-
اللاجئون في ألمانيا حقوق سياسية مغيبة...

03 – 11 - 2020
ميرڤت شحاده - خاص mmigrants now - المهاجرون الآن
تتجلى ممارسة الديموقراطية في الانتخابات والتصويت فالقرار يعود للشعب عندما يعطي صوته للمرشحين الذين يرى فيه ما يصبو لتحقيقه والانتخابات تكون في البرلمان او في انتخابات الرئاسية.
وفي ألمانيا يوجد 82 مليون شخص 15% من المهاجرين لا يسمح لهم ان ينتخبوا لأنهم لا يملكون جواز سفر ألماني، بما معناه الجنسية الألمانية و20% من من المهاجرين يحق لهم ان ينتخبوا لأنهم يحملون الجنسية الالمانية أي نسبة المهاجرين الذين يحق لهم التصويت نسبتهم قليلة جداً.
في البرلمانات المُنتخبون من أصول مهاجرة 16% فقط ويشكلون بالشكل العام 8% وهي نسبة جداً ضئيلة، وبما أن الديموقراطية تعني أن يحق لأيّ مواطن أن يرشح نفسه وينتخب المرشحين فإن هذا الحق يُمنح فقط ممن يملكون الجنسية الالمانية أو الذين يملكون ايّ جنسية أوربية، ان حزب الخضر يرى أنه ليس من الديموقراطية أن يحرموا اللاجئين الذين لا يملكون الجنسية الألمانية من الانتخاب أو التصويت لان ذلك يعتبر نوع من الاندماج.
في ألمانيا توجد انتخابات رئاسية وانتخابات برلمانية لكل ولاية ورئيس لكل بلدية وكل هؤلاء يتولون مناصبهم عن طريق الترشيح والتصويت، وقد كان حزب الخضر مع عدد من الاحزاب مع منح اللاجئين غير الحاصلين على الجنسية الالمانية حق الانتخاب، حزب واحد هو حزب البديل من أجل ألمانيا AFD كان ضد منح هذا الحق وقد برر رفضه بأن هذا الاجراء سيضعف الجنسية الالمانية ولكن في الحقيقة هم ضد هذا القرار لأن الحزب يعرف أن المهاجرين سيصوتون ضده بسبب سياستهم المعادية للاجئين.
والجدير بالذكر ان السويد وهولندا منحت اللاجئين ممن لم يمكون الجنسية السويدية أو الهولندية الحق في التصويت.
وفي الفترة الحالية يتلقى عدد كبير من اللاجئين دعوة عن طريق البريد للمشاركة في انتخاب مجلس الأندماج والذي لا يعرف ما يكون هذا المجلس الا القلّة القليلة، فقد امتلأت تساؤلات اللاجئين مجموعات التواصل الأجتماعي حول الدعوة وماذا يجب أن يفعلوا.
في ألمانيا يوجد في كل بلدية مجلس اللاجئين ويُعنى هذا المجلس بأمور الاندماج وحل المشكلات التي تعترض اللاجئين وتقديم المساعدة لهم والمعلومات في شؤن الدراسة والأطفال وغيرها ، وهذا المجلس يتواصل مع اللاجئين الذين لا يحق لهم ان يدلوا بأصواتهم لتعرف على وجهات نظرهم وآرائهم وبالتالي فهم يؤثرون بشكل غير مباشر في الانتخابات ، وفي هذا المجلس يحق للاجئين ممن لا يملكون الجنسية الالمانية ان ينتخبوا أعضاؤه ولكي يحصل اللاجئ على هذا الحق عليه أن يسجل نفسه في مجلس الاندماج لتصله رسائل بأسماء المرشحين، ولكن الملفت في هذه الدورة الأنتخابية لمجلس الاندماج ارسال الدعوات من أجل التصويت من دون أن يقوم اللاجئ بتسجيل نفسه لأنه يجهل بوجود هكذا مجلس أصلاً ولأنه لا يوجد قرار رسمي بوجوده ولا يوجد له اعلانات رسمية ، ولكن يوجد صفحة للمجلس على الانترنت باللغتين الالمانية والانكليزية ولكن على ما يبدو هذه الصفحة لا تفي بالغرض ولا تكفي ليعرف اللاجئ ان هناك مجلس يُعنى بأمره وأنه الجسر الواصل ينه وبين الحكومة.
تأسس المجلس منذُ السبعينات ولكن أصبح أكثر تطوراً في التسعينات وأخذ اسم ( مجلس الاندماج ) وكان المجلس لا يُسمح له ان يقوم بأيّ قرار فقط ينحصر عمله في تقديم المساعدة والمعلومات للاجئين ، ولكن الآن أصبح لهذا المجلس رأي ويستطيع أن يقرر ليس فقط فيما يخص أمور اللاجئين ولكن أيضاً في جزأ من الاحزاب حيث له رأي مسموع بشكل جيد وربما بضغط من الأحزاب اليمينية في ألمانيا تطور عمل الأعلان عن المجلس وتجلّى ذلك بارسال الدعوات ولكن كان يجب ان يسبقها جلسات تعريفية به وبآلية عمله وأعضائه وماهي الأمور التي يقدمها المجلس للاجئين وعرض المرشحين وبرامجهم الأنتخابية حتى يتسنى للاجئين فهم الموضوع من كافة جوانبه.
ومن الملفت في هذه الدورة الانتخابية لمجلس الأندماج ترشيح عدد من اللاجئين الجدد ليصبحوا أعضاء في المجلس ومن بينهم -مثالاً لا حصراً- الشابة رودي علي من مواليد 1995 التي لجأت الى ألمانيا عام 2015 قادمة من سوريا -عفرين- خريجة هندسة زراعية ومنتخبة في البرلمان الطلابي لعام 2019 في جامعة (STUPA) والآن رشحت نفسها لتكون عضواً في مجلس الأندماج في مدينة مونستر، ستبدأ الانتخابات في الثامن عشر من شهر آب حتى الثالث عشر من شهر أيلول.
لعل السؤال المطروح هنا من الجهة المسؤلة عن هذا القصور في فهم ومعرفة اللاجئين لحقوقهم السياسية والسبل الديمقراطية لممارسة هذه الحقوق، فمعظم اللاجئين ينصب اهتمامهم بدراسة اللغة من أجل الأنخراط في سوق العمل للتخلص من ملاحقة وضغط الجوب سنتر -المؤسسة المسؤلة عن دفع رواتب اللاجئين- ولعل من أجل ذلك والكثير من الأسباب لم تكن الحقوق السياسية من أولويات الكثير من اللاجئين، لذلك يجب سدّ هذه الثغرة من أجل أن يكون للاجئ صوت يُسمع وحق يُمارس في بلاد تحفظ له هذا الحق.