الوضع المظلم
السبت 27 / يوليو / 2024
  • هولندا: لاجئون يروون قصص هجرتهم غير الشرعية من مخيمات هولندا (10)

  • أبو كمال وعائلته: 3 محاولات عبور للبحر فاشلة من ليبيا والرابعة من تونس والشرطة الأوروبية تقبض عليه  ثلاث مرات
هولندا: لاجئون يروون قصص هجرتهم غير الشرعية من مخيمات هولندا (10)
المهاجر أبوكمال

أمستردام (تير أبل) - خاص - محمد عيد

ما تزال التغريبة السورية مستمرة، وتحمل بين ثناياه الكثير من القصص الإنسانية المؤلمة، الناتجة عن الحرب والأوضاع الاقتصادية الصعبة، التي أصابت كل سوري، فتنوعت قصص الهجرة للعبور نحو أوروبا برا وبحراً وجواً، من أجل البحث عن الأمان والحماية.

رحلات الهجرة السورية عبر البحر معقدة ومؤلمة تعكس الأزمة الإنسانية في سوريا، رغم المخاطر الجسيمة، من ركوب قوارب متهالكة وغير آمنة عبر المتوسط، إلى التحديات الكبيرة والمخاطر التي تواجه المهاجر أثناء الرحلة، أملاً في الوصول إلى وجهة آمنة حيث يمكنهم بناء حياة جديدة.

منصة "المهاجرون الآن" تواصل نشرها لقصص الهجرة السورية، وترصد حكاية "أبو كمال.س" القادم من مدينة دوما في محافظة ريف دمشق السورية، حيث يروي لنا تفاصيل رحلته البحرية برفقة والدته وأخوه وابنه.

نقطة البداية كانت من سوريا نحو ليبيا، عبر البحر بمركب لأكثر من أربعة أيام، في محاولته الأولى والتي فشلت وانتهى به الأمر بإلقاء القبض عليه، قبل أن يستأنف في محاولة ثانية وثالثة فاشلة ثم رابعة ناجحة، فوصل وجهته الأخيرة نحو الأراضي الإيطالية، قبل أن يعبر نحو هولندا.

محاولة الهروب الأولى

بدأت رحلة أبو كمال مع والدته وأخوه وابنه باتجاه ليبيا في الشهر السابع من عام 2022 حيث انطلقت طيارته من مطار دمشق نحو مطار بنغازي، بعد ان اتفق مع مهرب (تاجر بالبشر) من الجنسية السورية، وأرسله إلى زميل له في مدينة طرابلس الليبية مكان انطلاق الرحلة، فقطع أبوكمال مسافة 1000 كم بالسيارة ووصل إلى طرابلس ثم إلى منطقة الزاوية وسبراته، حيث منطقة التجمع للاجئين.

 ويروي أبو كمال لمنصة المهاجرون الآن: "بعد وصولنا إلى مدينة طرابلس انتقلنا إلى منطقة الزاوية وكان تجمعنا في مزرعة صغيرة، أقمنا فيها لمدة شهر، ننتظر ساعة انطلاق الرحلة، بعد أن تهدأ أمواج البحر التي كانت هائجة في تلك الفترة من العام الماضي، وكان برفقتنا نحو 30 شخصا من العائلات، وانطلقت رحلتنا في شهر سبتمبر 2022، رغم أن  البحر كان هائجاً والأمواج عالية، وطلبنا المهرب منا ان ننطلق ضمن قارب صغير لا يتجاوز طوله 6 أمتار، ولم تمضي رحلتنا أكثر من ساعتين حتى قبض علينا خفر السواحل الليبية ضمن المياه الإقليمية لليبيا، وتم أخذنا إلى سجن الزاوية، وسرعان ما اطلقوا سراح العائلات، بينما الشباب تم سجنهم، ولم يطلق سراحهم إلا بعد ان دفعوا مبلغ من المال وقدره 3000 دولار، بدلا من السجن لمدة سبعة شهور".

فساد حكومي واتفاق تحت الطاولة

ويواصل أبو كمال حديثه: "بعد خروجنا من سجن الزاوية قررنا مع عدد من العائلات التواصل مع مهرب ثاني للسفر نحو أوروبا، وفعلا كان لنا محاولة مع المهرب الجديد في شهر نوفمبر، ضمن قارب يبلغ طوله 12 مترا، ويحتوي على 100 فرد من العائلات، ولكن الرحلة كانت فاشلة، حيث تم القبض علينا بعد نصف ساعة من انطلاقها، وقادنا خفر السواحل الليبي إلى سجن المايا بطرابلس، وسرعان ما خرجنا".

يضحك أبو كمال، متذكراً خلال حديثه مع المهاجرون الآن، أنه علم متأخراً أن مهربي البشر لديهم خطة اتفاق مع خفر السواحل تتلخص بالسماح لرحلتين بالعبور نحو الأراضي الإيطالية، مقابل إلقاء القبض على واحدة، فكان حظهم بالرحلة التي تم القبض عليهم، لذلك حاول أبو كمال البحث عن مهرب ثالث جيد يكون أكثر ضمانة من السابق.

