة الانتظار حيث يتم البت في شؤون الركاب الذين لا يمتلكون الأوراق الثبوتية المطلوبة، فمكث في المطار لمدة تزيد عن 18 سنة.

بمرور السنوات تأقلم مهران على حياة المطار، فكان يستيقظ في 5 صباحا للاغتسال في دورات المياه، واعتاد العاملون في المطار على غسل ثيابه، وتبرعوا له بأريكة ليرتاح عليها، كما اعتاد على سماع المذياع وقراءة الكتب وكتابة مذكراته اليومية والتي حولها إلى كتاب بمساعدة الكاتب البريطاني آندرو دونكين، نشر في كل من بريطانيا، ألمانيا، بولندا، اليابان والصين، وقد وصفته جريدة التايمز اللندنية بأنه "كتاب رائع ومزعج جدا".

في فرنسا سلمت حقوق الإنسان فيها قضية مهران إلى محام يدعى "كريستيان بورغت"، الذي استطاع أن يفوز بحكم محكمة في عام 1992 يفيد بأن الحكومة الفرنسية لا يمكنها طرد مهران حيث أنه دخل البلاد بطريقة لجوء شرعية، ومع ذلك لم تتمكن المحكمة من إلزام السلطات الفرنسية بمنح مهران حق اللجوء أو السماح له بدخول أراضيها، وبذلك بقي مهران طي النسيان وضمن حدود محطة المطار.

اثر ذلك، توجه المحامي كريستيان إلى السلطات البلجيكية في محاولة منه لإعادة إصدار أوراق اللجوء الذي تم منحها لمهران في عام 1980، إلا أن السلطات رفضت الطلب، لأن القانون في بلجيكا يمنع إرسال أوراق اللجوء لأي كان في البريد العادي، وإنما يجب تسليمها باليد للشخص نفسه، كما ينص القانون البلجيكي أيضا على أن أي لاجئ يترك البلاد برغبته، يسقط عنه حق اللجوء والعودة.

وفي عام 1995، وافقت السلطات البلجيكية على إصدار أوراق اللجوء مرة أخرى لكن بشرط عودة مهران إلى أراضيها والدخول تحت بند قانون العمل الاجتماعي، الأمر الذي رفضه مهران معللاً أنه لم يكن يريد أن يعيش في بلجيكا حتى عندما كان لاجئًا فيها.

وفي عام 1999، منحت الحكومة الفرنسية تأشيرة إقامة مؤقتة لمهران وجواز سفر لاجئ لإعطائه الفرصة ليدخل فرنسا، ويعيش فيها ولكن مهران رفض الأمر مبرراً ذلك بأن الحكومة الفرنسية أخطأت في تحديد هويته، وكان ذلك الرفض وعدم تقبله لفكرة أنه إيراني الأصل بالإضافة إلى ادعائه الذي ظهر فجأة بأنه لا يتحدث الفارسية عبارة عن مؤشرات لبداية اضطرابات نفسية تعرض لها.

بتاريخ 1 أغسطس 2006 نقل مهران إلى المستشفى بعد تدهور حالته الصحية، كما أن أغراضه الشخصية لم تعد موجودة ولا حتى الأريكة التي كان يستلقي عليها، وفي بدايات عام 2007 استلمت قضيته من قبل مكتب الصليب الأحمر الفرنسي في مطار شارل ديغول، ووضع في فندق قريب من المطار، وفي تاريخ 6 مارس 2007 أدخل إلى مركز إيمايوس في باريس.

وتوفي مهران يوم أمس السبت 12-11-2022 في باريس عن عمر ناهز 77 عاماً.

وحسب وكالات دولية ووسائل اعلام نقلتها عن مصادر في المطار أن وفاته كانت طبيعية في المبنى 2F، وأضاف المصدر أنه بعدما أنفق جزءاً كبيراً من الأموال التي حصل عليها نظير الفيلم، عاد إلى المطار قبل عدة أسابيع. وتمّ العثور على عدة آلاف من اليوروهات معه.

مهران في السينما

ألهمت قصة مهران العديد من شركات الإنتاج السينمائي، ومنها الفيلم الفرنسي "ضائع في الترانزيت" والذي أُنتج في عام 1993 من بطولة الممثل الفرنسي جاك روكفورت.

كما أن قصته كانت مصدر الإلهام للفيلم الأمريكي الشهير "المحطة" أو "The Terminal"، الذي أُنتجته شركة دريم ووركس عام 2004، من إخراج المخرج العالمي ستيفن سبيلبيرغ وبطولة الممثل توم هانكس.

ومع أن قصة مهران هي فكرة الفيلم، واستلم مبلغا من المال مقابل التنازل عن قصته لشركة الإنتاج، كما ذكرت مصادر كثيرة منها جريدة الغارديان، إلا أن اسمه لم يذكر في أي من وسائل الدعاية للفيلم ولا أقراص الدي في دي التي صدرت ولا حتى موقع الفيلم الرسمي، هذا وقد ظهر لاحقا في صورة دعائية للفيلم وهو يقف وخلفه صورة الممثل توم هانكس.

تصويت / تصويت

هل العنصرية ضد المهاجرين ممنهجة أم حالات لاتعبر عن المجتمعات الجديدة؟

عرض النتائج
نعم
1%
لا
0%
لا أعرف
0%

الأكثر قراءة

ابق على اتصال

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!