-
الأخوان ملص.. من فن الأداء إلى فن الكتابة مع العطناوي
-
التعبير سيكون أفضل عن طريق الرواية، مثلما توجد أفكار كثيرة عن طريق المسرح والتمثيل
المهاجرون الآن – خاص
أعلن الأخوان ملص، في الثالث من أغسطس الجاري، عن روايتهما الأولى، التي صدرت تمت مسمى "الممثل وِليَمْ العطناوي"، عن مكتبة كتاب سراي في إسطنبول.
وقال الأخوان في منشور لهما على منصة الفيسبوك :"عن روايتنا الأولى.. صدر حديثاً رواية "الممثل وِليَمْ العطناوي" لـ الأخوين_ملص، عن مكتبة كتاب سراي في إسطنبول"، وأشارا إلى أن المراجعة الأدبية هي لـ فرحان مطر، فيما كانت لوحة الغلاف بريشة لبنى الكنجي، ولوحة المقدمة بِأَلم عمار البيك".
أخذت عملاً لمدة سنة
وحول الرواية، كان لمنصة "المهاجرون الآن" حديث خاص مع الأخوين ملص، حيث سردا بعض التفاصيل حولها، فقالا: "الرواية أخذت عملاً أستمر لمدة سنة"، وأضافا: "الفكرة، أننا شعرنا بأن التعبير عنها سيكون أفضل شيء عن طريق الرواية، مثلما توجد أفكار كثيرة نشعر إننا نريد أن نقولها عبر فيلم قصير، وأفكار أخرى عن طريق المسرح".
فرحان مطر الذي راجع العمل أدبياً، يقول: "هناك خصوصية للعلاقة المميزة بيني وبين الأخوين ملص منذ أيام مسرح الغرفة الذي كان ضمن بيتهما في دمشق، بالإضافة إلى أن العمل استهواني كثيراً"، ويضيف: "في العمل حكاية وشعب يكره الظلم والفساد والطغيان، منتظراً الفرصة التي يستطيع فيها التعبير عن كل هذه المكنونات الحبيسة في صدره، إلى أن حانت لحظة الحقيقة وانطلقت الثورة السورية، فكان من الطبيعي ان يجد الأحرار أنفسهم جزءاً منها. في هذه الرواية تعيش أجواء الحياة الدمشقية البسيطة لشاب سوري طامح يحلم بأن يصنع لنفسه مكاناً في عالم الفن الواسع الملي بالفساد والمحسوبيات وتحكم أجهزة المخابرات بكل التفاصيل ومع ذلك ينجح هذا الشباب بصنع تلك المكانة باقتدار".
مشاريع جديدة
وبخصوص وجود مشاريع روائية جديدة، أوضح الإخوان لـ"المهاجرون الآن: "لا يوجد حالياً مخططات لرواية ثانية بالأفق، لكن من الممكن أن يحصل ذلك في أي لحظة"، متابعيّن: "مثلما قلنا لكم سابقاً، نحن بأعمالنا المستقلة أحرار، لدرجة أننا نطلق مشروعنا ونشعر فقط به، وحالياً بين أيدينا فيلم قصير اسمه الراهن (من سيلقي الرمل)".
كما بيّن الأخوان أنهما يعملان منذ عام على كتاب، دون تمكنهما من تأكيد المعلومة إن كانا سيكملانه أم لا، كونه حالياً في طور التوقف، مُردفيّن: "ليس رواية، بل (مذكرات في زمن البعث)، أي عن أيام المدرسة من الطفولة للمراهقة، وما حصل معهما خلالها".
أسباب اختيار اسم الرواية؟
وضمن إجابتهما لمنصة "المهاجرون الآن"، حول أسباب تسمية روايتهما بذلك الاسم (الممثل وِليَمْ العطناوي)، فقد كشفا: "الاسم خليط بين ذكرياتنا الدمشقية، ولحظة انتقالنا من عالم المراهقة لعالم الفن، وليم "شكسبير" العطناوي "من شوارع وحارات العدوي".
مُتابعيّن: "في أيام المراهقة، كان يوجد في حارتنا لقب العطناوي لشاب من الحارة"، وبيّنا: "وأول دخولنا إلى عالم المسرح، تعرفنا طبعاً على وليم شكسبير".
مقطع من الرواية
وعرض المنشور مقطعاً من الرواية، جاء فيه: "ذات صباح جديد، وحياة جديدة، ارتدى "وليَم" ملابسَه مع بعض الإكسسوارات المهمة كمثقف، رغبة منه في تحقيق حلم والده، حتى لو كان ذلك عن طريق الملابس، ففكر كثيراً أن اختياره للملابس سيكون خطوة لا بأس بها، كي توحي أنه ممثل مسرحيّ، أو رسَّام، أو كاتب، أو مخرج، وهذا طبعاً سيساعده مع شعره الطويل، الذي بدأ بالتساقط مثل كلِّ شيء يتساقط في هذه البلاد، سوى تماثيل الديكتاتور".
وأضاف المقطع المنشور: "ارتدى "وليَم" شالاً حول رقبته، ووضع كتاباً في يده، عثر عليه تحت إحدى كنبات المنزل عندما كان الحمّال يحملها ويخرجها مع باقي أغراض المنزل، لوضعها في الشاحنة الكبيرة".
وتابع: "في طريقها للبيع، رأى "وليَم" الكتاب المغبّر العتيق فرمى به بين أغراضه القليلة، التي سينتقل بها إلى حياته الجديدة، ولم يكن يعرف أنّه سيكون أول كتاب سيرافقه في رحلته هذه، وعندما قرأ "وليَم" عنوان الكتاب ضحك، وارتسمت على وجهه ابتسامة بلهاء، كأنها ليست لهذا الوجه الذي يشبه وجه عجوز هرم في الثمانينات من العمر، كان الكتاب من تأليف الكاتب التركي الساخر "عزيز نيسن" وعنوانه: "ألا يوجد حمير في بلدكم".
من هما؟
والأخوان ملص، هما محمد وأحمد ملص، توأمان سوريان يقيمان في فرنسا حالياً، ومن مواليد 27 يوليو 1983، دمشق، سوريا، تخرجا من معهد أورنينا للتمثيل بدمشق، بعد أن تم رفضهما في المعهد العالي للفنون المسرحية لـ3 سنوات على التوالي، وتبنى موهبتهما عدد من الأسماء الفنية المعروفة حينها، مثل أمل عمران وياسر عبد اللطيف وباسم قهار وغيرهم.
ورغم ذلك، لم يحوزا على فرصة حقيقية في الأعمال الدرامية، رغم غزارة إنتاج المسلسلات السورية آنذاك، واقتصر حضورهما على المشاركة في عدد من المسرحيات، بيد أنهما تمكنا من إطلاق تجربة "مسرح الغرفة" عام 2009 من خلال مسرحية "ميلو دراما"، وترشحا لدخول موسوعة غينيس عن فئة أصغر مسرح في العالم.
وقبل سنوات، تقدم التوأم ملص "اللاجئان" في العام 2016، بأول عرض مسرحي لهما باللغة الفرنسية، والذي عرض في مجموعة من المدن الفرنسية وعدة دول، كبلجيكا واليابان وغيرها، كما ترشح للمشاركة في مهرجان "كيبيك" الكندي، لكن صعوبة الحصول على وثيقة السفر حالت دون ذلك.
أما تجاربهما في التمثيل التلفزيوني، فقد اقتصرت على مشاركة تكاد تكون وحيدة حتى عام 2019، في المسلسل السوري "أبو جانتي"، ضمن جزئهِ الأول سنة 2010، مع المُمثل سامر المصري.