-
بالفيديو: مُهاجرون فلسطينيون يُضربون عن الطعام في بلجيكا.. لماذا؟
-
ناموا في العراء وتم نقل بعضهم إلى المشفى
المهاجرون الآن – خاص
لجأ مجموعة من الشبان الفلسطينيين المقيمين في بلجيكا، قبل نحو أسبوع إلى الاحتجاج (بالاعتصام والإضراب عن الطعام)، رداً على عدم منحهم اللجوء فيها، رغم وصولهم إليها، منذ فترة طويلة، بعضها يصل لـ5 سنوات.
"عدي الزيني" أحد هؤلاء، وكان لـ"المهجرون الآن" حديثه مطول معه، حول الأسباب التي دفعتهم إلى تنفيذ الاعتصام أولاً، والذي تطور لاحقاً إلى إضراب عن الطعام.
إذ قال: "أنا من فلسطين، قطاع غزة، خرجت منها في الأول من أغسطس للعام 2018، وتوجهنا إلى بلجيكا، ووصلت بعد المعاناة على الطريق والمخاطر التي عشناها بين الغابات والصحراء، في 27-2-2019، وإلى يومنا هذا وانا انتظر الرد على طلب اللجوء، من الـ (سي جي آر\ دائرة اللجوء والهجرة)، ومثلي بعض الفلسطينيين".
مُردفاً: "تم تهميش الملف الفلسطيني الذي ينقسم في بلجيكا، إلى قسمين، قسمٌ يحمل كرت الاونروا، وقسم لا يحمله، وأنا من الذين لا يحملون كرت الاونروا، وعندما ذهبت إلى الـ (سي جي آر\ دائرة اللجوء والهجرة)، تم سؤالي إن كان لدي كرت الأونروا، فقلت لا، وبعد ثلاثة أشهر، تم رفض طلبي للجوء".
مُتابعاً: "تقدمت باستئناف إلى المحكمة العليا، التي رفضت رفضاً قاطعاً قرار (سي جي آر\ دائرة اللجوء والهجرة)، وقالت بأنه ليس من حقها رفض طلب اللجوء للأسباب المذكورة فيه، ومن ضمنها إننا نملك نادي فروسية، وهذا غير صحيح، كما قالوا أن الطريق آمن إلى قطاع غزة، بينما كل يوم تشاهدون الحروب في فلسطين، سواء في الضفة أو في غزة، من قصف ودمار وتشريد وحصار وظلم، يقع على الشعب الفلسطيني".
وأشار إلى أنه قد تم إرجاع ملفه من المحكمة إلى الـ(سي جي ار)، قائلاً: "لي سنة وأنا أنتظر الرد، إن كان سلباً أو إيجاباً، لكن لا جواب، رغم أني أرسلت أكثر من إيميل إلـى (سي جي آر)، عن طريق المسؤول الاجتماعي عني، وعن طريق المحامي، والمحامي أبلغ الـ(ـسي جي آر)، بأن وضعي الصحي والنفسي سيئ، ولكن دون جدوى".
وحول أسباب توجههم إلى الإضراب، ذكر عدي لـ "المهاجرون الآن": "قمت بداية بالإضراب لوحدي، ثم انضم لي صديق ثان، فيما يبلغ عدد المُعتصمين في خيام أمام مبنى إدارة المُخيم، سبعة فلسطينيين، والآن يزداد العدد إلى عشرة، وقد وضعنا الخيام لسببين، السبب الأول هو تهميش الملف الفلسطيني، وأنه لا يُعامل كملف واحد، ويوجد فرق بين حامل كرت الاونروا وغير حامله".
مُستكملاً: "نريد حلاً عادلاً، يجب أن يعامل الملف الفلسطيني كما يُعامل الملف الأوكراني، فبمجرد أن يضع الأوكراني قدمه في بلجيكا، تكون إقامته جاهزة"، مُستفسراً: "لماذا هذا التميز، رغم أنني موجود هنا منذ 5 سنوات، وعملت شهادة اندماج، وانهيت شهادتي دبلوم، ودرست اللغة، ولكني توقفت من شدة الضغط والتوتر الذي أصابني، وجعلني اتنقل من مستشفى الى مستشفى"، ولفت: "الاكتئاب الذي حصل معي، لم يسمح لي بالعيش، من الإجرام أن تُقيم في مُخيم لمدة خمس سنوات".
أما السبب الثاني لإضرابه وصديقه عن الطعام، واعتصام المجموعة في خيام أمام مبنى إدارة مخيمهم بمدينة سينت ترويدن البلجيكية، فهو خروج البق والصراصير والحشرات في غرفهم.
وتابع: "لقد نمت في الشارع، ونصبت خيمة لنفسي أمام مبنى إدارة المخيم، دون أن يتوصل أحد معي، أو سؤالي عن سبب إقامتي هناك، رغم أن الجو كان شتاءً وماطراً، وقد اتخذت قراراً بأنني سأضرب عن الطعام، وأبلغت إدارة المخيم بذلك، وإلى الآن أنا مُضرب عن الطعام".
مُشدداً: "بدأت الإضراب منذ ثمانية أيام، بتاريخ 21-8 وإلى غاية الآن، وأنا مُضرب عن الطعام، أتناول الماء والملح فقط، وقد تم نقلي إلى المستشفى مرتين".
مُتسائلاً: "لماذا التهميش من قبل من دائرة اللجوء والهجرة، علماً أننا لسنا عاطلين عن العمل، بل على العكس ندفع الضرائب ونعمل، وكنت أذهب للعمل من الساعة الرابعة والنصف صباحاً، حيث كنت أعمل في مطعم، وبعدها عملت في قطف الفاكهة، وأغلب الشباب الفلسطيني يعمل، وحتى ونحن معتصمون، يذهب بعضنا لعمله، لكن أنا غير قادر على المشي للعمل".
وطالب عدي بأن "يتم إيجاد حل لهم بعد خمس سنوات من تواجدهم في بلجيكا، لا أن يفاجأوا بالرفض، وهو أمر غير معقول في دولة عدل وقانون"، مُختتماً بالقول: "ينبغي تسوية أمورنا، والنظر إلى الملف الفلسطيني كملف واحد سواء أكان حاملاً لبطاقة الاونروا أم غير حامل لها، مثل الملف الاوكراني".