-
التنمر المنظم: فشل الشرطة في القبض على الجناة دون مساعدة الهاكرز
-
التنمر المنظم في ألمانيا
متابعات
يبدو أن المتنمرين والمجرمين الإلكترونيين قد تفوقوا على الشرطة الألمانية، رغم أن ألمانيا من أكثر بلدان العالم تقدماً من الناحية التكنولوجية. تمكنت الشرطة الألمانية أخيراً وبعد عدة سنوات من القبض على اثنين من المجرمين الإلكترونيين الذين ارتكبوا آلاف الجرائم وتسببوا في تدمير حياة البعض، وتكبدت الدولة آلاف اليوروهات في جهود تعقبهم، لكن، ما زالوا يبحثون عن المجرم الثالث. المفارقة أن الشرطة لم تتمكن من العثور على هؤلاء المجرمين بمفردها، بل اكتشفتهم أحد الهاكرز وأبلغت الشرطة عنهم.
تحديات التحقيقات الأمنية:
بدأت القصة بالتكشف بحسب صحيفة "تاغس شاو" عندما بدأت ألين باخمان بتلقي مئات من وجبات الطعام عبر موقع Lieferando، والتي لم تطلبها. تقول باخمان: "بدأ هذا حقاً بعشرة، عشرين طلباً في اليوم، وأحياناً كان يتفاقم إلى حد كبير".
وباخمان هي مؤثرة على وسائل التواصل الاجتماعي، يتابعها حوالي 600,000 متابع على إنستغرام وعدة مئات الآلاف على تيك توك، وهي منذ عدة سنوات ضحية لمجموعة تنمر تُدعى "NWO"، والتي ترمز إلى "النظام العالمي الجديد" أو "لن تكون على الإنترنت مرة أخرى". يمارس أعضاؤها ما يزعمون أنه العدالة الذاتية أو يعبرون عن كراهيتهم عبر الإنترنت.
لم يكتفِ هؤلاء المتنمرون بإرسال وجبات طعام إلى منزل باخمان، بل كانوا يرسلون أشخاصاً لشراء المخدرات، وهددوا والدتها بالقتل، وقاموا بتهكير بريدها الإلكتروني وفبركوا تهديداً بوجود قنبلة، وزعموا أن باخمان وشريك حياتها قد كتباها. وتم نتيجة لذلك طرد باخمان من شقتها.
كانت التحقيقات، بحسب صحيفة "تاغس شاو"، مرهقة للسلطات الألمانية، حيث لم تتمكن الشرطة من العثور على أي جاني في ما يسمى بـ "لعبة ألين باخمان"، والتي يشاهدها الآلاف. بدلاً من ذلك، تم التحقيق مع المؤثرة نفسها عدة مرات، حيث زارت الشرطة شقتها 28 مرة بسبب مكالمات طوارئ مزيفة.
لم تقدم شرطة دريسدن أي معلومات حول القضية، بل أحالتها إلى مكتب التحقيقات الجنائية بولاية سكسونيا. وفي رده على الاستفسار، أوضح مكتب الصحافة هناك أن "الجرائم المختلفة من التنمر الإلكتروني لا تندرج ضمن اختصاص مكتب التحقيقات الجنائية بالولاية، بل يتم التعامل معها من قبل إدارة الشرطة المحلية المختصة".
في الوقت نفسه، تنشط العديد من مجموعات التنمر على منصات متعددة مثل تليجرام وواتساب وديسكورد، حيث يتفق المتنمرين على ابتكار إساءات جديدة لإرهاب ضحاياهم. نادراً ما يتم التعرف على الجناة، الذين يستخدمون أساليب خبيثة ومتطورة تقنياً ضد العديد من الأشخاص.
الإجرام بحق المرضى النفسيين أيضاً:
قام هؤلاء المتنمرون بالتلاعب برجل مريض نفسي يبلغ من العمر 65 عاماً، وساعدوه على الهرب من إحدى العيادات النفسية وأرسلوا به إلى "ديلر"، موزع مخدرات.
تعاطى الرجل جرعات زائدة من المخدرات، مما أثر بشكل كارثي على حياته، وقال أحد أعضاء مجموعة المتنمرين، الذي يسمي نفسه المتحدث باسم NWO، إن هذا الرجل "موجود فقط للتسلية"، دون أي تعاطف مع معاناته أو إحساس بالندم أو المسؤولية. وعلى أي حال، فإن هذا الرجل وشركاءه جزء من مجموعة التنمر المنظمة التي تروع وتهدد الناس على الإنترنت وتدمر حياتهم بشكل ممنهج منذ أكثر من عشر سنوات، وبالتالي، من غير الواقعي توقع شعورهم بالمسؤولية أو التعاطف.
ومن بين أشهر ضحايا هذه المجموعة، "راينر وينكلر" المعروف باسم دراجنلورد، تعرض هذا اليوتيوبر على مدى اثني عشر عاماً لحملة كراهية واسعة عبر الإنترنت. يقول المتحدث باسم مجموعة NWO، إن "دراجنلورد هو مصدر كل الشرور، لأنه يعتبر مركزاً للكارهين والمتنمرين". يشير المتحدث إلى مجموعة على تليجرام تضم 60,000 عضو تطارد راينر وينكلر، ويتهمه بأنه، أي دراجنلورد، تسبب في إثارة الكراهية ضده بسبب تصريحات مثيرة للجدل حول الهولوكوست والاعتداء على الأطفال، مما أدى إلى تحول هذه الكراهية إلى حملة مستمرة ضده وجعلت منه هدفاً للمتنمرين.
تقول "أورنيلا آل لامي" وهي هاكر تتعاون مع الشرطة، تصطاد المعتدين الجنسيين على الإنترنت وتعرف مشهد المتنمرين جيداً: "هناك بالفعل أشخاص ينتقدون دراجنلورد بموضوعية، لكنهم ينزلقون بسرعة إلى هذه اللعبة"
إساءة استخدام الطوارئ على مستوى البلاد:
تتسبب أعضاء NWO ومجموعات أخرى بأضرار كبيرة على مستوى ألمانيا من خلال مكالمات طوارئ مزيفة، حيث يقدمون بلاغات طوارئ بأرقام هواتف مزيفة ويرسلون الشرطة إلى منازل ضحاياهم.
في وثيقة داخلية لوزارة الداخلية في شمال الراين-وستفاليا، التي حصلت عليها ARD Story، ورد أن هذه الإساءة تعود إلى "ثلاثة أرقام هواتف". تمكنت الهاكر أورنيلا آل لامي من العثور على اثنين من الجناة، وتم فتح تحقيقات ضدهم. الجاني الثالث لم يتم القبض عليه بعد. تقول الهاكر: "يستمتع بإظهار أن السلطات لا تستطيع القبض عليه".
حتى مدارس الأطفال لم تسلم من أذى المتنمرين:
تلقت 250 مدرسة في عدة مدارس في أنحاء ألمانيا في أكتوبر 2023 تهديدات بوجود قنبلة مزعومة من "حماس"، وجاءت نتيجة تحقيقات الشرطة أن مجموعة المتنمرين كانوا وراء هذه التهديدات الكاذبة.
في مواجهة الإجرام والتنمر الإلكتروني، من الضروري توخي الحذر عند استخدام الإنترنت. ينبغي الانتباه إلى المحتوى الذي يتابعه الأطفال وتوعيتهم بمخاطر التنمر. كما يجب التوجه مباشرة إلى السلطات المختصة عند التعرض لأي مضايقات أو ابتزاز إلكتروني.
لقراءة النص كاملاً باللغة الألمانية، يمكنكم الضغط هنا.