رصد ومتابعات

تُلقي أزمة عودة النازحين السوريين في لبنان بظلالها القاتمة على استقرار البلاد، مع تصاعد التجاذب بين لبنان والاتحاد الأوروبي من جهة، وسلطة دمشق من جهة أخرى، حول المسؤولية عن عودة النازحين وظروفها.

إعادة 700 نازح إلى لبنان

تعرقل سلطة دمشق عودة النازحين من خلال تصنيفهم كـ "غير مرغوب بهم" وتهديدات أمنية، ويُطالب برفع العقوبات الدولية عنه كشرط لعودتهم. تُشير بعض التقارير إلى إعادة سلطة دمشق لبعض العائدين طوعًا إلى لبنان، ما يُثير مخاوف من عمليات ترحيل قسري.

ونشرت صحيفة الشرق الأوسط أن مصدراً نيابياً في قوى المعارضة اللبنانية لصحيفة ذكر لها بأن حوالي 1100 نازح سوري ممن عادوا طوعاً إلى بلداتهم، أعيدوا إلى لبنان بقرار رسمي من سلطة دمشق، وأن 400 منهم فقط قبلت عودتهم، لافتاً إلى السبب بتنصيفهم غير مرغوب بهم، ويشكلون خطراً أمنياً وديموغرافياً على بقائه.

اقرأ هذا الخبر: لبنان: تناقضات هائلة في كلفة النزوح السوري...جهل متعمد أم تسول سياسي دولي؟

موقف الاتحاد الأوروبي

يُصّر الاتحاد الأوروبي على ربط عودة النازحين السوريين بوجود "شروط العودة الآمنة والطوعية والكريمة" في سوريا، خصوصاً بعد التصريح الأخير للناطق باسم الاتحاد في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، لويس ميغيل بوينو، الذي أكد فيه أنّ الاتحاد الأوروبي يتفق مع الأمم المتحدة على أن شروط العودة الآمنة والطوعية والكريمة ليست موجودة الآن، ورفض بوينو السرديات التي تدّعي أن النازحين السوريين في بعض البلدان هم أنفسهم المشكلة، مؤكداً أنهم ضحايا الصراع في سوريا.

اقرأ هذا الخبر: لبنان: أحزاب وشخصيات لبنانية تحرض على اللاجئين السوريين لأغراض سياسية

ويرى لبنان أن هذه الشروط غير متوفرة حاليًا، وأن استمرار أزمة النزوح تُهدد استقراره، كما يُطالب بتقاسم المسؤولية عن عودة النازحين بين دول العالم، وتسليم بياناتهم، وترحيل من يرفض العودة إلى سوريا أو بلد ثالث.

مسؤولية "حزب الله"

ويُشير بعض المحللين إلى دور "حزب الله" في احتلال جزء من سوريا، خاصة بعد استئلائه على عد كبير من أملاك ومنازل النازحين، وأن خروجه من هذه المناطق قد يُسهل عودتهم.

وتُعاني عائلات النازحين السوريين من ظروف معيشية صعبة، وتُواجه تحديات كبيرة في الاندماج في المجتمع اللبناني.