الوضع المظلم
الإثنين 18 / نوفمبر / 2024
ألمانيا: الطلاب المهاجرون في المدارس، تحديات وصعوبات
kids in Germany
المهاجرون الآن - خاص - ميرفت شحاده

تولي الدولة الألمانية العناية الأولى فيها للتعليم، وتعتبر العملية التعليمية من المسؤوليات الهامة لدى الدولة، خاصة ما يخص وضع الخطط الاستراتيجية للمنظومة التعليمية، ووضع كل الإمكانيات في خدمة العملية التعليمية من أجل إنجاحها.

التعليم الإلزامي في البلاد يستمر لمدة التسع سنوات الأولى تقريباً من حياة الطالب، على أن تتخلل الدراسة تدريب مهني.

في السنوات الماضية، ومع قدوم اللاجئين والتحاق الأطفال بالمدارس في ألمانيا، خلق ذلك تحديات جديدة، وصعوبات كثيرة، لدى الطرفين، ولكن الأمور الأكثر صعوبة كانت من نصيب الطلاب المهاجرين.

عند دخول المدرسة يقضي الطالب اللاجئ سنة كاملة في تعلم اللغة الألمانية، على حساب مواد أخرى، بالإضافة إلى اكتسابه معرفة قوانين الحياة اليومية في المدارس الألمانية والاعتياد عليها، ولأن معظم الطلاب المهاجرين يجدون صعوبة في تعلم اللغة الجديدة، والتأقلم مع بيئة جديدة مختلفة تماماً عما خبروه، فإنه غالباً ما يتخلف الأطفال اللاجئون عن غيرهم من الطلاب الألمان بنسبة 50% خاصةً في مواد الرياضيات والعلوم بحسب دراسة لمنظمة التعاون الاقتصاد والتنمية.

ويعود هذا التراجع لأسباب أخرى عديدة اجتماعية، مثل عدم استقرار الأسرة بسكن خاص بسبب صعوبة إيجاد شقة للإيجار، فهناك نسبة كبيرة بين المهاجريين ما زالوا يقيمون في سكن مشترك أو في كرڤانات، وهذا يؤثر على تقدم الطالب في دروسه بسبب عدم تهيئة الجو الملائم لذلك.

وأخرى نفسية وترتبط بأمور كثيرة مثل الصعوبة في الاندماج مع المجتمع الجديد، والذي يحمل ثقافة وعادات جديدة، وأيضاً تعرض الكثير من الطلاب المهاجريين إلى التنمر في المدارس وهذا ما أكدته دراسة قامت بها شركة التأمين الصحي (KKH) والتي أشارت بها أن أكثر من مليون طالب في المدارس الألمانية يعانون اضطرابات نفسية بسبب المضايقات والضغط النفسي والتنمر.

وقالت وزيرة شؤون الأسرة في ألمانيا "فرانتييسكا غيفي" عندما يتعرض الأطفال للشتائم أو المضايقات بسبب مظهرهم أو دينهم أو لأنهم ينحدرون من بلدان أخرى، عندها يكون من الضروري أن تتم معالجة ذلك ".

وأما منظمة اليونيسف أشارت أن التنمر يمكن أن يكون على شكل آخر مثل سرقة أشياء الطالب، ويتمثل التحدي الذي يواجه كثيراً من المعلمين وأولياء أمور الطلاب في كيفية اكتشاف التنمر في المدارس لمنع تفاقمها.

وحتى عندما يشتكي الطالب المهاجر لذويه لما يتعرض له من مضايقات في المدرسة لا يجد الأهل سبيلاً لإثبات ذلك، خاصةً إذا كانت اللغة عائقاً لشرح المشكلة وتبعاتها، أضف إلى ذلك تهاون الكثير من المدارس في التعاطي مع المشكلة خاصةً إذا كانت تخص طلاب مهاجرين.

وهناك أيضاً المعلمين الذين يفتقدون للخبرة والتدريب من أجل تعليم المهاجرين كما جاء في دراسة أجريت على صفوف يحضرها 12 ألف تلميذ لاجئ في برلين "إنه نظراً لغياب برنامج فدرالي للصفوف فإن معظم الأساتذة في صفوف الاستقبال غير مدربين ويبتكرون المحتوى من دون سابق تحضير"، والمقصود بصفوف الاستقبال وهي الصفوف الخاصة بالمهاجرين ضمن المدارس من أجل تعليم اللغة الألمانية.

ومعظم الأساتذة في صفوف الاستقبال يشعرون أن التلاميذ اللاجئين يفصلون عن أقرانهم من الطلاب عوضاً من أن تقدم لهم الأدوات التي يحتاجون إليها من أجل نجاحهم، وتضيف الدراسة في هذا الموضوع "أن هذا التصميم غير فعال وعلينا أن نجد نموذجاً لهؤلاء التلاميذ يمكنهم من محاولة التعلم في صفوف عادية بالتزامن مع تعلمهم الألمانية"، وأنه من غير العادل أن نتزك هؤلاء الأطفال والمراهقين في هذه الحالة المريعة والمتزعزعة، هل نريد أن نعيش في مجتمع رجعي كهذا حيث من غير الواضح إذا كانت مجموعة من الناس تتلقى الفرص نفسها التي يحصل عليها الآخرون؟"

وأما السبب الأخير في تراجع الكثير من الطلاب المهاجرين في المدارس الألمانية هو عدم قدرة أسرة الطالب معرفة ما يجري معه في المدرسة، وعدم قدرتهم على التواصل معها للاطلاع على مستوى أبنائهم، وذلك مرتبط بعدة أمور أهمها اللغة التي لا يتقنها الكثير من الأهل، واستغلال بعض الطلاب لهذا الأمر، وإخفاء إخفاقهم في التعلم،  وأما بعض الأهل الذين يحرصون على متابعة أولادهم في التعليم فهم أيضاً يواجهون تحديات مثل طريقة التعليم المختلفة تماماً مثل عمليات الرياضيات و طريقة حلّ المسائل ، والمواد العليمة والاجتماعية وغيرها من المواد والتي تعتمد على فهم الطالب وتفاعله ومشاركته أثناء الدروس.

وعلى الرغم من هذه المشكلات والمعوقات التي يتعرض لها الطلاب المهاجرون في المدارس الألمانية إلا أن هناك نسبة منهم استطاعت التفوق ومتابعة المشوار الدراسي رغم كل العراقيل والتحديات، وتبقى الحاجة لحلول منصفة للطلاب المهاجرين ومراعاة ظروفهم الاجتماعية والنفسية مسألة ملحة، حتى يستطيع هؤلاء أخذ فرصتهم في التعليم، ولاحقاً في مضمار العمل.

تصويت / تصويت

هل الهجرة واللجوء إلى دول الغرب

عرض النتائج
الحصول على الجنسية
0%
حياة افضل
25%
كلاهما
75%

ابق على اتصال

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!