-
كردستان العراق وجهة السوريين بعد أن ضاقت بهم السُبل
المهاجرون الآن - خاص- ميرفت شحاده
أعلنت ممثلة منظمة الصحة العالمية أكجمال ماجتيموفا أن السوريون في سوريا يعيشون تحت خط الفقر بنسبة 90% ، بالأضافة في إزدياد نسبة البطالة بين فئة الشباب وإنعدام فرص العمل ما أدى إلى إنخفاض القيمة الشرائية لليرة السورية و سوء المعيشة بكافة جوانبها على السوريين.
وفي ظلّ تردي الأوضاع الاقتصادية والأمنية والمعيشية باتت الخيارات أمام الشباب السوري ضيقة مما دفعهم للبحث عن أفضل خيار متاح ممكن أن يضمن لهم حياة مقبولة بعمل مناسب.
ومن بين الخيارات القليلة جداً المتاحة الحصول على تأشيرة سفر سياحية الى كردستان العراق رغم كلفتها التي تصل الى 1700 دولار ومخاطرة الترحيل، ولكن سوء الأوضاع في سوريا دفع عدد من الشبان السوريين لخوض هذه المغامرة لإيجاد فرصة عمل تأمن لهم حدّ أدنى من المعيشة.
ومن الأشخاص الذين يحاولون تجربة حظهم في السفر الى كردستان العراق مازن ش (34عاماً) من السويداء ولديه أسرة تتألف من زوجة وطفلين و والدته، ومازن لم يلتحق بالخدمة العسكرية وهذا يعني أنه مهدد بالأعتقال بمجرد خروجه من محافظته، لذلك هو الآن يبحث عن سبيل للخروج إلى لبنان بطريقة غير شرعية حيث سيستقل سيارة تقله لريف حمص ومن بعدها إلى لبنان وهناك سيكون قريب له في إنتظاره وهذه العملية ستكون مقابل 200 دولار ، وفي لبنان سيقوم بتسجيل إسمه في المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤن اللاجئين وطلب الهجرة ، ومن ثم سيعمل على إخراج جواز سفر من السفارة السورية في لبنان من خلال معاملة التسوية مقابل 400 دولار أمريكي، يعتقد مازن أن ما يهمّ النظام هو الحصول على المال بغض النظر عن الوضع الأمني، وبعد كل ذلك سيحصل مازن على تأشيرة سياحية للسفر إلى كردستان العراق حيث سيلتقلي بأحد أصدقائه الذي سيأمن له فرصة عمل في أحد المطاعم.
أما فؤاد ع (28عام) من ريف دمشق وصل بالفعل إلى كردستان العراق بمدينة أربيل بتأشيرة سياحة، ولكن الراتب الذي يتقاضاه لم يكن كافياً، كما إنه يتعرض للأبتزاز من صاحب العمل الذي يستغل عمله بشكل مخالف ، إنتقل بعد فترة الى بغداد بعد أن نصحه صديقه بذلك لأن فرص العمل أكبر والرواتب أعلى، ولكن في اليوم الثالث في عمله الجديد داهمت دورية المطعم وأُعتقل مع صديقه لأنهم يعملون بشكل غير قانوني، يقول فؤاد أنه وُضِع في زنزانة فيها أكثر من سبعين شاباً كلهم معتقلون لنفس السبب، لم يستطيع الخروج من الأعتقال إلا بعد أن دفع أحد أقربائه الكفالة المالية التي لم يستطيع الكثير من الموقوفين دفعها وظلّوا في السحن ، وبعدها تم ترحيله الى سوريا بعد أن تم رفض عودته إلى لبنان رغم أنه أتى الى كردستان العراق منه ومسجل كلاجئ فيه، وبعد أربع أيام وصل الى مطار دمشق بعد أن تحمل كلفة السفر ، وأخذ الضابط المسؤل جواز سفره وطلب منه مراجعة مركز الهجرة والجوازات بعد 15 يوم بعد أن أخذ 100 دولار مقابل عدم توقيفه، وأما إسترجاع جواز السفر فهو عملية ابتزاز آخرى خاصةً أنه مطلوب للخدمة الأحتياطية وبالتالي هو معرض للأعتقال عند أول حاجز ، أصاف فؤاد أنه أكتشف وجود شبكات خاصة تأمن جوازات سفر للأشخاص المطلوبين، وبعد أن تواصل معهم ودفع مبلغ من المال أكتشف أنهم نصابون ولم يستطيع إسترجاع المال ، ولاحقاً تعرّف على محامية طلبت منه 200 دولار مقابل حصوله على جواز سفر ليعود إلى لبنان مرة آخرى ومن ثم الى العراق لأن فرص العمل غير متوفرة الا هناك لمحاولة بناء مستقبله.
اختبر السوريون خلال العشر سنوات جميع أنواع الهجرة غير الشرعية ولجميع البلاد الممكن الوصول إليها من أجل النجاة بأنفسهم ومن أجل البحث عن فرص للحياة بعد أن أصبحت المعيشة خانقة وغير ممكنة، ويبقى الشباب هم الأكثر تعرضاً للخطر سواء بقوا في سوريا يعانون الملاحقة والأبتزاز وإنعدام فرص العمل، أو أثناء محاولة هروبهم في البحث عن فرصة جديدة لمعيشة أفضل.
قد تحب أيضاe
الأكثر قراءة
النشرة الإخبارية
اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!