رصد ومتابعة

في الأيام الماضية، وتزامنًا مع اليوم العالمي للعزوبيةالموافق 11 نوفمبر، عاد تداول أخبار قديمة وتفيد أن منظمة الصحة العالمية، قامت -أو تتجه إلى ذلك- بتعديل مفهوم "الإعاقة"، وضم فئة العزاب والأفراد الراغبين في الإنجاب ولا يمكنهم ذلك، وأن الهدف من هذا التعديل، حسب الأنباء ذاتها، هو دفع الدول الأعضاء بالمنظمة إلى التكفل بمصاريف المساعدة على الإنجاب للعزاب الراغبين في ذلك.

المهاجرون الآن تحققت من هذه المزاعم وتبيّن أنها انتشرت في الأصل عام 2017، وأعيد تداولها عدة مرات، بما في ذلك أعوام 2019، 2021، و2022. إلا أن منظمة الصحة العالمية نفت هذه الادعاءات بشكل قاطع.

اقرأ هذا الخبر: ما هو اليوم العالمي للعزاب لماذا نشأ وكيف استغلته الشركات

كما وجدت أن منظمة الصحة العالمية نفت ذلك بشكل قاطع، وقال مسؤول بقسم التواصل مع الإعلام داخل المنظمة، لـCNN بالعربية، إن هذه الأنباء غير صحيحة، وإن المنظمة لم تقم بأيّ تعديل فيما يخصّ مفهوم الإعاقة، مؤكدا أن المنظمة سبق أن ردت على مثل هذه الأنباء.

وأكد طارق جاساريفيتش حينها، مسؤول التواصل الإعلامي بالمنظمة، أن هذه الأخبار غير صحيحة، مشددًا على أن المنظمة لم تُدخل أي تعديلات على تعريف الإعاقة. وأوضح أن سوء الفهم قد يكون نابعًا من تقارير إعلامية غير دقيقة تناولت تصريحات اللجنة الدولية لمراقبة التكنولوجيا المساعدة على الإنجاب (ICMART) بشأن معجم تعاريف الخصوبة والعقم. وأكد جاساريفيتش أن هذا المعجم ليس منشورًا رسميًا للمنظمة، وإن كانت اللجنة تتعاون معها في تطويره.

ويعود مصدر هذه الشائعات إلى تقرير نشرته صحيفة التلغراف البريطانية في أكتوبر 2016. زعمت الصحيفة أن منظمة الصحة العالمية تفكر في تصنيف الرجال والنساء العزاب الراغبين في الإنجاب دون أطفال كـ"مصابين بالعقم"، وأن المنظمة تعرّف العقم كنوع من الإعاقة لا يتعلق فقط بالجوانب الطبية، بل يشمل أيضًا عدم القدرة على إيجاد شريك جنسي.

وأفاد التقرير أن هذا التعديل قد يدفع الدول الأعضاء، بما في ذلك بريطانيا، لتعديل قوانينها للسماح بتأجير الأرحام، أو توسيع نطاق المستفيدين من علاج الإخصاب الممول من القطاع العام.

اقرأ هذا الخبر: يوم اللاجئ العالمي...المهاجرون الآن تجري استطلاع للرأي عن تحديات اللجوء وإيجابياته

إلا أن منظمة الصحة العالمية سارعت في اليوم التالي لنشر التقرير إلى نفيه بشكل رسمي. وأوضحت أنها لم تغير تعريف العقم، الذي عرّفته منذ 2009 على أنه: "فشل في تحقيق حمل إكلينيكي بعد 12 شهرًا أو أكثر من محاولات متواصلة للجنس غير المحمي".

وأكدت المنظمة أن تعريف العقم لديها يقتصر على الجانب الطبي فقط، دون أي توصيات تتعلق بسياسات خدمات الخصوبة. وأوضحت أن أي تحديثات مستقبلية ستظل محصورة في الوصف الطبي للعقم كمرض يصيب الجهاز التناسلي، بعيدًا عن أي أبعاد اجتماعية أو قانونية.