ويتابع أبو كمال: "بعد الاتفاق مع مهرب جديد الذي تواصل مع خفر السواحل للسماح لنا بالعبور مقابل 4000 دولار لكل شخص، حيث بلغت الكلفة الاجمالية لعائلتي (أنا وامي وابني وأخي) 16 ألف دولار، فخرجنا بيخت (قارب) تابع لخفر السواحل من منطقة الزاوية، الساعة الثامنة مساءً، واتفقنا أن يمشي معنا لمدة 4 ساعات، لغاية الساعة 12 ليلا من اجل الوصول  إلى نهاية المياه الإقليمية الليبية، وفعلا هذا ما حدث حيث كان ينتظرنا قارب طوله 13 متر، وفيه نحو 141 شخصا من سوريا ومن دول إفريقية، وانطلقت الرحلة نحو إيطاليا، ولكن بعد السير بالقارب لمدة يوما كاملا أدركنا أن كابتن القارب أضل الطريق، فحاول تصحيح مساره ولكن دون جدوى، وبقي في المياه يبحر من يوم الثلاثاء إلى يوم الخميس، دون أن نصل إلى إيطاليا، فطلبنا من كابتن القارب أن يسأل الصيادين في المنطقة وأخبروه انه قريب من الشواطئ التونسية ، وأرشدوه على الطريق الصحيح بعد تعديل رقم البوصلة إلى 90 درجة باتجاه إيطاليا، وبعد انطلاقنا ومحاولة عبور المياه الإقليمية التونسية، ارتفع موج البحر وأصبحت حياتنا مهددة بالخطر، وأثناء ذلك طلبنا مساعدة أحد قوارب الصيد التونسية، وخلال محاولة مساعدتنا، اصطدمت مقدمة قارب الصيد  بقاربنا، مما سببا عطبا في  قاربنا، وبدأت المياه تتسرب إلى داخله، وخلال هذه المرحلة عشنا حالة من الهلع والخوف والبكاء الدائم من قبل الأطفال والنساء، ومباشرة تواصلنا مع خفر السواحل الإيطالية، ووعدونا بالاتصال بخفر سواحل تونس لكوننا نحن داخل المياه الإقليمية التونسية، ومباشرة جاءت خفر سواحل تونس وأنقذونا ونقلونا إلى تونس وكانت معاملتهم معنا جيدة، ووضعوا جميع العائلات بفندق مع وجبات الطعام لمدة 10 أيام جانا،  ثم طلبوا منا أن نستأجر منازل أو العودة إلى بلادنا.  

رحلة تونس الناجحة

ويواصل أبو كمال حديثة لمنصة المهاجرون الآن: بعد أن أستأجرنا شقة  تواصلت مع مهرب جديد في تونس لكي يوفر لنا رحلة مضمونة من تونس إلى إيطاليا، واتفقت معه على مبلغ 2800 دولار عن كل شخص، وخرجت رحلتنا في بداية الشهر الأول  يناير من عام 2023 ، وخرجنا الساعة 11 ليلاً من جزيرة القنطرة بتونس نحو ايطاليا، واستمرت رحلتنا مدة تسع ساعات داخل البحر حتى وصلنا الشواطئ الإيطالية في جزيرة ماندوزا، وقبض علينا خفر السواحل الإيطالي، ووضعنا في مركز احتجاز لمدة أسبوع وكانت معاملتهم جيدة مع العائلات، بعد أن بصمنا لدى الشرطة الايطالية، وأخبرونا أنها بصمة امنية وليست لجوء، ثم نقلونا إلى كامب قريب من ميلانو، فهربنا من الكامب وخرجنا من محطة ميلانو بالقطار إلى سويسرا، وتم إلقاء القبض علينا من الشرطة السويسرية، وتم التحقيق معنا حول طريق دخولنا سويسرا بشكل غير شرعي، وبعد انتهاء التحقيق سلمتنا  الشرطة السويسرية  ورقة طرد من سويسرا، ومباشرة غادرنا سويسرا باتجاه ألمانيا، وفي ألمانيا اكتشفت الشرطة الألمانية اننا أشخاص دخلنا بطريقة غير شرعية، فجرى تحقيق مع عائلتي طوال الليل، وتم أخذ صور فوتوغرافية كما بصمونا، وأعطونا ورقة طرد أيضاً، ومباشرة اتجهنا إلى محطة القطار وغادرنا ألمانيا باتجاه هولندا ووصلنا مساءا في شهر يونيو العام الحالي 2023 ، ثم ذهبنا إلى مركز استقبال اللاجئين في تير أبل في هولندا، وحاليا أنتظر إجراءات اللجوء كي تكتمل من أجل  لم شمل عائلتي التي تعيش في سوريا بظروف أمنية واقتصادية صعبة جداً.

 

للاطلاع على القصص السابقة:

تصويت / تصويت

هل الهجرة واللجوء إلى دول الغرب

عرض النتائج
الحصول على الجنسية
0%
حياة افضل
25%
كلاهما
75%

الأكثر قراءة

ابق على اتصال

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!